وزير خارجية الكويت: إدراج حزب الله في قائمة الإرهاب خليجيا يتطلب إجراءات معينة

وزير خارجية البحرين ينفي وجود نية لاتحاد بحريني - سعودي مؤكدا أن المطروح اتحاد خليجي

TT

أكد وزير الخارجية البحريني أن بلاده تعتبر حزب الله اللبناني ضمن قائمة المنظمات الإرهابية منذ أكثر من عامين، حيث سبق للحكومة البحرينية أن وصفت الحزب بأنه منظمة إرهابية عبر بيان رسمي لها في 20 مارس (آذار) 2011 وصف الحزب بأنه منظمة إرهابية، وذلك على خلفية أحداث الشغب التي شهدتها المنامة في شهري فبراير (شباط) ومارس 2011، والتي ثبت فيها تدخل واضح لحزب الله وقيادته في شؤون مملكة البحرين.

وأوضح الشيخ آل خليفة أن ما استجد الآن في هذا الموضوع هو أن مجلس النواب البحريني تقدم بمقترح برغبة للحكومة يطالبها بإدراج حزب الله ضمن المنظمات الإرهابية وهذا يتطلب اتخاذ خطوات قانونية، فتم بناء عليه توجيه وزارة الداخلية وهيئة الإفتاء والتشريع القانوني لاتخاذ هذه الإجراءات.

وشدد الوزير البحريني على أن الخليج كله وليس البحرين تربطه بلبنان علاقات تاريخية، لكن ذلك لا يمنع من أن نسمع أصوات نشازا لا تعكس عمق هذه العلاقة، ولكثرة المودة التي تربطنا بلبنان فإن أقل الكلمات تؤثر فينا، وعلى الحكومة اللبنانية مسؤولية مهمة، لأن ما يعنينا هو ما يأتينا من لبنان، وإن كان هذا الموقف سيؤثر على العلاقة التي تربطنا بالجمهورية الإسلامية الإيرانية فإننا لم نوجه الكلام لهم «وإذا هم سيتأثرون، فهم المسؤولون عن كلامهم».

ومن جانبه، وتعليقا على توجه خليجي لوضع حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية، أكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد، خلال مؤتمر صحافي مشترك له مع نظيره البحريني على هامش اختتام أعمال الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة بين دولة الكويت ومملكة البحرين في الكويت أمس، أن إدراج أي كيان على قائمة المنظمات الإرهابية يستدعي اتخاذ واتباع إجراءات معينة وسلوك مسار محدد للوصول إلى هذه المرحلة.

وبدوره، نفى الشيخ خالد آل خليفة وجود أي توجه ثنائي لاتحاد المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، معتبرا أن تناول رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان موضوع الاتحاد خلال لقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أتى باعتباره أمرا مطروحا الآن على الطاولة بين دول مجلس التعاون لدول الخليجي العربية، ولا يوجد أي توجه ثنائي للاتحاد بين المملكتين، أما الاتحاد الخليجي فهناك لجان تعمل على بحثه والموضوع مطروح على جدول الأعمال وسبق لنا أن تناقشنا حوله في الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي.

وعن العلاقة بين الكويت العراق قال الشيخ صباح الخالد: «نحن نجني ثمار ما زرعناه في 2012 من ناحية صيانة العلامات الحدودية بين البلدين تحت إشراف الأمم المتحدة وإزالة التعديات على الحدود التي أبدى فيها العراق تعاونا ملموسا، أما في ما يتعلق بزيارة رئيس الوزراء الكويتي للعراق، فإن الزيارة موجودة على رأس الأوليات، لكن الإخوة في العراق يستعدون لانتخاباتهم البرلمانية المقررة في 20 أبريل (نيسان) الحالي، وبعدها ستتم الزيارة التي سيتم استكمال فيها ما بدأه البلدان منذ العام الماضي».

وأعلن وزير الخارجية البحريني، أن «دول الخليج تعودت على سماع التهديدات الإيرانية، لكن ما يهمنا هو مدى وجود أدلة لعمل تقوم به إيران في الشأن الداخلي لأي من دول مجلس التعاون الخليجي، ونحن كمملكة البحرين قدمنا تقريرا لاجتماع وزراء الداخلية الخليجيين عن الدور إيراني تقوم به داخل مملكة البحرين، وأن ذلك جاء ضمن إطار العمل المشترك لأن الأمن لدينا مسؤولية مشتركة، فأمن البحرين بالنسبة لنا من أمن دول مجلس التعاون وهناك مواقف مشتركة وتنسيق دائم بيننا».

وقال وزير الخارجية الكويتي، إن «دول مجلس التعاون الخليجي تعتبر إيران دولة مهمة وكبرى بالمنطقة، والأمر الذي ندعو له أن يكون إطار التعاون ميثاق الأمم المتحدة القائم على الاحترام المتبادل لعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل بلد، ونأمل أن تزيل إيران الشكوك حول ملفها النووي، ونحن كدول شركاء في هذه المنطقة حريصون على استقرار المنطقة، وأن يكون لإيران دور مهم وإيجابي في استقرار أمن هذه المنطقة، ونحن ندعو إيران لتراعي مصالح دول مجلس التعاون مثلما نحن نراعي مصالحها في المنطقة».

وردا على سؤال حول الوضع الأمني في مملكة البحرين، أشار الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إلى أن الوضع مستتب وهناك اعتداءات متفرقة على المواطنين وعلى ممتلكاتهم، لكن هذا لا يعني أن الوضع غير مستتب، وهناك جو سياسي يتطور من خلال مؤتمر الحوار الوطني الذي يرعاه الملك حمد بن عيسى، وهناك التزام من جميع الأطراف بعدم الانسحاب لأن نهج الحوار ليس بغريب على البحرين.

ونفى الوزير البحريني وساطة الجزائر بين بلاده والجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن الدبلوماسية الجزائرية عالية الحرفية، وإن رأوا كما بقية الأشقاء في المنطقة بإيصال الصورة الصحيحة لموقف البحرين تجاه إيران فلا نملك أن نمنعهم، والعلاقات مع إيران لا تحتاج إلى وساطة، لكنها تحتاج إلى تفاهم، ونحن نتطلع إلى أن تقوم العلاقات مع إيران على عدم التدخل بالشؤون الداخلية وعدم إثارة الفتن، ونتمنى أن تتطور العلاقة إلى الأفضل، ومتى ما رأينا إيران تخطو خطوة إلى الأمام فإن البحرين ستخطو خطوتين.

يذكر أن أعمال الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة بين دولة الكويت ومملكة البحرين التي اختتمت في العاصمة الكويت أمس تخللها التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين، والاتفاق على أن تعقد الدورة المقبلة في مملكة البحرين العام المقبل.