آلاف الطلاب بالمغرب يستفيدون من قرار تسهيل دخولهم فرنسا

زيارة الرئيس الفرنسي إلى جامعة بضواحي الرباط وحوار مع طلبتها وضع حدا للمشكلة

TT

سيستفيد آلاف الطلاب المغاربة من قرار اتخذه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، لمتابعة دراستهم في ظروف أفضل بعد أن كان عدد كبير منهم يعودون أدراجهم، بسبب منعهم من الحصول على عمل في فرنسا خلال فترة الدراسة، كما أن آخرين من الطلاب المغاربة سيمكنهم الحصول على تأشيرات دخول إلى فرنسا لمتابعة دراستهم أو تدريبات قصيرة، بعد أن طلب الرئيس الفرنسي من سفارة بلاده في الرباط تسهيل إجراءات منحهم تأشيرات دخول.

وظل الطلاب المغاربة يعانون سنوات من تعقيد إجراءات التأشيرة إلى فرنسا. وكان هذا القرار نتيجة زيارة الرئيس الفرنسي لجامعة في ضواحي العاصمة المغربية وحوار مفتوح مع طلبتها.

ودأبت القنصليات الفرنسية في عدد من المدن المغربية، خاصة في الرباط والدار البيضاء ومراكش وفاس وأكادير وطنجة، خلال السنوات الأخيرة، على رفض عدد كبير من طلبات طلاب مغاربة للحصول على تأشيرة دخول إلى فرنسا لمتابعة الدراسة، أو في بعض الأحيان تلقي تدريبات، وطالت قرارات الرفض حتى طلبات التأشيرة من أجل تمضية عطلات قصيرة، تحت ذريعة أنه يمكن استغلال هذا النوع من التأشيرات للبقاء في فرنسا.

وقال الرئيس الفرنسي أمام طلاب «الجامعة الدولية» في مدينة سلا المجاورة للرباط، قبل أن ينهي زيارته الرسمية أول من أمس للمغرب، إنه سيتم تبسيط إجراءات منح تأشيرة الدراسة للشباب المغاربة، وذلك لتمكين الطلبة المقيمين في فرنسا من متابعة دراساتهم وتشجيع آخرين على التسجيل في الجامعات الفرنسية.

يشار إلى أن معظم موظفي الإدارات الحكومية وشركات القطاع الخاص في المغرب سبق لهم أن درسوا في فرنسا، في حين أفادت إحصائية بأن حكومة عبد الإله ابن كيران الحالية تضم 30 وزيرا، درس نصفهم في فرنسا، أو تلقوا تدريبات هناك.

ونسب إلى الرئيس الفرنسي قوله أمام طلاب «الجامعة الدولية»: «حرصت على تبسيط هذه الإجراءات المتعلقة بمنح تأشيرة الدراسة لإتاحة الفرصة للطلاب الذين انتقلوا إلى فرنسا من أجل متابعة دراساتهم أو البقاء للقيام بتدريب هناك».

وبناء على هذا القرار تقرر إلغاء قرار سابق يعرف باسم «دورية غيون» التي تقيد إمكانية عمل الطلبة الأجانب الحاصلين على شهادات جامعية في فرنسا، وتشجيع منح تأشيرات الإقامة ذات الأمد القصير بغرض السماح للطلبة المغاربة بنقل التجربة التي اكتسبوها في فرنسا إلى بلدهم. كما ستمنح تأشيرة للطلاب والأساتذة والباحثين المغاربة دون حاجة لعقود قانونية، أو تعقيدات إدارية.

وقال فرنسوا هولاند عقب حوار مفتوح مع طلاب الجامعة: «هاجسنا يتمثل في أن يتمكن الطلبة المغاربة بفرنسا من العودة إلى بلادهم لخدمة الاقتصاد ومواكبة المشاريع الرائدة في بلدهم» مؤكدا التزامه بتشجيع حركة التبادل وتنقل الأفكار والأشخاص.

ونوه في هذا الصدد بالتوقيع خلال زيارته للمغرب على اتفاقيات بشأن فتح فروع للجامعات الفرنسية في المغرب، وفي بعض الأحيان انتقال جامعات أخرى، وهو ما سيتيح وجود جميع المدارس والجامعات الفرنسية الكبرى في المغرب، على أن تمنح شهادات معترف بها في كلا البلدين مع نفس القيمة ونفس المتطلبات.

يشار إلى أن «الجامعة الدولية» في فرنسا تعد نفسها مشروعا مغربيا - فرنسيا مشتركا يفتح أمام الشباب المغربي أبواب الحصول على تكوين ممتاز في مؤسسة أكاديمية تعتمد كليا على النموذج التعليمي الفرنسي.