إضراب سائقي القطارات بمصر يربك حركة السفر

فوضى وشغب داخل المحطات

TT

تسبب إضراب نفذه سائقو القطارات بمصر أمس في حالة من الشلل والفوضى، نتيجة تكدس الركاب داخل محطات القطارات وفي مواقف سيارات الأجرة في عموم البلاد. وقال مصدر مسؤول في هيئة السكك الحديدية إن الخسائر تقدر بملايين الدولارات. وأضافت وزارة النقل أنها «ستتخذ الإجراءات القانونية حيال الأشخاص المحرضين على الإضراب، وسيتم تحويلهم إلى النيابة العامة».

وبدأ سائقو القطارات منذ ساعة مبكرة من صباح أمس إضرابا شاملا عن العمل احتجاجا على الأوضاع الوظيفية، مطالبين بزيادة الحافز وصرف بدل إضافي، معترضين على قرار الدكتور حاتم عبد اللطيف، وزير النقل، بزيادة بدل طبيعة العمل إلى 10 في المائة لجميع طوائف العمل بدءا من مايو (أيار) المقبل، واصفين النسبة بـ«الهزيلة».

واستبقت وزارة النقل إضراب سائقي القطارات، وطرحت مساء أول من أمس هذه الزيادة عقب مفاوضات دامت ساعات مع عدد من ممثلي سائقي ومحصلي السكة الحديد وأعضاء النقابة العامة للسكة الحديد. وقال الدكتور رجب موسى، نائب وزير النقل، إن «الوزارة لم تغلق باب الحوار مع سائقي القطارات، وأجرت معهم مناقشات ومفاوضات مطولة، لكنهم تراجعوا عن اتفاق أول من أمس الذي كان في وجود ممثلين منهم وحضور وزيري النقل والقوى العاملة ورئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشورى».

وشهدت محطات القطارات في ربوع مصر حالة من الفوضى والاستياء بين المواطنين الذين تكدسوا بالآلاف على الأرصفة في انتظار القطارات، ووصل الأمر لحد الاشتباك بالأيدي بين نظار المحطات والركاب، مما دعا إلى تدخل أفراد الجيش والشرطة لحفظ الأمن في بعض المحافظات.

وقال أحد المواطنين بغضب «أستقل القطار يوميا من مقر إقامتي بمحافظة المنوفية إلى القاهرة حيث مقر عملي، وهو حال آلاف غيري، ولم أتمكن من السفر بسبب الإضراب».

وشهدت صالة محطة القطارات الرئيسية بالقاهرة (محطة مصر) وأرصفة المحطة تظاهر آلاف الركاب أمس بسبب استمرار توقف حركة القطارات جراء إضراب السائقين، وردد الركاب هتافات تندد وتنتقد المسؤولين والسائقين، بينما دعت هيئة السكك الحديدية الركاب لاسترداد قيمة تذاكرهم، فيما قال المهندس حسين زكريا، رئيس الهيئة، إنه خاطب القوات المسلحة لندب أفراد لتسيير القطارات إثر إضراب عمال السكك الحديدية.

وامتدت الفوضى إلى الطرق السريعة بعدما استغل سائقو سيارات الأجرة (الميكروباص) إضراب سائقي القطارات عن العمل ورفعوا تعريفة الركوب للمواطنين، الأمر الذي أدى إلى اشتباكات ومشادات بين الركاب والسائقين، وحالة من الزحام على الطرق من وإلى القاهرة.

ومع انتصاف نهار أمس، أعلن رئيس هيئة السكة الحديد عن تسيير بعض القطارات تحت حراسة قوات من الجيش والشرطة بعد صرف حافز إثابة «فوري» لقائديها الملتزمين غير المنضمين للإضراب، مؤكدا على اتخاذ ما يلزم من إجراءات إدارية وقانونية ضد قائدي القطارات المضربين عن العمل بسبب إلحاق خسائر مادية كبيرة بالهيئة، الأمر الذي استقبله السائقون المضربون برفع سقف مطالبهم بإقالة رئيس الهيئة بشكل فوري وإعلان استمرارهم في الإضراب حتى تنفيذ مطالبهم.