تونس: تساؤل حول أفكار بورقيبة في الذكرى الـ13 لوفاته

المرزوقي دشن متحف الرئيس السابق

TT

انتقد لطفي زيتون، القيادي في حركة النهضة، الاحتفالات المبالغ فيها بمناسبة إحياء الذكرى الـ13 لوفاة الحبيب بورقيبة الرئيس التونسي الأسبق في السادس من شهر أبريل (نيسان) 1999. وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن الشباب التونسي لا يعرف الكثير عن بورقيبة، ومن المفارقات أن يصبح محل مزايدة انتخابية على الرغم من كونه لم ينظم طوال حياته انتخابات حرة، وزيف الانتخابات التعددية الوحيدة التي عرفتها تونس سنة 1981، وقضى بذلك على إمكانية إرساء الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة.

وقال زيتون إن أحزابا صغيرة تعتصر تراثه بشكل مسف، وأخرى تبعث له متحفا، مما يؤكد أن جزءا من النخبة التونسية لا يزال مشدودا ومرتهنا للماضي، وهم على حد قوله يقودون ويصادمون أحلام مستقبل الشعب التونسي. واعتبر أن البعض من السياسيين المشدودين إلى الماضي يريدون العودة بالثورة التونسية إلى «زمن توجيهات الرئيس»، في إشارة إلى أحد البرامج التلفزيونية الذي كانت القناة التلفزيونية الحكومية تبثه قبل أنباء الساعة الثامنة ليلا كل يوم في عهد بورقيبة متضمنا أفكار وآراء الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.

وكانت أحزاب من المعارضة التونسية قد اتهمت حركة النهضة بـ«التخاذل» في الاحتفال بالذكرى الـ57 لاستقلال تونس عن فرنسا يوم 20 مارس (آذار) 1956، وقالت إن السبب قد يكون موقف الحركة من النظام البورقيبي الذي ضيق الخناق على التيارات الإسلامية في عقد السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي.

وتقول أحزاب سياسية تونسية تأسست بعد الثورة على غرار حركة نداء تونس إنها وريثة الفكر البورقيبي، وإنها تتبنى مشروعه التحديثي المعتمد على مجانية التعليم وتحرير المرأة والفصل بين الدين والسياسة.

وفي هذا الشأن، قال عادل الشاوش، القيادي في حركة نداء تونس، لـ«الشرق الأوسط» إن عدم اعتراف بعض الأطراف السياسية بتراث بورقيبة ومساهمته الكبيرة في عمليات تحديث المجتمع التونسي، لا ينفي أفكاره وتاريخه الطويل في نصرة الفئات الضعيفة وتمكينها من وسائل العلم والمعرفة. وأفاد بأن النموذج البورقيبي في تسيير تونس ونجاحه في الخروج من مجموعة من المشاكل الاجتماعية والمطبات الاستعمارية يؤكد أن أسباب النجاح تلك لم تأت من فراغ، بل من رغبة جامحة في النهوض بالمجتمع التونسي المبني على التسامح والاعتدال.

وكان المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي، قد تحول أمس إلى روضة آل بورقيبة في المنستير (وسط شرق تونس) مسقط رأس الزعيم بورقيبة، ودشن متحف بورقيبة الذي سيتضمن كل مقتنياته وتفاصيل حياته. كما وزعت رئاسة الجمهورية بالمناسبة «الكتاب الأبيض» الذي يتناول سنوات بورقيبة الأخيرة، ويضم وثائق مستمدة من الأرشيف الخاص برئاسة الجمهورية.