مرسي والبشير يتفقان على ترفيع اللجنة المشتركة بين البلدين

الترابي التقى الرئيس المصري واستبعد تقارب النظامين في البلدين

TT

غادر الرئيس المصري محمد مرسي والوفد الكبير المرافق له العاصمة الخرطوم بعد زيارة قصيرة استغرقت زهاء 24 ساعة، التقى فيها الرئيس السوداني عمر البشير، وقادة رسميين وشعبيين، كما التقى أفراد الجالية المصرية بالسودان. وقال الرئيس السوداني عمر البشير في مؤتمر صحافي مشترك مع مرسي عقد بمطار الخرطوم أمس إن مرسي استقطع بعض وقته لزيارة السودان رغم الحالة التي تعيشها مصر، ووصف العلاقات المصرية السودانية بأنها مرت بمراحل انخفضت فيها وتيرتها دون أن تؤثر على بعدها الشعبي، وأن الزيارة ستدفع بقوة لإزالة العوائق بين البلدين.

وأوضح أن الزيارة فتحت الأبواب أمام حركة التجارة والسلع والاستثمارات المشتركة، وعالجت مشكلة الطرق ووسائل الاتصال بين البلدين، وأن الطرفين اتفقا على تسريع إكمال طريقين وفتح «الطريق الشرقي» أمام الحركة بين البلدين فورا، إضافة إلى خطط لربط البلدين عبر خطوط السكة الحديد ومحاولة معالجة سعة خطوط السكة الحديد بين البلدين، وإنشاء منطقة صناعية مصرية في الخرطوم.

من جهته وصف الرئيس المصري محمد مرسي زيارته للسودان بأنها تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وأعادت فتح وبناء رصيد إيجابي للعلاقة بين الدولتين في المجالات كافة والاستفادة من الطاقات والموارد الموجودة فيهما.

وأضاف أنهما اتفقا على إقامة مشروعات مشتركة زراعية وحيوانية لتوفير الأمن الغذائي للبلدين، ومشروعات أخرى في مجال البنية التحتية وتنمية الموارد البشرية ومضاعفة التجارة، وتسريع إقامة منطقة صناعية مشتركة بين البلدين، وأن ليبيا ستنضم إلى البلدين لتشكيل ورسم المثلث الذهبي، كثمرة من ثمرات ثورات الربيع العربي.

وكشف مرسي عن اتفاق الرئيسين على ترفيع مستوى اللجنة الوزارية السودانية المصرية من مستوى الوزراء ليرأسها رئيس البلدين وعقد دورة اجتماعها القادم بالقاهرة.

وقال مرسي للصحافيين إنهم اتفقوا على افتتاح الطريق البري الشرقي فورا وتسريع إكمال الطريق الغربي بنهاية العام الجاري، بما يفتح آفاق تواصل جديدة.

وكشف مرسي عن تعاون بين بلاده والسودان بشأن مياه النيل، وقال: إن بلاده تتحرك منذ يونيو (حزيران) الماضي مع شركاء الحوض لتنمية العلاقات بينها، وأنهم متفقون مع دول الحوض على إقامة علاقات تحفظ لكل طرف من الأطراف حقوقه بما لا يضر بمصالح الطرف الآخر.

وأوضح مرسي أن بلاده والسودان وإثيوبيا «دول حوض النيل الشرقي» اتفقوا على تفادي الأضرار الناجمة عن المشروعات التي تقوم بها كل دولة على فروع النهر، ولا سيما «سد الألفية».

من جهته بدا الزعيم الإسلامي المنشق عن الحكم في السودان حسن الترابي عازفا عن الكلام عقب خروجه من لقائه القصير مع الرئيس المصري على غير عادته، وقال: «أنتم محاصرون.. أين الحريات الصحافية، أين (الجزيرة)» في إشارة لاستدعاء مدير مكتب «الجزيرة» في جهاز الأمن لأكثر من مرة، وإيقاف رئيس تحرير عن مزاولة عمله.

وقال الترابي العلاقات المصرية السودانية بدأت قبل الإسلام وتعززت به، ودعا لتطوير تعامل الشعوب مع بعضها بما يقربها من التطور الذي شهدته المجتمعات الغربية.

وقال الترابي إنه لم يناقش مع مرسي القضايا السودانية بسبب قصر الوقت، وأضاف: «كان الوقت قصيرا وسأزور مصر».

وحول مبادرة راج أن مرسي يقوم بها لتوحيد جماعته مع جماعة البشير قال الترابي إنه «لم يسمع بها»، وحول تقارب بين الإسلاميين الحاكمين في مصر والسودان قال الترابي: «إنها بعيدة جدا».