مقتل 12 من قوة السلام الدولية بجنوب السودان

البشير يزور جوبا للمرة الأولى منذ حضوره احتفالات استقلال الجنوب

TT

قالت الأمم المتحدة أمس، إن 5 من جنود قوة حفظ السلام و7 مدنيين يعملون بالقوة التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان قتلوا في كمين قرب مدينة جوموروك في ولاية جونقلي النفطية المضطربة، فيما لا يزال مصير الكثير منهم مجهولا. وأكدت الخرطوم من جانب آخر أمس، أن الرئيس السوداني عمر البشير سيتوجه الجمعة، إلى جوبا في أول زيارة يقوم بها لجنوب السودان منذ إعلان استقلاله في 9 يوليو (تموز) 2011.

وقالت هيلدا جونسون الممثل الخاص للأمم المتحدة في جنوب السودان، إن «مهاجمين مجهولين نصبوا كمينا لقوات حفظ السلام في جوموروك، مما أسفر عن مقتل جنود حفظ السلام والمدنيين وإصابة تسعة جنود». وأوضحت جونسون أن مصير عدد من المدنيين لا يزال مجهولا. وأضافت جونسون: «هذا الهجوم لن يثني بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان وعناصر قوة حفظ السلام عن العمل على حماية الطوائف الضعيفة في جنوب السودان»، مؤكدة عزم البعثة على مواصلة عملها في دعم السلطات وضمان السلام.

وقالت وزارة الخارجية الهندية، إن جنود حفظ السلام القتلى هنود. ولم تعرف على الفور جنسية الموظفين المدنيين القتلى، وكان الجنود يرافقون قافلة للأمم المتحدة قرب بلدة جوموروك في جونقلي وهي ولاية نائية تضررت بشدة من حوادث سرقة للماشية وعنف قبلي وقتال بين القوات الحكومية ومتمردين.

وقال سيد أكبر الدين المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية بجنوب السودان، لـ«رويترز»: «قوات حفظ السلام كانت ضمن مجموعة تضم 32 فردا عندما تعرضت للهجوم، علمنا أن خمسة قتلوا».

ومنذ انفصاله عن السودان في يوليو 2011 يواجه جنوب السودان صعوبة في فرض سيطرته على أراضيه الشاسعة التي تعج بالأسلحة بعد عقود من الحرب الأهلية مع الشمال. وقتل أكثر من 150 شخصا الشهر الماضي في جونقلي كبرى ولايات جنوب السودان في معركة بين الجيش ومقاتلين يقودهم الزعيم المتمرد ديفيد ياو ياو. وشن جيش جنوب السودان الشهر الماضي هجوما على ياو ياو في جونقلي حيث تأمل الحكومة في التنقيب عن النفط بمساعدة شركة «توتال» الفرنسية.

إلى ذلك يتوجه الرئيس السوداني عمر البشير الجمعة إلى جوبا في أول زيارة له منذ انفصال الجنوب في يوليو 2011 حسب ما أعلنت الرئاسة في الخرطوم.

وقال عماد سيد أحمد مسؤول الإعلام في الرئاسة، إن البشير «سيزور جوبا الجمعة، هذا أمر مؤكد». ولم يعط المسؤول مزيدا من الإيضاحات حول الزيارة التي ستكون الأولى للبشير منذ حضوره احتفالات استقلال جنوب السودان في 9 يوليو 2011 بعد استفتاء حصل على موافقة ساحقة للانفصال عن السودان بعد 22 عاما من الحرب الأهلية.

وقال سفير جمهورية جنوب السودان لدى الخرطوم ميان دوت لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده بذلت جهودا عظيمة لإنجاح هذه الزيارة التاريخية والتي نتوقع أن تكون لها ما بعدها في إطار تطوير العلاقات بين شعبي البلدين، مقللا من مطالبات منظمات المجتمع المدني في بلاده والتي دعت إلى اعتقال البشير واعتبرها أنها تأتي من ضمن الحريات التي تعيشها الدولة حديثة الاستقلال»، وقال: «سنستقبل البشير في جوبا وسيعود إلى الخرطوم دون اعتراض من أحد كأي رئيس دولة يزور بلادنا».

وقال دوت، إن «رئيسي جنوب السودان سلفا كير ميارديت ونظيره السوداني عمر البشير سيتناولان اتفاق مصفوفة تنفيذ اتفاقيات التعاون التي تم توقيعها في أديس أبابا في مارس (آذار) الماضي»، مشيرا إلى أن الرئيسين سيركزان على ما تم الاتفاق عليه والبناء فوقه للدخول في محادثات حول ترسيم الحدود والنزاع حول أبيي، وقال: «ملفا ترسيم الحدود ومنطقة أبيي تعتبران من القضايا الرئيسية التي سيناقشها البشير وسلفا كير لا سيما أن المهلة التي حددها الاتحاد الأفريقي شارفت على الانتهاء في يونيو (حزيران) المقبل».

وكان البشير يعتزم زيارة جوبا قبل عام لكنه ألغى الزيارة حينما اقترب البلدان من شفا الحرب بعد اشتباكات بينهما في أبريل (نيسان) الماضي في أعقاب دخول جيش جنوب السودان منطقة هجليج الغنية بالنفط. ولم يحسم إعلان الاستقلال بعض المسائل المهمة مثل المبلغ الذي يتحتم على جنوب السودان دفعه مقابل تصدير نفطه عبر أنابيب سودانية. وأوقف جنوب السودان كامل إنتاجه من النفط الخام مطلع العام الماضي بعد اتهامه الخرطوم بالسرقة.

والسبت الماضي أقام جنوب السودان احتفالا لاستئناف إنتاج النفط. وقالت، وسائل إعلام سودانية رسمية، إن النفط سيتم تصديره مجددا من بورت سودان في الشمال بحلول مايو (أيار) المقبل. وقال وزير النفط في جنوب السودان ستيفن ديو داو إن ذلك مؤشر على السلام، فيما رقصت الحشود احتفالا. وأضاف: «لا يمكن لهاتين الدولتين الشقيقتين أن تعيشا دون سلام وسيلعب النفط دورا أكبر في الحفاظ على السلام في السودان وجنوب السودان».

وكلف وقف الإنتاج الدولتين مليارات الدولارات. والصين أكبر مستورد للنفط السوداني. وسيطر جنوب السودان على 75 في المائة من إنتاج السودان من النفط البالغ 470 ألف برميل في اليوم بعد أن أصبح دولة مستقلة. وبقيت المصافي وأنابيب التصدير تحت سلطة الخرطوم لكن الدولتين لم تتوصلا لاتفاق حول المبلغ الذي يتعين على جوبا دفعه مقابل استخدام تلك البنية التحتية ومنها مرفأ التصدير على البحر الأحمر. ويقول جنوب السودان البترول يمثل 98 في المائة من عائداته. وتتضمن اتفاقيات أديس أبابا أيضا حرية تنقل الأشخاص والبضائع بين الدولتين.

إلى ذلك نفى مسؤول تشادي كبير فضل حجب اسمه لـ«الشرق الأوسط» علمه بزيارة للرئيس السوداني عمر البشير كان يفترض أن يقوم بها أمس إلى أنجمينا حسب ما أعلن نائب البشير الدكتور الحاج آدم يوسف في الخرطوم أول من أمس، وقال، إن الزيارة إن كانت بسبب مؤتمر الأخضر التابع لدول الساحل والصحراء فإن المؤتمر قد تم تأجيله إلى يونيو القادم بسبب ارتباطات مسبقة للرؤساء المشاركين.

من جانبه أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الكينية بحسب صحيفة «ديلي فيشن» أن الرئيس السوداني عمر البشير لن يزور كينيا لحضور تنصيب الرئيس الجديد اليوم (أمس) لحضور حفل تنصيب الرئيس الكيني المنتخب أوهورو كيناتا، وقال إن البشير تمت دعوته مثله مثل الرؤساء الأفارقة ولكنه لن يحضر.

وكانت الحكومة الكينية استقبلت عمر البشير 27 أغسطس (آب) عام 2010 بمناسبة إجازة الدستور الجديد، وشكت المحكمة الجنائية الدولة بسرعة إلى مجلس الأمن الدولي من التصرف الكيني.