الجزائر: شقيق الرئيس يقود حملة «الولاية الرابعة» لبوتفليقة

إسلامي «حداثي» وعلماني من منطقة معارضة للنظام يخوضان معركة التمديد

TT

نزل مقربون من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى الميدان، للترويج لما يعرف بـ«الولاية الرابعة»، بمناسبة انتخابات الرئاسة المرتقبة في ربيع العام المقبل. وفي المقابل، نشأت «جبهة» تعارض تمديد حكم الرئيس يقودها رئيس حكومة سابق اشتغل مع بوتفليقة، واستقال لما اختلف معه.

ويقود سيمفونية «الولاية الرئاسية الرابعة» قائدا حزبين وعضوين في حكومة بوتفليقة، هما عمر غول وزير الأشغال العمومية، رئيس حزب «تجمع أمل الجزائر»، وعمارة بن يونس وزير البيئة ورئيس «الحركة الشعبية الجزائرية». والأول إسلامي التوجه يمثل «الإسلام الحداثي المتسامح» نقيض التطرف والإرهاب، بينما الثاني علماني يتحدر من منطقة القبائل التي تُعد معقل معارضي النظام منذ الاستقلال عام 1962.

ونزل غول وبن يونس إلى الميدان، أول من أمس (السبت)، لحشد التأييد لصالح حصول بوتفليقة على ولاية رابعة. لكن لم يذكر أي منهما أن ما يدعوان إليه يعكس رغبة صريحة من صاحب الشأن في البقاء بقصر الرئاسة 5 سنين أخرى. وقال بن يونس في لقاء مع مناضلي حزبه بقسنطينة (500 كلم شرق العاصمة)، إن «تحديد عدد الولايات الرئاسية (في الدستور) لا يعتبر شرطا أساسيا لتحقيق الديمقراطية»، في إشارة إلى توقعات تتعلق بالتعديل الدستوري المرتقب، مرتبطة أساسا بالمادة 74 التي تفتح حاليا المجال للترشح للرئاسة مدى الحياة.

وقال بن يونس أيضا: «الترشح لانتخابات الرئاسة التي ستجري عام 2014، حق يكفله الدستور لكل جزائري»، مشيرا إلى أن مسألة ترشح بوتفليقة لولاية رابعة «تعني بوتفليقة نفسه، وفي النهاية الشعب هو من يقول كلمته الأخيرة». وتحدث بن يونس عن «تهديدات ضد الجزائر لا تزال قائمة»، ويفهم من هذا الكلام بأن بوتفليقة هو وحده من يستطيع إبعاد شبح هذه التهديدات عن الجزائر.

وذكر غول في اجتماع بكوادر حزبه بتلمسان (550 كلم غرب العاصمة)، أن حزبه المعروف اختصارا بـ«تاج»، يدعو إلى التمديد لبوتفليقة «إذا ما طلب ولاية رابعة». وقال بالتحديد: «الحق في الترشح هو من صميم الديمقراطية، وإذا ما أراد الرئيس ولاية جديد، فإننا سندعمه». ولم يكن اختيار غول ولاية تلمسان للترويج لسياسة بوتفليقة والدعوة إلى تمديد حكمه، اعتباطا، فهي المنطقة التي يتحدر منها بوتفليقة. يشار إلى أن شخصيات تنشط حاليا ضد استمرار بوتفليقة في الحكم، يقودها رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور الذي أعلن ترشحه لانتخابات 2014.

ويجري في الأوساط السياسية والإعلامية حديث عن «إيعاز» تلقاه غول وبن يونس للترويج لـ«الولاية الرابعة»، من طرف السعيد بوتفليقة أصغر أشقاء الرئيس وكبير مستشاريه المشرف على تسويق صورة الرئيس في كل الاستحقاقات الرئاسية الماضية. وحزبا بن يونس وغول من صنيعة السعيد بوتفليقة الذي يملك نفوذا قويا في أوساط رجال الأعمال، الذين ساندوا الرئيس ماليا عندما ترشح في 1999 و2004 و2009.

وتتمثل «الخطة» في سحب رأسي حزبي السلطة من المشهد السياسي نهائيا، وهما الإسلامي عبد العزيز بلخادم أمين عام «جبهة التحرير الوطني»، والعلماني أحمد أويحيى أمين عام «التجمع الوطني الديمقراطي»، وتعويضهما بشخصين «جديدين»، هما غول وبن يونس. وقد تم ذلك فعلا، فقد دفع بلخادم وأويحيى إلى الاستقالة، ودخلا بيتيهما والتزما الصمت، بعدما كانا، طيلة 14 سنة من حكم بوتفليقة، في واجهة المروجين لسياساته. وكلاهما ترأس الحكومة في عهد الرئيس.

لكن برلمانيا ورجل أعمال استبق بن يونس وغول في الدعوة إلى «الولاية الرابعة»؛ ففي خريف العام الماضي، اشترى بهاء الدين طليبة مساحات إعلانية في الصحف ناشد فيها «المجاهد عبد العزيز بوتفليقة» الترشح من جديد. وحول هذا الموضوع، قال طليبة لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أول من دعا الرئيس بوتفليقة لترشيح نفسه لولاية أخرى، لأنني أدرك تمام الإدراك أن المشوار والعهدة بين الشعب الجزائري ورئيسه لم ينتهيا بعد. كما أن الرحلة المباركة والميمونة التي بدأت سنة 1999 لم تنته بعد. وعليه، فالتمديد للسيد عبد العزيز بوتفليقة هو أكثر من أمنية نأمل تجسيدها؛ فالرجل استطاع بحكمته ووطنيته العالية، نقل الجزائر من حالة عدم الاستقرار إلى ثقافة الوئام والسلم، وأهدى الجزائر الجديدة عهدا جديدا يميزه النمو الاقتصادي».