اليمن: تعثر أمني في الحديدة وتعز ومأرب يربك مسار الحوار الوطني

رئيس الحراك التهامي لـ «الشرق الأوسط»: نضالنا سلمي ونطالب بلجنة تقصي حقائق حول التجاوزات الأمنية

يمنيات يشاركن في مؤتمر المرأة الوطني السادس في صنعاء أمس (رويترز)
TT

تشهد محافظة الحديدة في غرب اليمن تطورات أمنية متصاعدة، في وقت يواصل الرئيس عبد ربه منصور هادي مساعيه لتفادي التطورات الحالية في المحافظة بعد مقتل وجرح عدد من الأشخاص في مواجهات بين قوات الأمن والحراك التهامي، في الوقت الذي تشهد بعض المناطق اليمنية اضطرابات أمنية متصاعدة مع استمرار الحوار الوطني الشامل.

ونفى عبد الرحمن شوعي، رئيس الحراك التهامي في محافظة الحديدة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» الأنباء التي تتردد عن أن الحراك التهامي مسلح، مؤكدا أن «هذه إشاعات تطلقها بعض الجهات لتبرير ضرب أبناء المنطقة ومن أجل ضياع القضية التهامية وأبناء تهامة وإلصاق التهم بأبناء المنطقة»، وطالب شوعي بتشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن كل الأحداث التي جرت في تهامة، وقال، إن «نشاطهم وعملهم سلمي، وإن أجهزة الأمن هي من تقوم بالاعتداء على أبناء تهامة وتقوم بقتل أبنائهم»، وحول اللقاءات التي يجريها الرئيس عبد ربه منصور هادي في محافظة الحديدة لاحتواء الموقف بعد مقتل وجرح عدد من الأشخاص من أبناء المنطقة ومن ضباط ورجال الأمن، أكد شوعي أن هادي التقى بقيادة المحافظة والسلطة المحلية فقط واستمع إلى طرف واحد حتى اللحظة ولم يستمع إلى كل الأطراف، وأن الطرف الذي يستمع إليه هادي هو الطرف المتورط في الأحداث الأمنية في تهامة.

وقتل عدد من الضباط والأشخاص الذين يرتبطون بالحراك التهامي وبقوات الأمن اليمنية بعد مواجهات ومداهمات في حارة اليمن بمدينة الحديدة بحجة البحث عن مطلوبين. وعاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من زيارته إلى روسيا الاتحادية مباشرة إلى مدينة الحديدة للوقوف على الأوضاع المتدهورة بعد أن قام مسلحون بمحاصرة منزل محافظ الحديدة أكرم عطية للمطالبة باستقالته، وقالت مصادر تهامية لـ«الشرق الأوسط»، إن «عطية تقدم باستقالته إلى محافظ المحافظة رفضا للإجراءات التي تتخذها أجهزة الأمن في محافظة الحديدة والتي تؤدي إلى مواجهات عنيفة»، وأشارت المصادر إلى أن هادي رفض استقالة محافظ الحديدة والأخير استقبل هادي لدى وصوله إلى الحديدة، في وقت يواصل الرئيس اليمني لقاءاته بالشخصيات الاجتماعية والسلطة المحلية في محاولة لوضع حد لأعمال العنف والفوضى التي تشهدها الحديدة.

ويصعد الحراك التهامي من نشاطاته السياسية بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي ينعقد في اليمن منذ منتصف مارس (آذار) الماضي، ويطالب أبناء تهامة برفع المظالم عن الإقليم منذ عدة عقود وبإعلان المنطقة إقليما رسميا يتمتع بصفات مميزة تكفل عدم السطو على حقوق وأراضي أبناء المنطقة من قبل نافذين في السلطات المدنية والعسكرية، في وقت قال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، إن «مجاميع من قوات الحرس الجمهوري وقوات الأمن المركزي تقوم بمحاصرة مدينة الحديدة من أكثر من جهة، في حين يتحدث البعض عن فلول النظام السابق تحاول السيطرة على المحافظة وتحويلها إلى بؤرة صراع سياسي جديد في اليمن».

وقالت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط»، إن «الرئيس اليمني يسعى إلى وقف هذه التطورات وعدم السماح بإفشال مساعي التسوية السياسية الحالية في البلاد في ضوء المبادرة الخليجية»، إلى ذلك، نجا محافظ محافظة عدن وحيد علي رشيد من محاولة اغتيال، مساء أول من أمس، على يد مسلحين مجهولين، وقتل في المحاولة أحد حراسه، وقد دانت الفعاليات اليمنية هذه المحاولة، غير أن السلطات الرسمية لم تعلن ذلك رسميا، في الوقت نفسه تشهد مدينة تعز أعمال عنف ومداهمات لمقار حكومية ومدارس من قبل مسلحين في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة في المحافظة منذ عدة شهور.

وفي محافظة مأرب قتل أربعة جنود على يد مسلحين مجهولين في مديرية صرواح، وتشير مصادر محلية إلى أن الحادث يحمل بصمات تنظيم القاعدة، وتشهد تلك المنطقة سلسلة متواصلة من الهجمات على أبراج الكهرباء وخطوط وأنابيب نقل النفط والغاز.