ملف المخطوفين اللبنانيين في طي النسيان والغموض يلف مصير خاطفهم

إبراهيم الداديخي «شهيد» في أعزاز و«حي» في تركيا

TT

بعدما كان المخطوفون اللبنانيون التسعة في أعزاز نجوم كاميرات الإعلام والحدث، صارت أخبارهم نادرة بعد مرور أكثر من سنة على خطفهم خلال رحلة العودة بين إيران ولبنان، حيث أفرج عن النساء وأبقي الرجال في «ضيافة» المدعو عمار الداديخي أو «أبو إبراهيم»، كما بات معروفا في أوساط اللبنانيين؛ إذ بات نجما إعلاميا لكثرة ظهوره على وسائل الإعلام اللبنانية، وتنظيمه رحلات لصحافيين لبنانيين لإجراء مقابلات مع المخطوفين.

لكن الغموض راح يلف مصير خاطفهم قائد «لواء عاصفة الشمال» الذي تتضارب المعلومات حوله، فهو ميت كما يقال في أعزاز، بينما حي يرزق في تركيا بحسب مصادر موثوقة.

وبين هذا وذاك ما يزال مصير المخطوفين اللبنانيين الذين أعاد أهاليهم تحريك الملف عبر تحركات ميدانية، غامضا، فيما يقول مصدر في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» إن «الملف برمته بيد تركيا».

وفي هذا السياق، أشار أحد الناشطين الإعلاميين في حديث لـ«الشرق الأوسط» من أعزاز، إلى «شائعات قوية تسود المنطقة عن أن عمار (الداديخي) ميت من أكثر من شهر ونصف الشهر. كان عناصره يقولون إنه حي والآن اختلف كلامهم»، مردفا: «لكن لم يبرهن أحد ذلك بالدليل حتى الآن».

وأوضح الناشط، الذي كان موجودا في أعزاز حين تم اختطاف اللبنانيين وطلب عدم الكشف عن اسمه، أنه «جرى بتر ساق أبو إبراهيم، لكن ذلك أدى إلى جلطة تسببت بوفاته ودفن في تركيا»، مرجعا السبب في التكتم عن مصيره إلى «عدم التأثير سلبا على معنويات المقاتلين في مطار منغ... بالإضافة إلى سبب آخر وهو عدم اختلاف عوائل أعزاز على تركته، أي معبر باب السلامة إذا علموا بموته».

ورأى أن من الدلائل التي تؤكد وفاة أبو إبراهيم قيام «لواء عاصفة الشمال باعتقال محمد شوقي، وهو كان الرجل الثاني في اللواء بعد عمار، بعد استدراجه من تركيا، حيث عرف أنه كان يريد تشكيل كتيبة الشهيد عمار داديخي لتصحيح أخطاء لواء عاصفة الشمال»، ولفت إلى أن اعتقاله بحسب بعض عناصر اللواء «جاء تنفيذا لوصية الشهيد أبو إبراهيم». كما لفت الناشط إلى صفحة «الشهيد البطل عمار داديخي أبو إبراهيم قائد أعزاز» التي أنشأها عدد من أنصار أبو إبراهيم لتمجيد بطولاته وشهادته كذلك.

لكن مسؤولا بارزا في الثورة السورية أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الداديخي حي يرزق وموجود في تركيا»، مضيفا: «الأتراك خبأوه.. لكني متأكد أنه ما زال حيا يرزق، وكل كلام غير ذلك غير صحيح». وشدد المسؤول المقرب من «الجيش السوري الحر»: «أؤكد لك أن أبو إبراهيم حي يرزق. هذه معلومات أجهزة أمنية»، ولفت إلى أن «سبب إخفائه يعود إلى لعبة تركية»، مضيفا: «انتهى دوره» بالنسبة إليهم. وشدد على أن المخطوفين اللبنانيين التسعة «موجودون في منطقة حدودية مع تركيا»، معتبرا أن «اللعبة كلها لعبة تركية».

وفي المقابل ينفي الناشط الإعلامي في أعزاز الدور التركي، مشيرا إلى أنه «ليس لتركيا دخل بالموضوع»، موضحا أن «أبو إبراهيم (الداديخي) حين اختطف اللبنانيين فعل ذلك بقرار منه».

في المقابل، أكد هذا الناشط أن اللبنانيين المخطوفين «موجودون في منطقة بمحاذاة الحدود التركية»، وكشف عن أنهم مسجونون في «منطقة اسمها الجبل، وهي عبارة عن جبل مطل على تركيا في ريف أعزاز ويبعد نحو 7 كيلومترات عن أعزاز»، موضحا في الوقت نفسه: «لكن ليس بالضروري أن يكونوا كلهم هناك، بالإضافة إلى أنه يتم تغيير مكان احتجازهم باستمرار». ولفت إلى أن الجبل هي المنطقة نفسها التي كان يحتجز فيها الصحافي فداء عيتاني الذي كان أحد زوار أبو إبراهيم الدائمين قبل أن يعتقله الأخير ويطرده من المنطقة. ويشير المعارض السوري إلى أن الطيران الحربي السوري قام بالإغارة على هذه المنطقة منذ أيام.

لكن يبقى السؤال الأهم: في ظل غياب أو تغييب أبو إبراهيم، ما مصير المخطوفين اللبنانيين؟ ومن هو المسؤول عنهم الآن؟ يؤكد الناشط الإعلامي أن «المسؤول عن لواء عاصفة الشمال الآن والمخطوفين اللبنانيين، شخص اسمه سمير عموري»، مشيرا إلى أن الحديث في أوساط اللواء في أعزاز عن «رغبة بإغلاق هذا الملف مع البحث عن صيغة مناسبة للقبول بفدية مالية قد تكون عبارة عن مبالغ طائلة».