القاهرة ترفض الاعتداءات على البعثة الإيرانية

طهران حذرت من التطرف في مصر

TT

بعد ثلاثة أيام من الواقعة، وفي ما يبدو أنه مؤشر على تذبذب العلاقات بينهما، أعلنت القاهرة أمس رفضها للاعتداءات التي وقعت على البعثة الإيرانية في مصر يوم الجمعة الماضي، وتعهدت بحماية مقارها الدبلوماسية، في حين حذرت طهران أمس، عن طريق حسين أمير عبد اللهيان، مساعد وزير الخارجية الإيراني، مما سمته التطرف في مصر في إشارة إلى التيارات السلفية التي تتزعم رفض أي تقارب بين البلدين.

وقالت مصادر في مجلس الشورى المصري، إن «وزير السياحة هشام زعزوع سيلتقي بقيادات في المجلس خاصة من التيار السلفي في محاولة لإقناعهم بالحاجة إلى السياحة الإيرانية، في وقت واصلت فيه قيادات سلفية التصعيد ضد طهران، قائلة على لسان وليد إسماعيل، رئيس (ائتلاف دفاع المسلمين عن الصحب والآل)، إن الورود التي يريد بعض الإيرانيين إرسالها إلى بعثة مصر في طهران اليوم الثلاثاء (مجرد تقية حجة للتقارب مع القاهرة) وسنرد عليها بالأشواك».

وأكد الوزير المفوض عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية رفض بلاده لأي اعتداءات على مقار مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، وذلك بعد ثلاثة أيام من قيام عدد من السلفيين بالهجوم على منزل رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، السفير مجتبي أماني، للمطالبة بوقف ما وصفوه بـ«المد الشيعي» في مصر.

وترتب على الهجوم على منزل رئيس البعثة الإيرانية بالقاهرة وقف السياحة من طهران لمصر، وذلك بعد نحو أسبوع من وصول أول فوج إيراني يتكون من خمسين شخصا لزيارة مصر للمرة الأولى منذ قطع العلاقات بين البلدين عام 1979. وشدد المتحدث عمرو رشدي على التزام الحكومة المصرية بتوفير الحماية اللازمة لتلك المقار (الإيرانية)، ومقار جميع البعثات الدبلوماسية الأخرى بمصر، مشيرا إلى أن هذا لا يعد فقط التزاما قانونيا تفرضه اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية وإنما أيضا التزام أخلاقي تجاه جميع الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين لدى مصر. وواصل عدد من قادة الحركة السلفية في مصر عقد ندوات ومؤتمرات ضد التقارب المصري الإيراني على مدى اليومين الماضيين في عدة مدن ومناطق شعبية منها الدلتا والسويس ومصر القديمة وإمبابة. وقال وليد إسماعيل لـ«الشرق الأوسط»، إن «جهات أمنية (رفض تسميتها) أخطرت عناصر في الائتلاف الذي يرأسه بأن إيران طالبت السلطات المصرية بإلقاء القبض على أعضاء الائتلاف الذين تظاهروا أمام منزل السفير الإيراني كشرط لعودة السياحة الإيرانية لمصر».

وتابع إسماعيل موضحا أن الوقفة أمام منزل السفير الإيراني كانت سلمية، وأن «الاحتكاك مع أمن بيت السفير بدأ بعد أن علق المتظاهرون علم الجيش السوري الحر على باب البيت، وأضاف أن عناصر من داخل منزل السفير قامت بمحاولة لشد العلم وإنزاله من الداخل، وحين حاولنا أن نستعيده قاموا بالاعتداء علينا». ويقدم السفير أماني رواية مختلفة يقول فيها، إن «السلفيين هم من بادروا بالهجوم على بيته».