الأزمة الكورية: بعثات دبلوماسية تناقش الإجلاء.. وأميركا لا تستبعد إطلاق صاروخ

بيونغ يانغ ترفض السماح لعمال الجنوب بالعودة.. وواشنطن تستعد لإرسال طائرة تجسس

دبلوماسيون أجانب وسياح يستعدون لركوب طائرة تقلهم من مطار بيونغ يانغ إلى بكين أمس (أ.ف.ب)
TT

بينما عقد رؤساء البعثات الدبلوماسية لسبع دول أوروبية ممثلة لدى كوريا الشمالية مساء أمس اجتماعا لمناقشة إمكانية القيام بعملية إجلاء على خلفية التوتر في شبه الجزيرة الكورية، قال البيت الأبيض إن واشنطن «لن تتفاجأ» بتجربة إطلاق صاروخ تقدم عليها بيونغ يانغ. كما تحدثت تقارير إعلامية يابانية عن اعتزام الجيش الأميركي نشر طائرة تجسس من دون طيار في إحدى قواعده في اليابان بهدف تعزيز مراقبة كوريا الشمالية.

وكان مقررا أن يجتمع رؤساء البعثات الدبلوماسية لسبع دول أوروبية في بيونغ يانغ عصر أمس غداة التحذير الذي أصدرته السلطات الكورية الشمالية وقالت فيه إنها لا تستطيع أن تضمن أمن البعثات الدبلوماسية اعتبارا من العاشر من أبريل (نيسان) الحالي في حال نشوب نزاع. وقبل ظهور نتيجة هذا الاجتماع، قررت ألمانيا إبقاء بعثتها مفتوحة حسبما أفادت الخارجية الألمانية في بيان. وقال البيان الألماني إن «عملية تقييم أمن السفارة الألمانية تجري» حاليا لكن «بإمكان السفارة مواصلة العمل في الوقت الراهن» في كوريا الشمالية. وأضافت: «في ما يتعلق بأمن السفارة هناك مشاورات مستمرة خاصة مع الدول الأجنبية الشريكة الأخرى التي لها أيضا سفارات» لدى كوريا الشمالية، في ما يبدو تقليلا من أهمية اللقاء المعلن في بيونغ يانغ. وتضم البعثات الدبلوماسية المعنية باجتماع أمس كلا من ألمانيا وبريطانيا والسويد وبولندا ورومانيا والجمهورية التشيكية وبلغاريا. وبدا مسبقا أن هذه الدول لا تتوفر على خطة لإجلاء مباشر. وتعتبر بعض العواصم أن التحذير الكوري الشمالي لم يكن سوى مناورة جديدة لتصعيد الضغط، وتذكر بأن سفارات دول الاتحاد الأوروبي تلتقي بانتظام في جميع الدول. وفي واشنطن قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني الجمعة إن واشنطن «لن تتفاجأ» بتجربة إطلاق صاروخ «تتناسب مع نمطهم الحالي من أفعال وخطاب حربي غير مساعد وغير بناء». وحذر البنتاغون من جهته من أن «أي تحرك استفزازي إضافي سيكون مؤسفا»، وحث المتحدث جورج ليتل بيونغ يانغ على «اتباع المعايير الدولية واحترام تعهداتها».

وصرح مسؤول كبير في الحكومة الكورية الجنوبية بأنه «ثبت أن كوريا الشمالية نقلت مطلع الأسبوع صاروخين (موسودان) متوسطي المدى إلى الساحل الشرقي ونصبتهما على آليات مجهزة بنظام إطلاق».

ويقدر مدى صاروخ «موسودان» بثلاثة آلاف كيلومتر، أي بقدرته إصابة كوريا الجنوبية أو اليابان. ويمكن أن يصيب أهدافا على بعد أربعة آلاف كيلومتر، مما يعني نظريا ضرب جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادي الواقعة على بعد 3380 كلم من كوريا الشمالية، حيث ينتشر ستة آلاف جندي أميركي. وكانت كوريا الشمالية الغاضبة من فرض عقوبات دولية عليها وتمارين مشتركة أميركية - كورية جنوبية أصدرت سلسلة من التهديدات المخيفة بشن حرب نووية في الأسابيع المقبلة.

في غضون ذلك، بقي المنفذ إلى مجمع «كايسونغ» الصناعي الذي أصبح نقطة استراتيجية في حرب الأعصاب هذه مغلقا أمس مع رفض كوريا الشمالية رفع الحظر الذي تفرضه منذ الأربعاء الماضي على الكوريين الجنوبيين الذين يتوجهون إلى المجمع يوميا للعمل. واضطرت شاحنات كورية جنوبية عدة مكلفة بتموين الموقع للعودة أدراجها. وذكرت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية أنه بعد رحيل 92 موظفا كوريا جنوبيا أمس يبقى 516 مواطنا كوريا جنوبيا في المجمع. وحذر أرباب العمل الكوريون الجنوبيون من أنه إن استمر منع نقل المواد الأولية والموظفين أياما عدة فسيرغمون على وقف عملياتهم في هذا الموقع الذي يدر عملات صعبة لبيونغ يانغ. وقد أوقفت أربع شركات نشاطها. وهددت كوريا الشمالية من جهتها بسحب رعاياها البالغ عددهم 53 ألفا والموظفين لدى 123 شركة كورية جنوبية من الموقع الواقع قرب الحدود لكن في الجانب الكوري الشمالي. ومن بين القلة النادرة من السياح الذين يغامرون بدخول هذا البلد الذي يبقى منغلقا، عادت مجموعة من المسافرين إلى بكين من زيارة لخمسة أيام إلى كوريا الشمالية ووصفت الوضع بأنه «طبيعي».

وقالت تينا كرابي وهي دنماركية: «لم نكن خائفين عندما كنا هناك»، مضيفة: «لم يبد لنا أنه كان هناك توترات في مدينة» بيونغ يانغ. وقال نيكولاس بونر مؤسس وكالة «كوريو» التي تتولى نقل مجموعات من السياح إلى هذا البلد منذ نحو عشرين سنة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الزيارات المنظمة للسياح ما زالت مسموحا بها في كوريا الشمالية.

من ناحية أخرى، أشارت الصحف اليابانية أمس إلى أن الجيش الأميركي على وشك نشر طائرة تجسس من دون طيار في إحدى قواعده في اليابان بهدف تعزيز مراقبة كوريا الشمالية. وكتبت صحيفة «سانكاي شيمبون» اليمينية نقلا عن مصادر حكومية أنها أول عملية نشر لطائرة مراقبة من هذا النوع في الأرخبيل.