شريط فيديو يزيد من غموض ملابسات مقتل البوطي

عدل عمامته وجلسته بعد التفجير بلحظات

TT

بث ناشطو الثورة السورية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد ما قالوا بأنه لحظات اغتيال الشيخ محمد سعيد البوطي، المعروف بمواقفه الموالية للأسد في جامع الإيمان بحي المزرعة في دمشق في 21 مارس (آذار) الماضي.

ويظهر المقطع، الذي لا تتجاوز مدته 30 ثانية، الشيخ البوطي، 84 عاما، وهو على كرسيه في مسجد الإيمان يلقي كعادته درسا دينيا، قبل أن يدوي انفجار لم يتضح ماهيته. ويبدو من الشريط الذي لم تؤكده أي مصادر أخرى، أن البوطي لم يمت عقب التفجر، إذ تظهره الصور وهو يعدل العمامة على رأسه ويحاول تعديل جلسته.

ويتبع ذلك بلحظات، وفقا للفيديو، اقتراب أحد الأشخاص إليه لثوان، حاجبا الصورة عن الكاميرا التي كانت تصور الدرس الديني، قبل أن ينصرف بسرعة مخلفا الشيخ البوطي والدماء تسيل من رأسه.

ويتناقض مضمون الفيديو مع رواية وكالة الأنباء السورية (سانا) حول حادثة مقتل الشيخ البوطي، التي تفيد بأن تفجيرا انتحاريا وقع في 21 مارس (آذار) الماضي في جامع الإيمان بينما كان الشيخ يعطي درسا دينيا، ما أدى إلى مقتل البوطي و49 آخرين، من بينهم حفيده.

ويلاحظ من الفيديو عدم ارتباك الموجودين في الدرس الديني نتيجة التفجير وعدم إصابتهم بصدمة عادة ما تحدث لناجيين من تفجيرات انتحارية، إذ عمد هؤلاء إلى سحب جثة البوطي من الكرسي وأخذها إلى مكان آخر.

وكانت مصادر في المعارضة السورية قد وضعت نظريتين لمقتل البوطي، إحداها أن يكون الأخير مات طبيعيا، ومن ثم عمد نظام الأسد لاستغلال واقعة الوفاة إعلاميا لتشويه صورة المعارضين له. وهذا النظرية تتعارض مع مقتل حفيده في نفس التفجير. أما النظرية الثانية، وهي الأقوى حسب رأي البعض، فتفيد بأن نظام الأسد عمد إلى تصفية البوطي بعدما أن نفذ الأخير المهام الملقاة على عاتقه في تشويه صورة الثوار عبر وصفهم بالجهلة والحثالة وتشبيهه للمقاتلين في صفوف القوات الموالية للأسد بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

يذكر أن البوطي، رئيس اتحاد علماء بلاد الشام، هو من أشد علماء السنة الموالين للأسد، لكن اغتياله أثار موجة من ردود الفعل الغاضبة سواء في صفوف الموالين للأسد أو المعارضين له، سيما أن اغتياله حدث وهو في المسجد يلقي عظة دينية.

ووفقا لنشطاء، فإن شريط الفيديو الأصلي موجود في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ومدته 21 دقيقة، وقد عرض سابقا على قناة «نور الشام» السورية الدينية التي كان البوطي يشرف عليها وقد اقتطعت منه لحظات التفجير.

وأغلب التكهنات تشير إلى أن المقطع الصغير تم تصويره عبر كاميرا هاتف محول من جهاز العرض «المونيتور» خلال مرحلة المونتاج في استوديوهات قناة «نور الشام» وهو ما يفسر رداءة جودة الصورة بالمقارنة مع ما تم عرضه على الإعلام السوري.

وبالإضافة إلى زيادة غموض ملابسات مقتل البوطي، يدلل شريط الفيديو المسرب على أن الانفجار الذي حصل غير كاف لقتل بضعة أشخاص، مما يضع إشارات استفهام هو كيفية مقتل ما يقرب من 50 شخصا راحوا نتيجة التفجير ذاته.