«جبهة النصرة» تحتجز 4 صحافيين إيطاليين بريف إدلب على خلفيات أمنية

ناشط ميداني يؤكد لـ أنه سيتم الإفراج عنهم بعد التحقيق معهم

TT

أعلن ناشطون سوريون أن الصحافيين الإيطاليين الأربعة الذين تم اختطافهم في شمال سوريا، محتجزون لدى «جبهة النصرة»، مؤكدين أنهم محتجزون «بغرض التحقيق معهم، وليسوا مختطفين».

وكانت وزارة الخارجية الإيطالية قد أعلنت أول من أمس أن أربعة صحافيين إيطاليين خطفوا في شمال سوريا، بينما لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن عملية الاختطاف، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا». ونقلت الوكالة عن الوزارة قولها إنها تتابع القضية «منذ البداية»، وشكلت خلية أزمة على الفور لمتابعة القضية، وإن السلطات الإيطالية تطلب «أقصى درجات التكتم»، وتلح على أن «السلامة الجسدية للرهائن تبقى الأولوية القصوى».

وقال الناشط الميداني السوري عمر الجبلاوي الذي كان ضمن المجموعة التي نسقت جولة الإيطاليين في شمال سوريا، إن الصحافيين الأربعة «محتجزون لدى مجموعة من (جبهة النصرة)»، نافيا لـ«الشرق الأوسط» أن يكون الصحافيون «مختطفين»، مؤكدا أنه «تم احتجازهم بغرض التحقيق معهم على خلفيات أمنية».

وأشار الجبلاوي إلى أن الصحافيين هم: «مراسلة (راديو وتلفزيون إيطاليا) الرسمي سوسن دبوس، وهي سورية تحمل الجنسية الإيطالية، كانت في شمال سوريا برفقة ثلاثة صحافيين آخرين»، موضحا أن المجموعة كانت على تنسيق مع مجموعة من الناشطين السوريين للدخول إلى جبل الأكراد وجبل التركمان في ريف اللاذقية. وقال: «احترم الصحافيون البرنامج، وأتموا مهمتهم، وحين انتهوا، طلبوا الدخول إلى بلدة قطمة في ريف إدلب من هذه المنطقة، لكننا رفضنا بسبب المخاطر المترتبة على هذه الرحلة»، لافتا إلى أن هذه المنطقة «تعج ليلا بالسارقين، وقطاع الطرق، ومجموعات تخطف مقابل فدية، ومجموعات تخطف صحافيين أجانب بغرض مبادلتهم مع معتقلين آخرين».

لكن المجموعة، بحسب الجبلاوي، «خالفت التعليمات، ودخلت إلى ريف إدلب عبر ريف اللاذقية برفقة مجموعة ناشطين آخرين، علما بأننا كنا طلبنا منهم العبور إلى الأراضي التركية والدخول إلى قطمة عبر الأراضي التركية حرصا على سلامتهم».

وأضاف: «بعد وصول الصحافيين إلى ريف إدلب، تبين أنهم كانوا يلتقطون صورا لجميع المواقع التابعة لـ(جبهة النصرة) في بلدتي اليعقوبية والغسانية من غير الحصول على إذن بالتصوير من القيادة العسكرية في المنطقة أو من أمير (جبهة النصرة)». وفي أثناء تصوير مواقع في الغسانية، يتابع الجبلاوي، «قامت مجموعة من (جبهة النصرة) باعتقالهم برفقة أربعة ناشطين آخرين، أطلق سراحهم بعد 48 ساعة، فيما أبقي على الصحافيين الإيطاليين بغرض التحقيق معهم على خلفيات أمنية، وللتأكد من أنهم لا يصورون المواقع لصالح النظام السوري».

وإذ أكد الجبلاوي أن الصحافيين «غير مختطفين»، أعلن أن عناصر «جبهة النصرة» يحققون معهم، و«عندما ينتهي التحقيق، سيتم الإفراج عنهم»، مشيرا إلى «أننا تواصلنا مع (جبهة النصرة)، وأكدت لنا أنه سيتم الإفراج عنهم ريثما ينتهي التحقيق». ونقل عن أحد المدنيين الذين كانوا معتقلين معهم تأكيده أن عناصر «النصرة» «لم يؤذوا أحدا منهم أثناء التحقيق، وقد تأكدوا أنهم صحافيون»، وقد يتم إطلاق سراحهم قريبا. ولفت الجبلاوي إلى أن الناشطين الذي نسقوا عبورهم إلى شمال سوريا مع سوسن دبوس يتواصلون مع الخارجية الإيطالية، ويطلعونهم على التفاصيل خطوة بخطوة.

وتلتقي تلك المعلومات مع ما أوردها الموقع الإلكتروني لصحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية؛ إذ أشارت إلى أن الصحافيين تم خطفهم «من مجموعة متمردة حين كانوا يصورون مشاهد فيديو». ووفق الموقع الإلكتروني لصحيفة «لا ستامبا»، فإن عملية الخطف جرت ليلة الخميس - الجمعة. وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن الصحافيين المختطفين موجودون في سوريا منذ عدة أيام، وقد دخلوا عبر الحدود التركية.

وفي حين لم تعلن أية جهة مسؤوليتها بعد عن عملية الاختطاف، وورود معلومات عن أن وزارة الخارجية الإيطالية طلبت التكتم من أجل السلامة الجسدية للرهائن التي تبقى الأولوية القصوى، أعلن الصحافي كريستيانو تينازي الذي عمل في سوريا مع أحد المختطفين لقناة «يورونيوز»، أن الإيطاليين محتجزون لدى كتيبة تحمل اسما دينيا، قائلا إنهم «ليسوا تحت السيطرة المباشرة للجيش السوري الحر، لأن انتماءهم سلفي تقريبا».

وكان إيطالي قد خطف في سوريا مع اثنين من الرعايا الروس في 12 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وتم إطلاق سراح الرجال الثلاثة في 4 فبراير (شباط) الماضي.