«القاعدة» تعزي في وفاة والدة سجين موريتاني في غوانتانامو

نواكشوط تؤكد احتجاز مواطن كندي على خلفية تورطه في «أمور خطيرة»

TT

وجه «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، أمس، رسالة تعزية إلى عائلة السجين الموريتاني في غوانتانامو، محمدو ولد الصلاحي، وذلك بعد وفاة والدته الأسبوع الماضي، كما اتهم السلطات الموريتانية إبان حكم الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطائع بتسليم ولد الصلاحي إلى الولايات المتحدة.

وجاء في رسالة التنظيم، التي نشرتها عدة منتديات جهادية مرتبطة بتنظيم القاعدة: «لقد تلقينا بقلوب ملؤها الرضا بقضاء الله وقدره، نبأ وفاة الوالدة مريم بنت الوديعة رحمها الله وصب عليها شآبيب رحمته، وأخلفها في ذويها خيرا».

وأضاف التنظيم في رسالة التعزية: «إننا في هذا المقام نتقدم بالتعزية لعائلة أهل صلاحي، ونخص بالذكر أخانا اسير في سجون أميركا اخ محمدو ولد صلاح الحسني الشنقيطي، فك الله أسره».

ووجه التنظيم «نداء عاجلا» إلى من وصفهم بـ«أهلنا أهل الكرم والنخوة ببلاد شنقيط من علماء ودعاة وشيوخ قبائل وغيرهم»، وأضاف: «يا أهلنا في شنقيط ويا أبناء قبيلة بني حسن، تحركوا في قضية فك أسر الأخ محمدو ولد صلاحي، الذي حرم رؤية والدته رحمها الله، تحركوا في كافة المجالات حتى يخرج هو ورفيقه من سجون أميركا الظالمة»، في إشارة إلى سجين موريتاني آخر في غوانتانامو.

وأكد التنظيم أن «أخانا محمدو ولد صلاحي يقبع وراء أسوار الظلم في سجن غوانتانامو منذ سنين، بتسليم من حكومة القهر السالفة، وبتواطؤ مع حكومة البطش الظالمة، تلك الحكومة التي تحسن إ ضرب أبشار أبنائها ورمي مسيلات الدموع في وجوه المتظاهرين، وزجا في السجن لصاحب كل صوت أبي يدعو للحرية والتغيير»، على حد تعبير التنظيم.

يشار إلى أن ولد الصلاحي معتقل في غوانتانامو على خلفية اتهامه بالمشاركة في التدبير لأحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وذلك إبان دراسته في ألمانيا، واعتقل حتى قبل تأسيس «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».

وكان التنظيم شهد خلال السنوات الأخيرة انضمام عدد كبير من الموريتانيين إلى صفوفه تمكنوا من الاستحواذ على مهمات الوعظ والإفتاء داخله، بينما ظل الجزائريون يسيطرون على المناصب القيادية والعسكرية، ولعل أول موريتاني يتمكن من تولي منصب قيادي هو عبد الله الشنقيطي الذي عين منذ ثمانية أشهر أميرا لكتيبة الفرقان بعد أن كان ناطقا باسم إمارة منطقة الصحراء.

وفي سياق متصل، أوردت وكالة «رويترز» أن «موريتانيا تحتجز مواطنا كنديا له صلة بكنديين اثنين آخرين قتلا أثناء القتال مع متشددين خلال هجوم على محطة للغاز الطبيعي في الجزائر في يناير (كانون الثاني) الماضي»، بينما أضافت الوكالة أن «تأكيد موريتانيا احتجاز هارون يون يأتي بعد تقرير بثته هيئة الإذاعة الكندية قال إن يون كان يدرس القرآن قبل اعتقاله هناك مع أميركيين وأوروبيين لم تحدد هوياتهم».

وأبلغ بيرنارد كولاس قنصل موريتانيا في مونتريال، «رويترز» أول من أمس أن يون وهو من أونتاريو اعتقل منذ أشهر قبل الهجوم في الجزائر، وأنه محتجز فيما يتعلق بتحقيق في ارتكاب أمور «خطيرة»، وامتنع عن الإدلاء بتفاصيل أكثر حول الموضوع.

وقال كولاس إن يون بصحة جيدة ويعامل بشكل طيب، مؤكدا أن دبلوماسيين كنديين مقرهم في كندا زاروه حيث من المتوقع تعيين محام لمساعدته في تجهيز دفاعه.

وقال مسؤولون أمنيون غربيون إنه من المحتمل أن بعض الناطقين باللغة الإنجليزية من الولايات المتحدة وأوروبا ومنها بريطانيا ذهبوا إلى شمال أفريقيا للقتال مع المتشددين، بينما يأتي تأكيد اعتقال يون بعد يوم من تأكيد السلطات الكندية هويتي الكنديين الآخرين الناطقين بالإنجليزية واللذين شاركا في هجوم يناير على محطة عين أميناس في الجزائر والذي يعتقد المحققون أنه كان بقيادة المتشدد مختار بلمختار الملقب بـ«لعور».

وقتل نحو 70 شخصا من بينهم الكنديان، وذلك عندما اقتحمت القوات الجزائرية المحطة، وقالت الشرطة إن الكنديين اللذين قتلا هما خريستوس كاتسيروباس وعلي مدلج.

وذكرت هيئة الإذاعة الكندية أن يون ذهب إلى الدراسة مع الكنديين القتيلين، وأن يون الذي نشأ كاثوليكيا اعتنق الإسلام قبل التخرج في المدرسة الثانوية، وقالت تقارير كندية إن كاتسيروباس تحول من الأرثوذكسية إلى الإسلام.

ويعتقد أن عدد المقاتلين الناطقين بالإنجليزية الذين يسافرون إلى شمال أفريقيا الناطق بالفرنسية أقل بكثير من عدد المتشددين الناطقين بالإنجليزية الذين سافروا في الآونة الأخيرة إلى مناطق صراع أخرى، ولا سيما سوريا والصومال.