آشتون في القاهرة للتوفيق بين الحكم والمعارضة «قبل فوات الأوان»

أمين جبهة الإنقاذ المعارضة لـ «الشرق الأوسط» : الأمل في لم الشمل أصبح ضعيفا

الرئيس مرسي خلال لقائه مع كاثرين أشتون في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

بدأت كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أمس محاولة للتوفيق بين الحكم والمعارضة في مصر «قبل فوات الأوان»، لكن الدكتور أحمد البرعي أمين جبهة الإنقاذ المعارضة التي يقودها الدكتور محمد البرادعي، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمل في لم الشمل أصبح ضعيفا».

واجتمعت آشتون أمس مع الرئيس المصري محمد مرسي في القاهرة لحث القيادات السياسية المتصارعة على تحقيق التوافق الوطني في مواجهة المشكلات السياسية والاقتصادية المتفاقمة في البلاد، لكن من غير المتوقع أن تتمكن المسؤولة الأوروبية من تغيير المسار المعقد الذي تمضي فيه مصر.

ووصلت آشتون إلى القاهرة منذ الليلة قبل الماضية في وقت كانت فيه البلاد تشهد مظاهرات ومصادمات لمحتجين مع قوات الأمن بالإضافة إلى اشتباكات طائفية بين مسيحيين ومسلمين وإضرابات لسائقي القطارات. وتواجه البلاد انقساما سياسيا ومستقبلا اقتصاديا غامضا بعد تأخر الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي قيمته 4.8 مليار دولار، وتزايد نزيف الاحتياطي النقدي الداخلي.

وقالت آشتون في بيان لها قبل المحادثات مع الرئيس المصري: «هذا وقت حرج بالنسبة لعملية التحول في مصر. البلد يواجه تحديات اقتصادية وسياسية هائلة». وعقب لقائها مع الرئيس مرسي عبرت آشتون عن اهتمامها البالغ بالموضوعات التي ناقشتها مع الرئيس المصري في لقاء استمر ساعتين، وتناول الوضع في مصر وإمكانات التحرك نحو أوضاع أكثر اطمئنانا، إلى جانب بحثها عددا من القضايا الإقليمية من بينها الملف السوري.

ومن جانبه، قال الدكتور البرعي إن المعارضة ليس لديها شروط للحوار مع النظام الحاكم، ولكن لديها مبادئ، منها حل «مشكلة النائب العام التي أصبحت ملحة وتدلل على عدم احترام القانون والقضاء»، و«مشكلة الأمن» و«مشكلة الحكومة غير القادرة على تحقيق الأمان الاقتصادي» و«مشكلة الدستور». وأضاف البرعي: «هذه مشاكل تراكمت على مر الأيام.. لو الرئيس مرسي لديه استعداد للحديث فيكفينا أن يعلن أنه سيغير الحكومة والنائب العام وتتم صياغة قانون الانتخابات بالمشاركة لا المغالبة». وسبق لآشتون ومسؤولين غربيين زيارة القاهرة في محاولات تبدو يائسة للتوفيق بين الفرقاء المصريين واتخاذ إجراءات لمنع التدهور الذي تمضي فيه البلاد بعد نحو عشرة أشهر من فوز الرئيس مرسي بالرئاسة. وقال الدكتور البرعي عن زيارة آشتون: «الأمل أصبح ضعيفا في لم الشمل بمصر، نتيجة للأوضاع التي نرى أنها تتدهور يوما بعد يوم نتيجة قرارات مرسي، والناس تعتقد أن هذه القرارات صادرة من مكتب الإرشاد (التابع لجماعة الإخوان) وليس من مرسي، ومع ذلك ما زلنا متعلقين بأهداب الأمل».

وومن بين الزعماء السياسيين المعارضين الذين التقتهم آشتون أمس، الدكتور عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر، وعضو جبهة الإنقاذ، بمنزل سفير الاتحاد الأوروبي في ضاحية الزمالك في لقاء استمر أكثر من ساعة. وجرى النقاش حول الإمكانيات المتاحة والكبيرة لدعم الاتحاد الأوروبي للاقتصاد المصري.

على صعيد متصل قال المستشار أحمد مكي، وزير العدل، إن الرئيس مرسي يمكنه الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة إذا شعر بفشله في إدارة حكم البلاد، لكنه أضاف لإحدى القنوات التلفزيونية أن هذه الدعوة فاشلة في هذا الوقت الذي تمر به مصر، مشددا على أهمية بناء مؤسسات الدولة أولا، لأن الثورة أسقطت نظاما بمؤسساته. وأرجأت الرئاسة المصرية التعليق لـ«الشرق الأوسط» على ما قاله مكي إلى وقت لاحق لم تحدده.