زلزال قرب مفاعل بوشهر الإيراني تشعر به دول الخليج

عشرات القتلى.. ووكالة الطاقة الذرية: إيران أبلغتنا بعدم تضرر المفاعل

TT

قتل 30 شخصا على الأقل في زلزال قوي بلغت شدته 6.1 درجة، ضرب أمس جنوب إيران على بعد مائة كلم من مدينة بوشهر حيث بنيت المحطة النووية الوحيدة في البلاد، بينما أصيب 800 شخص بجروح بحسب حصيلة مؤقتة مرشحة للارتفاع، وشعرت بالهزة الأرضية بعض دول الخليج بما أثار قلقا بسبب قربها من مفاعل بوشهر النووي. وقالت وكالة الطاقة الذرية، التي تتخذ من فيينا مقرا لها، إن إيران أبلغتها أن مفاعل بوشهر لم يتضرر ولم تحدث أي تسريبات إشعاعية. وأكد حاكم محافظة بوشهر، فريدون حسنوند، أن المحطة لم تتضرر. وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن المفاعل مصمم لمقاومة هزة أرضية بقوة 9 درجة. كما أكد كبير مهندسي المحطة محمود جعفري للتلفزيون الإيراني أنه لم يحصل «أي انقطاع في نظام تشغيل المحطة».

وكان مصدر طبي محلي قال لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية في وقت سابق، إنه «تم نقل 20 جثة إلى مشرحة مستشفى» خرمج على بعد 35 كلم شمال مدينة كاكي - مركز الزلزال، بينما كانت الحصيلة الأولى تشير إلى سقوط ثلاثة قتلى.

وأرسلت قوات أمن وفرق إغاثة إلى هذه المنطقة الريفية، بينما عبر رئيس الهلال الأحمر الإيراني، محمد مظفر، عن خشيته من ارتفاع الحصيلة.

وقال مظفر: «من المرجح أن تكون هناك أضرار، لأن المنطقة التي ضربها الزلزال ريفية»، لافتا إلى أن «أضرارا كبرى» سجلت، بينما «دمرت قرية بالكامل» في منطقة خرمج. وبحسب التلفزيون، فإن الخطوط الهاتفية قطعت في المنطقة، حيث سجلت نحو 15 هزة ارتدادية، أشدها بلغ 5.3 درجات. ويقيم 12 ألف شخص في كاكي. وشعر سكان مدينة شيراز، الواقعة على بعد 170 كلم من كاكي، بالهزة. وبدأ تشغيل محطة بوشهر النووية، التي بنتها روسيا وتزودها بالوقود، في خريف 2011، لكنها تعرضت لأعطال تقنية منذ تدشينها رسميا في أغسطس (آب) 2010. وكانت موسكو أتمت بناء المحطة النووية الوحيدة في إيران التي بدأ الألمان بتشييدها قبل الثورة الإسلامية في 1979.

ووقع الزلزال عند الساعة 16.22 بالتوقيت المحلي (11.52 تغ) بحسب المركز الجيوفيزيائي الأميركي الذي قدر قوتها ب6.3 درجة. وشعرت الدول العربية الخليجية القريبة من إيران بالهزة، خصوصا الإمارات وقطر والكويت والبحرين، مما أثار هلعا في بعض الأبراج، كما أفاد شهود عيان. وقال أحد سكان أبوظبي لوكالة الصحافة الفرنسية: «كنت أشاهد التلفزيون حين اهتز المبنى، وأصبنا بالخوف الشديد». وأشارت بعض وسائل الإعلام المحلية إلى أنه تم إخلاء بعض الأبراج في دبي. وقال أحد سكان دبي على «تويتر»: «شعرنا بهزة خفيفة في دبي قبل لحظات». من جانب آخر، قال شهود في المنامة إنه تم إخلاء مبان عدة إثر الزلزال. وقال موظف يعمل في أحد أبراج العاصمة الكويتية «كل المكتب اهتز، وانتابنا الخوف».

وإيران، التي كانت تحتفل الثلاثاء باليوم الوطني للتكنولوجيا النووية، تقع في منطقة تكثر فيها الزلازل، وشهدت زلازل مدمرة عدة، كان أعنفها في ديسمبر (كانون الأول) 2003 في مدينة بم، جنوب البلاد، وخلف 31 ألف قتيل.

وفي أغسطس 2012، أوقعت هزتان بقوة 6.3 و6.4 درجة 306 قتلى وأكثر من 3000 جريح قرب مدينة تبريز (شمال شرق). وفي أبوظبي التي شعرت بالهزة، قال المركز الوطني للأرصاد والزلازل في الإمارات إن الهزة مصدرها مدينة شيراز (جنوب غربي إيران) على بعد 500 كيلومتر من العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وأوضح أن الهزة كانت الساعة 52.‏3 بعد ظهر أمس بالتوقيت المحلي، وشعر بها سكان مختلف المدن الإماراتية.

وأمام قوة الهزة، اضطر سكان الأبراج المرتفعة إلى النزول من طوابق مرتفعة على الدرج، بصورة جماعية، ووقفوا في الشوارع خصوصا في الشوارع الرئيسة بمدينة أبوظبي.