رئيس مجلس الأمة الكويتي: نسعى إلى قرارات تسهم في إنهاء الخلافات بين الدول العربية

الكويت تستضيف اليوم المؤتمر الـ 19 للاتحاد البرلماني العربي

علي فهد الراشد
TT

تستضيف دولة الكويت اليوم المؤتمر الـ19 للاتحاد البرلماني العربي تحت رعاية أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ويترأس أعماله رئيس الاتحاد رئيس مجلس الأمة الكويتي علي فهد الراشد بمشاركة رؤساء المجالس التشريعية والشورى والنواب في الدول العربية أو ممثليهم.

ويتناول المؤتمر في جلساته على مدى يومين جملة من القضايا المهمة المتعلقة بعمل الاتحاد وموازنته وتفعيله. وتشهد جلسة العمل الأولى انتخابات مكتب المؤتمر (الرئيس ونائب الرئيس وأمين السر) ومناقشة تقرير الأمين العام للاتحاد، وتقرير رئيس الاتحاد، ومداخلات رؤساء البرلمانات والمجالس ورؤساء الوفود المشاركة عن الوضع العربي الراهن.

وتتضمن جلسة العمل الثانية متابعة مداخلات رؤساء الوفود المشاركة بصفة مراقب، وتشكيل لجان المؤتمر، وهي: لجنة الشؤون السياسية والعلاقات البرلمانية، ولجنة الشؤون المالية والاقتصادية، ولجنة شؤون المرأة والطفولة، واللجنة القانونية وحقوق الإنسان، إضافة إلى اجتماع لجنة الشؤون السياسية والعلاقات البرلمانية، واجتماع لجنة الشؤون المالية والاقتصادية. ويشهد اليوم الثاني للمؤتمر في جلسة العمل الثالثة متابعة مداخلات الرؤساء وكلمات الوفود التي تحضر المؤتمر بصفة مراقب، واجتماع لجان الاتحاد، بينما تشهد الجلسة الختامية في اليوم نفسه إقرار البيان الختامي واختتام أعمال المؤتمر. وسبق انطلاقة أعمال المؤتمر اجتماع اللجنة المصغرة الخاصة لدراسة التعديلات على أنظمة الاتحاد، الذي عقد أول من أمس، وكذلك اجتماع اللجنة الخاصة بجائزة التميز البرلماني العربي.

وتشارك في أعمال المؤتمر أيضا المنظمات والهيئات البرلمانية الإقليمية والدولية المشاركة بصفة مراقب متمثلة في الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، ورئيس البرلمان العربي أحمد محمد الجروان الشامسي، والأمين العام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الدكتور محمود إرول قليج، والأمين العام لمجلس الشورى لدول اتحاد المغرب العربي السعيد المقدم، ورئيس جمعية الأمناء العامين للبرلمانات العربية أمين عام مجلس الأمة الكويتي علام الكندري.

ويشارك في أعمال المؤتمر بصفة مراقب كذلك رئيس الاتحاد البرلماني الدولي عبد الواحد الراضي، ورئيس رابطة مجالس الشيوخ والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي الدكتور بيد الله محمد الشيخ، ورئيس قسم البرامج الإقليمية - برنامج الأمم المتحدة الإنمائي/ نيويورك مكتب البلدان العربية عادل عبد اللطيف، وأمين عام جمعية برلمانات آسيا محمد نجاد حسينان.

وأعرب رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الأمة الكويتي علي فهد الراشد في تصريح صحافي أول من أمس عن الأمل في أن يخرج المؤتمر بقرارات تصب في صالح الشعوب العربية وتسهم في إنهاء القضايا الخلافية بين الدول العربية.

وأضاف الرئيس الراشد أن عقد المؤتمر في دولة الكويت يظهر اهتمامها بكل ما يهم القضايا العربية والعمل على حلها في إطار أخوي شامل. كما أكد عضو لجنة التعديلات في ميثاق الاتحاد البرلماني العربي وأنظمته عضو الشعبة البرلمانية الكويتية النائب عبد الله المعيوف سعي دولة الكويت إلى إنجاح مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، وأنها لا تنوي فرض أي أولوية لها على جدول أعماله.

وأضاف النائب المعيوف في تصريحات صحافية قبيل اجتماع لجنة التعديلات في ميثاق الاتحاد البرلماني العربي وأنظمته، أن اللجنة شكلت بناء على توصية في مؤتمر سابق بهدف بحث التعديلات على النظام الأساسي وعلى اللائحة الداخلية للاتحاد العربي.

وأوضح أن هناك خمس دول تقدمت بتعديلات على النظام الداخلي والأساسي للاتحاد هي: السودان والمغرب والبحرين والإمارات وقطر، مشيرا إلى أن اللجنة ستبحث هذه التعديلات وتقرها بعد مناقشتها تمهيدا لرفعها إلى اللجنة التنفيذية لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها.

وبانعقاد أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي هنا غدا، تكون الكويت بذلك استضافت المؤتمر للمرة الثانية على التوالي، حيث سبق أن استضافت الاجتماع الثامن عشر بين 4 و6 مارس (آذار) عام 2012.

وتأسس الاتحاد البرلماني العربي في 20 يونيو (حزيران) عام 1974، واحتضنت العاصمة السورية دمشق الاجتماع التأسيسي لممثلي برلمانات عربية تمخضت عنه أول مؤسسة برلمانية عربية في تاريخ العرب الحديث وتضم في عضويتها الآن 22 دولة عربية.

وفي عام 2004 تم الإعلان رسميا عن الاتحاد البرلماني العربي في مؤتمر القمة العربية بالجزائر واتخذ الاتحاد دمشق مقرا له. ومنذ ذلك الوقت، قام الاتحاد بنشاطات عدة، وقام على الصعيد العربي بتوسيع عضويته لتشمل جميع المجالس البرلمانية ومجالس الشورى في الدول العربية. وفي هذا الإطار، حرص البرلمان العربي على ضم المجالس البرلمانية بغض النظر عن تباين الأنماط التمثيلية المتعددة في العالم العربي.

ووضع الاتحاد البرلماني العربي من خلال مجالسه ومؤتمراته الأسس الواجب أن يقوم عليها التضامن العربي، مكرسا خططا ملموسة لتنفيذها من خلال البرلمانيين العرب.

في موازاة ذلك، يقيم الاتحاد علاقة مع عدد من المنظمات العربية كاتحاد الصحافيين العرب، واتحاد المحامين العرب، والاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب.

وقام الاتحاد منذ نشأته بتنظيم العديد من الفعاليات والندوات البرلمانية وملتقيات الخبرات التشريعية العربية، سعيا منه إلى تبادل الخبرات التشريعية وتعميق المفاهيم والقيم الديمقراطية في الوطن العربي، والعمل على تنسيق التشريع وتوحيده بين البلدان العربية.

وعلى الصعيد الدولي، يتبلور نشاط الاتحاد في ميدانين أهمهما العمل داخل الاتحاد البرلماني الدولي الذي يعتبر بحد ذاته مؤسسة برلمانية عريقة ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1889. ومع تعاظم نشاطات البرلمان العربي مع بداية إنشائه، أصبح في عام 1974 عضوا ملاحظا في الاتحاد البرلماني الدولي وذلك خلال المؤتمر الـ71 الذي عقد في العاصمة اليابانية (طوكيو) في العام نفسه. ومن أهم الأمور التي حقق فيها الاتحاد البرلماني العربي نجاحا ملحوظا عبر مسيرته قبول المجلس الفلسطيني عضوا ملاحظا في الاتحاد البرلماني الدولي عام 1975، وبناء على ذلك، طرح القضية الفلسطينية وقضية الصراع في الشرق الأوسط على جداول مجالس الاتحاد ومؤتمراته واتخاذ قرارات تدين الاحتلال الإسرائيلي وسياساته القائمة على القمع والاستيطان وتؤيد النضال المشروع الذي يخوضه الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية المشروعة.

ونشط الاتحاد البرلماني العربي في مد جسور التواصل مع المنظمات البرلمانية الأخرى ومن أهمها الحوار البرلماني العربي – الأفريقي، حيث تمثل القارة الأفريقية ثقلا سياسيا مهما على الساحة الدولية، إلى جانب ما يجمع الدول العربية والأفريقية من روابط متعددة. وتواصلت مسيرة الحوار البرلماني العربي - الأفريقي بنجاح، وعقد في إطارها حتى الآن 12 مؤتمرا كان آخرها المؤتمر الـ12 في أبوجا عاصمة نيجيريا عام 2009.

أما بالنسبة للحوار البرلماني العربي – الأوروبي، فيمثل البرلمان الأوروبي تجربة فريدة في إطار العمل البرلماني الجماعي، متجاوزا الحدود الإقليمية للدول، حيث نجح الاتحاد البرلماني العربي في تأسيس علاقة معه، وعقدت في إطارها لقاءات موسعة عدة بمشاركة برلمانيين من الجانبين. وتركزت اجتماعات الحوار بين البرلمانيين العرب والأوروبيين على مناقشة القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية التي تخدم تعزيز العلاقات العربية - الأوروبية في مختلف المجالات. وفي هذا الصدد، أكد أحمد محمد الجروان رئيس البرلمان العربي حرص البرلمان على دعم وتعزيز التعاون مع البرلمان الأوروبي لخدمة الشعبين العربي والأوروبي استنادا إلى الروابط الوثيقة التي تربط الشعبين تاريخيا واجتماعيا واقتصاديا.

وشدد في كلمته خلال القمة الأولى لرؤساء برلمانات «الاتحاد من أجل المتوسط» التي اختتمت فعالياتها قبل يومين في مرسيليا، على أهمية دعم الشباب خاصة في دول ثورات الربيع العربي لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم على أسس سليمة وتعزيز حماس الشباب بخبرات العقلاء وعدم ترك الشباب لجر بلدانهم للحماس المفرط والفوضى، والعمل مع القيادات للعبور ببلدانهم إلى بر الأمان.