تجمع الحركات والرابطات العربية لـ«الشرق الأوسط»: عرب أزواد يقاربون مليونا ونصف المليون.. أكثر من 90% منهم لاجئون

عرب أزواد يعلنون من نواكشوط الاتحاد تحضيرا لأي حل سلمي

TT

أعلن عدد من الروابط والحركات العربية المنحدرة من إقليم أزواد، بشمال مالي، في ختام اجتماع عقدته بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، عن اتحادها في إطار «تجمع الحركات والرابطات العربية من أجل الوحدة والتنمية في أزواد»، معتبرة أن هذه الخطوة تسعى لتنظيم الصف العربي في أزواد، وتحضيرا للحوار السياسي الذي ستشرف عليه المجموعة الدولية لحل الأزمة الدائرة في مالي.

وفي هذه الأثناء قال أبو بكر ولد الطالب، أمين العلاقات الخارجية بتجمع الحركات والرابطات العربية من أجل الوحدة والتنمية في أزواد؛ في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كنا حركات وروابط تعمل بوسائل مختلفة من أجل تحقيق نفس الهدف، حركة تحمل السلاح ورابطة تعمل في السياسة والدبلوماسية، واليوم نظرا لتسارع الأحداث والوضع المتأزم في المنطقة والوضع المأساوي للعرب في أزواد، قررت هذه الروابط والحركات العربية أن تلم شملها في نظام يوحد أفكارها وجهودها ضد العدو الذي نعتبره في الدرجة الأولى الحكومة المالية ثم الحركات المتطرفة التي زعزعت أمننا».

وأضاف ولد الطالب أن المجموعات العربية «لم ترفض يوما وحدة الصف الأزوادي»، مشيرا إلى أنهم عقدوا اتفاقا للتوحد مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد في الجزائر، ولكن الأخيرة تحالفت مع فرنسا وأخلت بالاتفاق عندما اعتدت على اللاجئين العرب في مدينة الخليل مطلع فبراير (شباط) الماضي.

يشار إلى أن مواجهات كانت قد اندلعت منذ أشهر بين الحركة الوطنية لتحرير أزواد (طوارق) والحركة العربية الأزوادية، فيما يعتقد أنه نتيجة تنافس بعض الزعامات المحلية على السيطرة على شبكات التهريب التي تعتبر مدينة الخليل مركزا مهما لعملياتها، والتي تعد المغذي الرئيسي للجماعات الإسلامية المسلحة المتحصنة في جبال آدرار إيفوغاس بالمواد الغذائية والوقود والسلاح.

وقد اتهمت حينها الحركة الوطنية لتحرير أزواد نظيرتها العربية بأنها متحالفة مع تنظيمات إرهابية من بينها حركة «التوحيد والجهاد» في غرب أفريقيا وكتيبة «أنصار الشريعة»، وهو ما نفاه أبو بكر ولد الطالب بشدة، مؤكدا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «العرب هم أول من حارب الإرهاب في المنطقة، وقد سبقوا موريتانيا إلى ذلك، وهنالك ضباط عرب معروفون قتلوا في مواجهة الجماعات الإرهابية».

وأضاف ولد الطالب أن «العرب خلال مواجهتهم وحدهم للإرهاب، كانت الحكومة المالية آنذاك تعتمد سياسة خاصة تظن من خلالها أنها قادرة على تسيير هذه الحركات الإرهابية، أو ترى أن من مصلحتها أن تزرع هذه الحركات في الجسم الأزوادي»، وفق تعبيره.

وفي نفس السياق أكد أحمد ولد سيدي محمد، رئيس تجمع الحركات والرابطات العربية من أجل الوحدة والتنمية في أزواد، أن «التجمع الجديد يدين الإرهاب بكل أشكاله، لأنه أصبح يشكل خطرا على المنطقة برمتها وليس على مالي وإقليم أزواد فحسب».

وأضاف ولد سيدي محمد خلال إعلان سياسي تلاه في مؤتمر صحافي بنواكشوط، أن الحركات والروابط العربية اجتمعت خلال يومي 4 و6 أبريل (نيسان) من أجل تدارس الوضعية التي يمر بها المجتمع العربي في إقليم أزواد، وهو الاجتماع الذي شاركت فيه وفود عربية أزوادية قادمة من باماكو والنيجر وبوركينافاسو وموريتانيا والجزائر.

وعبر المشاركون في الاجتماع عن أسفهم لما أسموه «عدم التفاهم والتشرذم الذي عرفته المجموعة العربية في أزواد»، مؤكدين «حرصهم على تجاوز الخلافات داخل هذا النسيج الاجتماعي، سعيا إلى حل الأزمات الكبرى التي تهدد كيان المجتمع العربي الأزوادي كله»؛ وأشاروا إلى «قلقهم من التهميش الذي عانت منه مجموعة عرب أزواد وتغييبها عن قضايا الساعة الكبرى في هذا الإقليم، خصوصا ما يتعلق بالمشاركة في الحوار السياسي الحالي الذي تنظمه المجموعة الدولية والهادف إلى تحديد دور ووضعية كل مجموعة في الشمال المالي».

وفي هذا السياق قال أبو بكر ولد الطالب، أمين العلاقات الخارجية بتجمع الحركات والرابطات العربية من أجل الوحدة والتنمية في أزواد؛ في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لم يسبق أن رفضنا الحوار أبدا.. لقد كنا ندعو للحوار مع مالي أولا ومع فرنسا ثانيا؛ ولكننا لم نجد أي شيء ملموس ولم تبد أي جهة رغبة في التفاوض معنا منذ أن بدأت الانتفاضة 2012».

وأضاف أن «من التشكيلات المنضوية في صفوف التجمع الجديد (مجموعة الكرامة) التي كانت تتخذ من باماكو مقرا لها وظلت متمسكة بالحكومة المركزية في باماكو، داعية إلى الحوار من أجل التوصل لحل نهائي للأزمة في شمال البلاد؛ ولكنها لم تجد حتى الآن أي حل سياسي، ولم تتلق أي اتصال رسمي من طرف الحكومة للدخول في الحوار».

وأشار ولد الطالب في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحركات العربية لم تكن أبدا انفصالية، فمطلبنا الوحيد هو الحصول على حكم ذاتي موسع لإقليم أزواد، بما يضمن للشعب الأزوادي كامل حقوقه ويجنبه الويلات والتشريد»، مشيرا إلى أن «عدد العرب في إقليم أزواد يصل إلى قرابة مليون ونصف، أكثر من 90% منهم لاجئون خارج الإقليم».

يشار إلى أن قيادات في الحركة العربية الأزوادية نظمت خلال الأيام الماضية جولة في المناطق الشرقية من موريتانيا، والمحاذية لإقليم أزواد، قامت خلالها بتشكيل مكاتب للحركة في أوساط اللاجئين العرب، إضافة إلى تجنيد الشباب في الجيش الذي تعتزم تشكيله.