اليمن: «المخربون» يكثفون من استهداف المصالح الحيوية للبلاد

قتلى وجرحى في رداع وصرواح.. وهادي يطالب باستمرار الدعم الدولي للتسوية السياسية

TT

تواصلت الاشتباكات المسلحة في مدينة رداع اليمنية بين قوات الأمن ومجاميع مسلحة تسعى إلى السيطرة على المدينة، في وقت كثف المخربون من اعتداءاتهم على خطوط نقل الكهرباء خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في ظل اشتباكات عنيفة بمدينة صرواح في محافظة مأرب.

وقال شهود عيان في رداع لـ«الشرق الأوسط» إن الاشتباكات المسلحة تواصلت لليوم الثاني على التوالي في مدينة رداع بمحافظة البيضاء بوسط اليمن بين قوات الجيش ومسلحين يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم «القاعدة» وأنهم يسعون إلى السيطرة على المدينة التي تحوي على مواقع تاريخية هامة، وذكرت المصادر أن الاشتباكات دارت في الشوارع، واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والرشاشات، قبل أن ينسحب الجيش من المواجهات ويسيطر المسلحون على شوارع المدينة ويقومون بإغلاقها بصورة تامة.

وفي إحصائية أولية، فإن عدد القتلى وصل إلى 7 أشخاص إضافة إلى عشرات الجرحى، وتوقعت المصادر أن يرتفع الرقم نظرا لضراوة المواجهات.

وفي صرواح بمحافظة مأرب تجددت الاشتباكات بين رجال القبائل والجيش، حيث أكد شهود عيان أن السوق العامة لمديرية صرواح كانت مسرحا للمواجهات المسلحة التي قام خلالها الجيش بإحراق سيارتين، دون أن تتوفر أية معلومات عن عدد الضحايا بعد أن سقط في اليوم الأول 3 قتلى وعدد من الجرحى في المواجهات التي اندلعت بسبب مقتل عدد من رجال القبائل على يد أفراد نقطة عسكرية، قبل عدة أيام.

وإلى جانب هذه المواجهات، تشهد صرواح توترا أمنيا بسبب قيام مجاميع ممن يطلقون عليهم «المخربون» باستهداف أبراج الكهرباء للمرة الرابعة في غضون أربع وعشرين ساعة، الأمر الذي أسفر عن خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة وبقاء العاصمة صنعاء ومعظم المدن اليمنية في ظلام دامس منذ عدة أيام، ويطالب رجال القبائل المتورطون في هذه الأعمال بأموال من الحكومة اليمنية وما يسمونها تعويضات، في حين توجه أصابع الاتهام لموالين للنظام السابق بالقيام بهذه الأعمال التخريبية التي تضع حكومة الوفاق الوطني في موقف محرج أمام الشارع اليمني.

وفي سياق ما تتعرض له المصالح الحيوية في اليمن من اعتداءات، قالت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات إن 90% من وصلات الاتصالات الدولية وخدمة الإنترنت خرجت عن الخدمة بسبب اعتداءات «مخربين» عليها في محافظات: مأرب، شبوة وأبين.

على الصعيد السياسي، اجتمع الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، بسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية بحضور وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية الذي يزور اليمن، وقالت مصادر حكومية يمنية إن هادي أطلع السفراء على «المستجدات والتطورات الراهنة على المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية وسير تنفيذ التسوية السياسية وفقا لمعطيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة».

وأشار الرئيس اليمني خلال اللقاء إلى أن «الحوار الوطني الشامل الذي انطلق في الثامن عشر من مارس (آذار) قد مثل محطة استراتيجية مهمة في طريق خروج اليمن من الأزمة، حيث ستمثل مخرجاته منظومة حكم جديدة أساسها الحكم الرشيد بكل متطلباته الحديثة ومنطلقا جديدا لمستقبل اليمن المأمول الذي تسوده الحرية، والعدالة والمساواة والنظام والقانون»، وأكد هادي أنه «مهما كانت الصعوبات فإن الحوار، والحوار وحده هو المخرج الطبيعي والسليم من أجل تجنيب اليمن الحرب والاقتتال والانقسامات، وقال: «نعول على الدول الخمس دائمة العضوية ودول مجلس التعاون الخليجي في استكمال الدور المطلوب حتى نجاح المرحلة الانتقالية والوصول إلى فبراير (شباط) 2014»، الانتخابات الرئاسية، وأشار إلى قرارات هامة ستصدر قريبا وكان يفترض أن تصدر في 2012، وذلك في إشارة القرارات المؤجلة والمتعلقة بإعادة هيكلة القوات المسلحة حيث تبقت القرارات الخاصة بتسمية المناطق العسكرية وقادتها، وهي القرارات التي ستحدد مستقبل القوات المسلحة اليمنية التي تعاني الانقسام بسبب استمرار سيطرة نجل الرئيس السابق العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح على جزء كبير منها، إضافة إلى سيطرة اللواء علي محسن الأحمر على جزء آخر.