ليلة دامية في الكاتدرائية المرقسية

افتتحها عبد الناصر عام 1968 وساحتها تحولت إلى مستشفى ميداني لإنقاذ الأقباط

TT

وسط دخان قنابل الغاز المسيل للدموع وصراخ وبكاء العشرات داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بالقاهرة، لم تكف نرمين واصف، الفتاة المسيحية ذات الخمسة والعشرين ربيعا، عن محاولة إسعاف الجرحى الذين سقطوا جراء الهجوم على الكاتدرائية أول من أمس، إلا أنه عندما وصلت جثة أول قتيل مصابا بطلقات خرطوش في رقبته لم تقو على الوقوف وانهارت مغشيا عليها.

ووقعت مصادمات الكاتدرائية عقب قداس جنازة أربعة أقباط سقطوا في أحداث طائفية بمنطقة الخصوص شمال القاهرة.

تقول نرمين التي كانت في وسط المصادمات خلال تشييع الجنازات: «المصابون (في الكاتدرائية) حالتهم صعبة، بعضهم أجرى له الأطباء عمليات جراحية من دون تخدير، لإنقاذ حياته، والعشرات منهم من كبار السن الذين تأثروا بشدة من قنابل الغاز المسيل للدموع».

وتوضح نرمين أن أغلب الموجودين داخل الكاتدرائية المرقسية وقت الهجوم كانوا من كبار السن من الرجال والنساء لذلك زاد عدد المصابين، موضحة أن وجود سيارتي إسعاف داخل الكاتدرائية لم يكن كافيا لمواجهة عشرات المصابين، الذين تم إغلاق أبواب الكاتدرائية عليهم لمنع أي اعتداءات جديدة يتعرضون لها.

وتقع الكاتدرائية المرقسية في حي العباسية (شرق القاهرة)، الذي ينتمي أغلب سكانه للطبقة المتوسطة، ولها 5 بوابات، تطل اثنتان منها على شارع رمسيس، وثالثة على شارع أحمد لطفي السيد، وتطل الرابعة والخامسة على شارع الدمرداش.

ويقول بيتر جمال أحد أعضاء الكشافة الكنسية «بعد تشييع جثامين ضحايا أحداث مدينة الخصوص، وخلال محاولة بعض المشيعين تنظيم وقفة احتجاجية أمام الكاتدرائية فوجئنا بهجوم من بلطجية يحملون الحجارة وزجاجات المولوتوف والأسلحة النارية حتى اضطررنا لإدخال كل المشيعين داخل الكاتدرائية وأغلقنا الأبواب».

وأضاف: «فوجئنا بعد ذلك بهؤلاء المجهولين يتسلقون مباني محطة الوقود المجاورة للبوابة الرئيسية للكاتدرائية ويهاجمون من هم بالداخل، كما هاجموا رجال الشرطة»، مشيرا إلى أن المقر البابوي طالته أيضا عدة قنابل مسيلة للدموع أطلقتها الشرطة.

ويقع المقر البابوي على يسار المدخل الرئيسي للكاتدرائية وهو مبنى مكون من أربعة طوابق ويقع به مكتب البابا ومقر إقامته، ومكتب وكيل البطريركية، ويواجه هذا المبنى مبنى «البطرخانة» الذي يضم القاعة الكبرى للاحتفالات ويقع أسفله مدفن القديس مارمرقس، ويفصل بين المبنيين قاعة مسرح الأنبا رويس، وخلفه يقع مبنى المركز الثقافي القبطي، ومرآب السيارات الخاص بالكاتدرائية، التي افتتحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1968 والإمبراطور هيلا سلاسي إمبراطور الحبشة (إثيوبيا) الراحل، والبابا الراحل كيرلس السادس.