مخاوف إسرائيل تتصاعد من النووي الإيراني بعد إخفاق محادثات المآتا

دعت إلى إعطاء إيران إنذارا نهائيا.. وطهران تحث واشنطن والكوريتين على ضبط النفس

TT

زاد القلق الإسرائيلي من مخاطر الملف النووي الإيراني بعد فشل محادثات المجموعة الدولية «5+1» وطهران في المآتا أول من أمس، وإخفاق الطرفين في التوصل إلى اتفاق يهدئ من روع المخاوف الدولية من طموحات إيران النووية.

ودعا أمس وزير الشؤون الاستراتيجية والاستخبارات الإسرائيلي المجتمع الدولي إلى مزيد من الحزم إزاء الجمهورية الإسلامية، وإعطائها إنذارا نهائيا من «بضعة أسابيع أو شهر» لوقف تخصيب اليورانيوم أو مواجهة ضربة عسكرية محتملة.

وقال يوفال ستاينتز في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن آخر جولة غير حاسمة من المحادثات النووية بين إيران والقوى الدولية تثبت أن الجمهورية الإسلامية تماطل، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

ورأى ستاينتز أن «الإيرانيين يلعبون ويضحكون في طريقهم إلى (تصنيع) القنبلة». وأضاف: «حان الوقت لتقديم التهديد العسكري أو نوع من الخطوط الحمر للإيرانيين، إنذارا لا لبس فيه من كل أنحاء العالم (يجب أن تسلمه) الولايات المتحدة والغرب».

ورأى ستاينتز، المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه يتوجب على المجتمع الدولي إعطاء طهران «بضعة أسابيع أو شهرا» لوقف تخصيب اليورانيوم، ولكنه لم يقل ما الذي يجب فعله إذا لم تمتثل إيران لذلك. وتابع: «بينما تتقدم إيران في تخصيب اليورانيوم، فإنها من المرجح أن تصبح دولة تجاوزت العتبة النووية ويجب وقفها الآن».

ولم تنجح إيران والقوى الكبرى في تحقيق اختراق في المفاوضات حول برنامج طهران النووي المثير للجدل، لأن مواقف الجانبين لا تزال «متباعدة جدا» بعد يومين من المفاوضات المكثفة في كازاخستان.

وتشتبه الدول الغربية وإسرائيل في سعي إيران إلى صنع قنبلة نووية تحت غطاء برنامج نووي مدني، لكن إيران تنفي ذلك قطعيا.

وفي حين تهدد إسرائيل بشن ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في مارس (آذار) أن إيران لا تزال تحتاج إلى «عام ونيف» قبل أن تتمكن من حيازة السلاح النووي، ملمحا إلى أنه لا يزال هناك وقت للتوصل إلى حل دبلوماسي.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي تحدث عن تحديد «خط أحمر» فيما يتعلق بمنع إيران من الحصول على الوقود اللازم لصنع أول قنبلة، لكن عددا من المسؤولين الإسرائيليين أقروا في أحاديث غير رسمية بأن الأمر تم تأجيله وربما لأجل غير مسمى.

وتحاول مجموعة «5+1» (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة - وهي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين - إلى جانب ألمانيا) إقناع إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم لدرجة نقاء أعلى، وهي الخطوة الأولى نحو التوصل إلى اتفاق أوسع نطاقا.

ويمكن أن يستخدم اليورانيوم المخصب في تشغيل المفاعلات النووية، وهو الغرض الذي تعلنه إيران أو أن يمثل المادة اللازمة لصنع الأسلحة في حالة التخصيب لدرجة نقاء أعلى. وتقول إيران إن أنشطتها النووية ذات أغراض سلمية.

وقال ستاينتز خلال مقابلة إن إيران تستغل المحادثات في كسب الوقت بينما تسعى لصنع سلاح نووي. ومضى يقول: «حذرنا سابقا من أن الطريقة التي تجرى بها هذه المحادثات هي حيلة لكسب الوقت.. والإيرانيون سعداء جدا بالفرصة التي حصلوا عليها، وفي الوقت ذاته يخصبون اليورانيوم لصنع قنبلة. لدينا موقف واضح جدا تجاه القضية والعالم بدأ يفهم».

وحسب وكالة رويترز فقد تحدث ستاينتز عن تهديد كوريا الشمالية باستخدام أسلحة نووية ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة باعتباره مثالا لما تخشى إسرائيل أن يحدث في حالة تمكن إيران من إنتاج سلاح نووي. ويعتقد أن إسرائيل هي البلد الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الذي يملك ترسانة نووية.

وتابع ستاينتز: «أعتقد أن ما يحدث حاليا في كوريا (الشمالية) يظهر لنا جميعا مدى ضرورة وقف الأنشطة النووية الإيرانية». وأردف قائلا: «سمح المجتمع الدولي بطريقة ما لكوريا الشمالية بالحصول على أسلحة نووية، وهي تهدد باستخدامها ضد كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة. تخيلوا ماذا يمكن أن يحدث خلال عامين أو ثلاثة ليس فقط لإسرائيل بل أيضا لأوروبا والولايات المتحدة والعالم أجمع، في حالة حصول النظام المتعصب والمتطرف في طهران على الأسلحة النووية».

وفي سياق متصل، دعت إيران الكوريتين والولايات المتحدة إلى التحلي بضبط النفس و«تفادي أي سلوك استفزازي» في الأزمة القائمة بين هذه الدول منذ أسابيع، بحسب ما أوردت الأحد وكالة مهر.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست: «ننصح كافة الأطراف بتجنب أي سلوك استفزازي وتفادي صب الزيت على النار».

وأضاف: «نحن نرى أنه يتعين إدارة الوضع وما يجري بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة. وعلى كافة الأطراف تفادي أن يستمر مناخ التهديد».

وتابع أن «المناورات العسكرية» للولايات المتحدة مع كوريا الجنوبية و«الحضور العسكري الأميركي» في المنطقة تؤدي «باستمرار إلى توترات وأزمات».

وكثفت كوريا الشمالية في الأسابيع الأخيرة تصريحاتها الحربية بعد سلسلة من العقوبات الدولية أعقبت اختبارا نوويا بداية فبراير (شباط) ومناورات عسكرية مشتركة تجري بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

ونصبت كوريا الشمالية صاروخا ثانيا متوسط المدى على ساحلها وهددت بتوجيه ضربات، بما فيها ضربات نووية، لأهداف أميركية. وحذرت الجمعة من أنه لن يعود بإمكانها ضمان أمن البعثات الدبلوماسية في بيونغ يانغ ابتداء من العاشر من أبريل (نيسان).