رئيس الحكومة اللبنانية المكلف: قرار الحرب والسلم يجب أن يكون بيد الدولة

طهران نقلت لسلام تمنياتها له بالنجاح.. و«المستقبل» تضع أول شروط تشكيل الحكومة

TT

وضع رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة، أمس، أول شروط تشكيل الحكومة العتيدة، بتأكيده أن «المطلوب هو فريق عمل حكومي من غير المرشحين» للانتخابات النيابية المقبلة، عشية بدء الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام استشارات غير ملزمة لتشكيل الحكومة، رغم أن سلام رفض الخوض في تفاصيل شكل حكومته وحجمها «بانتظار الاستشارات».

وجاء موقف السنيورة بموازاة إصدار سلام أول موقف له بخصوص سلاح حزب الله، إذ أكد أن «المقاومة ضد إسرائيل مشروعة، لكن قرار الحرب والسلم يجب أن يكون بيد الدولة اللبنانية، وأي استخدام للسلاح في الداخل يجب وضع حد له». وأشار سلام إلى أن السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن آبادي نقل إليه رسالة من القيادة الإيرانية تمنى له فيها النجاح في مهمته تأليف الحكومة، وتؤكد الحرص على المقاومة». وقال ردا على سؤال عما إذا كانت إيران قد ربطت بين تسهيل مهمته والحرص على حزب الله: «موقف إيران ليس خافيا على أحد». كما لفت إلى أنه تلقى رسالة دعم من روسيا، نقلها السفير الروسي»، نافيا في الوقت عينه أن يكون قد حصل أي اتصال مع السفير السوري. وكشف سلام أن الأمور التي ترافق سرعة تأليف الحكومة «ليست ممهدة»، آملا «أن تعي كل القوى السياسية الظرف الدقيق والحرج على وقع التطورات في سوريا والمنطقة التي تحتم توحيد الموقف».

وبموازاة المناخات الإيجابية التي رافقت عملية تكليف رئيس الحكومة المقبلة، وسط الدعوات لتشكيل الحكومة بسرعة التوافق على رئيسها، كان السنيورة أكثر واقعية، إذ دعا إلى التكاتف وتيسير عملية تأليف الحكومة، وعدم تحميلها توقعات أكثر مما ينبغي ومطالب لا يمكن تلبيتها». وقال: «إننا أمام مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وأمام فرصة سانحة تحققت بنتيجة استقالة الرئيس ميقاتي ومجيء الرئيس تمام سلام، ولا يجب أن نضيع هذه الفرصة بأن نقوم بكل شيء يؤدي إلى خفض مستويات التوتر في لبنان وإيصال فريق عمل حكومي متجانس لا يكون محكوما بالتوترات وبالخلافات بين الفرقاء حتى نستطيع فعليا أن نأخذ البلد إلى مكان يستطيع أن يتنفس ويستطيع أن يجري الانتخابات وأن يطبق سياسة النأي بالنفس بشكل سليم ويخلق سحابة من الأمل لدى الناس في الموضوع الاقتصادي والاجتماعي».

ورأى السنيورة أن «المطلوب هو فريق عمل حكومي من غير المرشحين وأن يشعر كل اللبنانيين أن كلا من قوى (14 آذار) وقوى (8 آذار) يقدم ويتنازل للدولة في عملية تأليف الحكومة». وقال: «نريد من هذه الحكومة أن يكون همها الأول أن تكون قادرة على أن تتوصل إلى قانون انتخاب وأن تجري الانتخابات»، معتبرا أن «أي كلام حول تمديد ولاية المجلس النيابي لفترات مديدة وطويلة هو فعليا إعلان لبنان بلدا فاشلا، وبالتالي هذا له تداعيات على أكثر من صعيد سياسي ودبلوماسي وأمني واقتصادي ومالي ومعيشي».

ووسط توقعات بأن يتعثر تشكيل الحكومة في ظل الخلاف العمودي بين الأفرقاء السياسيين، على غرار حكومة رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، أعلن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون: «أننا سنسهل عملية التأليف ونتمنى أن لا يكون فيها أي إشارة إلى الكيدية السياسية التي يتحدث عنها البعض».

وانسحب هذا الموقف على حليفه حزب الله، الذي أكد أنه «كنا إيجابيين في التكليف وسنكون إيجابيين في التأليف ونحرص على نجاح الحكومة لأن في هذا مصلحة كل الأطراف وكل الوطن».

وقال نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ نبيل قاووق: «إننا حريصون على إراحة الأجواء الداخلية والمناخات السياسية وتنفيس الاحتقان المذهبي»، معتبرا أن «الإجماع على تسمية رئيس الحكومة المكلف تمام سلام هي فرصة استثنائية إيجابية يجب التقاطها وتعميمها، لأن هذا الإجماع أوجد صدمة إيجابية في ظل الاحتقان المذهبي والتوتر الأمني والانقسام السياسي، إنها نقطة إيجابية يجب أن نعممها ونستثمرها إلى أبعد مدى»، لافتا إلى أنه «عندما يبادر حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر وحلفاؤهم إلى تسمية تمام سلام، فهذا يعني أننا لا نريد أن نتحدى أحدا ولا نريد أن نلغي أحدا، هذا يعني مدى حرصنا على التفاهم والتلاقي والتواصل من أجل خدمة الوطن وتعزيز الوحدة الوطنية، ومن أجل قطع الطريق على الفتنة التي تريدها أميركا وإسرائيل».