إسرائيل تهدد باستئناف الاغتيالات في غزة ردا على الصواريخ

حملت «حماس» باعتبارها القوة الحاكمة في القطاع مسؤولية إطلاقها

TT

هددت محافل أمنية إسرائيلية بتصعيد العمليات العسكرية ضد قطاع غزة في حال عدم توقف إطلاق الصواريخ على البلدات اليهودية الواقعة في محيط القطاع. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر في قيادة المنطقة الجنوبية قولها إن من الإجراءات التي قد تتخذ ستكون متدرجة، تبدأ بإغلاق المعابر التجارية التي يتم عبرها توريد البضائع لقطاع غزة، وصولا إلى تنفيذ عمليات اغتيال تطال الجهات المسؤولة عن هذه العمليات. وحملت المحافل حركة حماس مسؤولية إطلاق الصواريخ بصفتها «القوة الحاكمة لغزة»، مع تشديدها على أنها تدرك أن الفصائل الفلسطينية الكبيرة ليست وراء عمليات الإطلاق المتقطعة، في إشارة إلى الجماعات الصغيرة المنضوية تحت إطار «السلفية الجهادية». وأشارت المصادر إلى أن قيادة المنطقة الجنوبية أجرت بالفعل مشاورات بشأن الإجراءات الواجب اتخاذها لمعالجة الأوضاع الأمنية.

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت مساء أول من أمس عن سقوط ثلاث قذائف صاروخية أطلقت من قطاع غزة على مناطق مفتوحة في بلدة شاعر هنيقف دون الإبلاغ عن إصابات أو أضرار.

وفيما يعد تطبيقا لهذه لتهديدات أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب غزة بشكل مفاجئ. وقال رائد فتوح، رئيس لجنة تنسيق إدخال البضائع في القطاع: «إن سلطات الاحتلال أبلغتنا بأن معبر أبو سالم سيكون مغلقا اليوم، تحت حجج واهية». يذكر أن كرم أبو سالم هو المعبر التجاري الوحيد في القطاع، ويتم من خلاله إدخال البضائع والمساعدات الإنسانية والمحروقات لأهالي القطاع. من ناحيته توقع الجنرال يعكوف عميدرور، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أن تستخدم حركة حماس صواريخ أشد قسوة من تلك التي استخدمتها في دوان «عمود السحاب» التي وصل بعضها إلى تل أبيب ومدينة القدس، مشيرا إلى أنه يجب أن يحظر هذا الأمر في مناطق الضفة الغربية.

ونقلت صحيفة «معاريف» في عددها الصادر أمس عن عميدرور قوله إن ما يحدث في غزة يدلل على أن أي تسوية مع الفلسطينيين في الضفة الغربية يجب أن تنطوي على ترتيبات أمن متشددة للغاية. وأضاف: «في الشرق الأوسط، مصير الاتفاقات التي يوقع عليها دون أن يكون في أيدينا سيف حاد لحمايتها هو أن تصبح ورقة عديمة القيمة»، مشيرا إلى أن استعراض القوة في مواجهة العرب «وحده يمكنه أن يحركهم في نهاية المطاف للتوقيع على تسويات سياسية مع إسرائيل»، على حد تعبيره. وشدد عميدرور على ضرورة رفض أي اقتراح بوضع قوات دولية في أراضي الضفة، واصفا تلك القوات بالمظلة التي تنطوي إذا ما بدأ هطول المطر بغزارة. وادعى أن تجربة القوات الدولية فشلت، مشيرا إلى عجز قوة «يونيفيل» في لبنان عن منع تهريب السلاح لحزب الله، بشكل أدى إلى تعاظم قوته العسكرية. وقال: «يجب علينا الحفاظ على الأمن في المناطق الفلسطينية من خلال تواصل التنسيق الأمني مع أجهزة الأمن الفلسطينية»، مفضلا عدم التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين في هذه المرحلة.