هجوم درزي غير مسبوق على جنبلاط بعد «فتوى القتل»

الدروز في سوريا ما زالوا منقسمين بين مؤيدين للأسد ومحايدين

TT

شن زعماء دروز موالون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد هجوما غير مسبوق على الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط حول «استباحة دم» الدروز المؤيدين للنظام، مؤكدين «موقفهم الثابت تجاه الدولة السورية».

وكان جنبلاط صرح في مقابلة تلفزيونية الخميس بأن «الدروز الذين هم مع النظام حلال دمهم»، داعيا مجددا عناصر القوات النظامية الدروز إلى التخلي عن النظام.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين حكمت الهجري قوله «لا يحق لأي رجل يعتبر نفسه سياسيا أن يصدر أي فتوى أو توجيه سياسي خارج حدود بلده».

وأضاف: «نحن طائفة المسلمين الموحدين في سوريا لا نقبل أن ينظر إلينا أحد على أننا مزرعة له ويتصرف بها كما يريد ويصدر الفتاوى لها وفق ما يشتهي».

وأكد الهجري أن طائفة الدروز في سوريا «تعتبر كل من يخرج عن احترام الدولة والقانون ذاهبا باتجاه الفراغ ولا يخدم مصالحنا التي هي بالدرجة الأولى أمن واستقرار أبناء شعبنا وطمأنينتهم في بيوتهم ومناطقهم».

ووصف الشيخ أيمن زهر الدين (السويداء) جنبلاط بـ«حرباء السياسة المتقلبة وزئبق المواقف المتخاذلة».

وأضاف أن جنبلاط «طالما نعق علينا بأفكار سامة، فتارة يطلب من أبناء الجبل الأشم الصامد المضحي الجزء الذي لا يتجزأ من القطر العربي السوري، الانشقاق عن الجيش، وتارة يطلب منهم الانضمام إلى المتآمرين على سوريا وشعبها».

ويتمتع جنبلاط الزعيم الدرزي البارز في المنطقة العربية بثقل معنوي لدى دروز سوريا، من دون أن يعني ذلك أنه قادر على التأثير على قراراتهم.

ورغم أن العديد من الدروز انضموا إلى الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد قتالا أو موقفا، فإن المجتمع الدرزي بشكل عام لا يزال ينقسم بين داعمين للنظام ومحايدين في النزاع القائم منذ أكثر من سنتين.

وتتعرض المناطق الدرزية ولا سيما في مناطق ريف دمشق لاضطرابات دائمة بسبب هذا الانقسام حيث انخرط جزء من أبناء الطائفة في الجيش والأمن واللجان الشعبية، ولعل الأخيرة أكثرها إثارة للجدل، حيث يرفض غالبية الوجهاء المحليين مشاركة أبنائهم لقوات النظام في العمليات العسكرية ضد المناطق الأخرى المجاورة لما يجره ذلك من فتنة طائفية، بينما يسعى بعض الزعماء لإلزام أبنائهم في اللجان الشعبية بعدم تجاوز مهماتهم المناطق التي يعيشون فيها، أي يتولون حماية المناطق الدرزية إلى جانب الجيش، ولا يخرجون في أي مهمات أخرى خارج مناطقهم، «وإلا فإن دمهم مهدور ويتحملون وزر ذلك وحدهم».