وفد كردي إلى بغداد لتوصيل رسالة كردستان

لجنة مشتركة لتطبيع الأوضاع بين التحالفين الكردستاني والوطني الشيعي

مسعود بارزاني و نوري المالكي
TT

نقل مصدر بديوان رئاسة إقليم كردستان أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني أطلع أعضاء اللجنة العليا المكلفة باتخاذ موقف الإقليم من الأزمة السياسية الراهنة بالعراق، على مضامين اجتماعاته ومشاوراته مع وفد التحالف الوطني الشيعي الذي زار أربيل قبل عدة أيام، وتشاور معهم حول الموقف الواجب اتخاذه تجاه هذا التطور وصياغته ضمن رسالة ستوجهها رئاسة الإقليم إلى التحالف الوطني ردا على الزيارة. وأشار المصدر في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن بارزاني اجتمع أول من أمس مع أعضاء اللجنة السداسية التي تضم نائب رئيس الوزراء الاتحادي روز نوري شاويس ورئيس كتلة التحالف الكردستاني الدكتور فؤاد معصوم وممثله باللجنة الدكتور فؤاد حسين وممثلي الأحزاب المعارضة الثلاثة (حركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية)، وشدد المجتمعون على الالتزام بمبدأ الحوار لمعالجة الأزمة، وتم التباحث حول عدة أمور سيتم بحثها في اجتماع لاحق مع أعضاء الكتلتين الوزارية والبرلمانية في بغداد.

وفي تصريح أدلى به رئيس كتلة الاتحاد الإسلامي بمجلس النواب العراقي نجيب عبد الله أكد لـ«الشرق الأوسط» أن قيادة الإقليم تتشاور حاليا مع مختلف الأطراف المعنية بالأزمة منها اللجنة العليا والكتلتين الوزارية والنيابية بهدف صياغة النص النهائي للرسالة التي ستوجه إلى التحالف الوطني الشيعي، ويتوقع أن يحمل الرسالة وفد كردي سيزور بغداد لإيصالها، وفي حال كان ردهم إيجابيا، عندها ستبدأ المفاوضات الرسمية بين الجانبين لطي هذه الصفحة وتطبيع العلاقات».

وبسؤاله عن جدوى الرسالة خاصة وأن التحالف الوطني بادر بإرسال وفده، مما يتطلب أن ترد عليه قيادة كردستان بإرسال وفد لبدء المفاوضات قال عبد الله: «نعم هذا الطرح سمعناه أيضا من وفد التحالف الوطني، وطلبوا منا بدء المفاوضات المباشرة دون الحاجة إلى تبادل الرسائل المتكررة، ولكننا نرى بأن الرسالة ضرورية، لأنها ستؤشر لمجمل الخلافات القائمة والحلول الموضوعة لها، بمعنى أنها ستكون بمثابة خارطة طريق يمكنها أن تحدد مسار الحلول، وعليه فإن الموقف مرهون برد التحالف عليها، سواء كان سلبا أو إيجابا، وبناء على الموقف الذي سنتلقاه سنبت بموقفنا النهائي من الأزمة».

وكان خالد العطية رئيس وفد التحالف الوطني قد أشار في تصريحات سابقة أنه تم الاتفاق أثناء لقاء الوفد برئيس الإقليم مسعود بارزاني أن تستمر اللقاءات والاجتماعات في الفترة القادمة، وأن تتشكل لجنة مشتركة من ممثلي الطرفين لحل المشكلات القائمة بين الطرفين، حتى لا يتأثرا بالأحداث الحالية الآن على الساحة السياسية.

في غضون ذلك كشفت مصادر عراقية عن تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى قناة «آفاق» التابعة لحزبه، أشار فيها إلى «أنه ليست لديه أي مشكلة شخصية مع بارزاني»، مشيرا إلى أن الوزراء الكرد لم ينسحبوا من الحكومة الاتحادية التي يرأسها، بل ذهبوا إلى كردستان للتمتع بعطلة الـ«نوروز».

ورغم أن عطلة عيد النوروز الكردي في كردستان لا تتجاوز ثلاثة أيام كل سنة، فيما تحتفل إيران بهذا العيد إلى نهاية شهر مارس (آذار) ، ولكن ذلك لا يمنع من تفسير موقف المالكي بانفراج مهم في الأزمة الحالية بينه وبين قيادة كردستان، حيث أشار المالكي إلى أنه يرتبط بصداقة منذ 30 عاما مع بارزاني، وأنه ليست هناك أية مشكلة بينهما، كما أنه ليست هناك ما يسمى بخلافات عربية كردية، ولا سنية شيعية، هناك فقط اختلافات في الرأي حول كيفية بناء الدولة، بالإضافة إلى الخلافات النفطية، ومجمل هذه الخلافات من الممكن حلها عن طريق الحوار والالتزام بالدستور، «ونحن نعتقد بأن حل خلافاتنا سيكون عبر الحوار والتفاوض، وليس عن طريق حشد القوات والدعوة للحرب، وندعو قيادة الإقليم إلى الالتزام بالدستور، وهذا الالتزام سيفتح أمامنا جميع الأبواب لحل المشكلات والخلافات».