رئيس ديوان رئاسة كردستان: خيرنا التحالف الشيعي بين الطلاق والشراكة

برهم صالح يلمح من تركيا إلى طلب إجراء الاستفتاء الشعبي

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لدى استقباله الأربعاء الماضي وفد التحالف الشيعي («الشرق الأوسط»)
TT

حذر برهم صالح نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني من أن العراق «سائر نحو التمزق والتقسيم إذا لم تتدارك القوى السياسية الأزمة الحالية»، وأن «القيادة السياسية في كردستان في حال انعدمت الوسائل المتاحة أمامها لحل الخلافات القائمة بين كردستان وبغداد، قد تلجأ إلى طلب إجراء الاستفتاء الشعبي». من جهته، كشف رئيس ديوان رئاسة كردستان فؤاد حسين عن أن القيادة الكردية خيرت وفد التحالف الشيعي الذي زارها مؤخرا بين «الطلاق» و«الشراكة».

وكان نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني قد أجرى مباحثات في تركيا، التي وصل إليها في زيارة مفاجئة، مع الرئيس التركي عبد الله غل تركزت حول تطورات الوضع السياسي بالعراق، وتداعيات الأزمة التي تفاقمت مؤخرا وباتت تهدد العملية السياسية كما أكد ذلك صالح عقب محادثاته مع الرئيس التركي. وأشار بلاغ صدر عن المكتب الإعلامي للاتحاد الوطني أن غل رحب بـ«التقدم المطرد الحاصل في العلاقة بين تركيا وإقليم كردستان، داعيا إلى تمتينها بكافة الجوانب التي تخدم مصلحة الطرفين».

من جانبه، قال صالح إنه «بعد عشر سنوات من سقوط نظام صدام، ما زالت أوضاع العراق متأزمة وخطيرة تثير القلق، لأن الدستور ينتهك، والاتفاقات لا تنفذ، وبدلا من جر الأكراد إلى العراق يدفعون اليوم دفعا إلى خارجه». وأضاف: «إذا لم يضع القادة العراقيون برنامجا محددا لمعالجة مشكلات وأزمات العراق خلال العقد الثاني من سقوط النظام السابق، فإن العراق يسير نحو التمزق والتقسيم، وهناك احتمال أن يلجأ الكرد في العراق مضطرين إلى طلب إجراء استفتاء شعبي لتحديد الموقف». وشدد صالح على أن «القيادة السياسية في كردستان كانت حريصة في السابق وستحرص اليوم على بناء العراق الديمقراطي الاتحادي، وقدمت مبادرات متعددة من أجل تحقيق ذلك، وستبقى متمسكة بخيار الديمقراطية والحوار العقلاني لمعالجة المشكلات بالتوافق، ولكنها قد تضطر في حال عدم وجود آفاق للحلول السياسية إلى خيارات أخرى». ولم يحدد صالح ما إذا كان مقصده هو إجراء استفتاء شعبي عام على غرار ما جرى في جنوب السودان وتحت إشراف دولي لتقرير المصير، أم أن الدعوة لا تشمل الانفصال عن العراق.

وفي اتصال مع فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم وسؤاله عن موقف قيادة الإقليم من دعوة صالح قال في تصريح خص به «الشرق الأوسط»: «أنا لا أعلم مقصد الأخ برهم من تلميحه بإجراء الاستفتاء، وهل يقصد إجراء الاستفتاء الشعبي لتقرير المصير والانفصال عن العراق، أم أن قصده غير ذلك، ولكن على العموم فإن السيد الرئيس مسعود بارزاني سبق أن طرح في مناسبات عديدة وآخرها بعيد النوروز المنصرم فكرة اللجوء إلى الشعب عبر استفتاء شعبي لأخذ رأيه حول مسار الأزمة والموقف الواجب اتخاذه للتعامل معها، وطبعا سيتم خلال الاستفتاء طرح عدة خيارات أمام الشعب، وما إذا كان يريد أن نتواصل مع الأزمة أو نخرج منها، وهل نواصل الحوار مع بغداد، أم نجمده، وطبعا قد يكون هناك سؤال حول إعلان الانفصال، فالاستفتاءات آلية جيدة لإشراك الشعب بالقرارات الكبرى، ولذلك لا مانع من اللجوء إلى الشعب في مثل هذه الحالات من تعقد أزمات البلاد، وخاصة الأزمة الحالية التي باتت تهدد مجمل العملية السياسية بالعراق». وكشف رئيس الديوان أنه «أثناء مباحثاتنا مع الوفد الحكومي والتحالف الوطني الذي زارنا مؤخرا طرحنا أمامهم خيارين لا ثالث لهما، إما الطلاق وإما الشراكة، وقلنا لهم إننا نريد الشراكة ونتطلع إليها، وقالوا نحن أيضا نريد الشراكة، فطالبناهم بتوضيح موقفهم ورؤيتهم ومفهومهم لهذه الشراكة، فإما أن نتشارك ونتعايش وفقا للدستور على أساس الحقوق والواجبات الواردة بالدستور.. وإذا لم يقبلوا بذلك فإننا سنعود إلى شعبنا ليقرر مصيره، وأكدنا أن خيارنا الآن هو التعايش والشراكة مع ضمان حقوقنا، وننتظر منهم الرد النهائي وعلى ضوئه سنقرر خطواتنا التالية».