كيري يحاول ترتيب لقاء قمة فلسطيني - إسرائيلي في عمان برعاية أميركية - أردنية

تحدث عن إحراز تقدم وطرح مبادرات للتنمية الاقتصادية في الضفة

TT

في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في القدس الغربية أمس عن إحراز تقدم في جولة المحادثات الحالية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، حول استئناف المفاوضات، كشفت مصادر إسرائيلية عن أن كيري يسعى لترتيب جلسة قريبة للمفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين في عمان بحضور أميركي – أردني، وأنه يحاول إقناع عباس ونتنياهو بأن تفتتح هذه المفاوضات بلقاء قمة بينهما.

وكان كيري قد صرح أمام الصحافيين، قبيل لقائه مرة أخرى نتنياهو، أمس في القدس: «من المنصف أن نقول بأننا أحرزنا تقدما»، علما بأنه التقى نتنياهو الليلة قبل الماضية في عشاء عمل وصفه بـ«البناء».

وأشاد كيري بالتوجه الإيجابي لنتنياهو وقال: «لقد أجرينا لقاءين طويلين ومثمرين وديين جدا، وأعتقد أن بالإمكان القول إننا تقدمنا، وإننا راضون عن مضمون المناقشات، واتفقت وإياه على أن نقوم ببعض المراجعات في الأسابيع المقبلة».

من جانبه أكد نتنياهو أنه «ليس مصمما على استئناف عملية السلام مع الفلسطينيين فحسب، بل بالقيام بجهد حقيقي لإنهاء هذا الصراع مرة واحدة وللأبد». ولكنه عاد ليصر على الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، ووضع الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية في مقدمة المحادثات. لكن مثل هذه الشروط لن تكون مقبولة من قبل الفلسطينيين الذين يصرون على وقف البناء الاستيطاني والإفراج عن الأسرى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو عام 1993.

وخلال الرد على أسئلة الصحافيين، اتضح أن التقدم الذي يتحدث عنه كيري هو في مجال التسهيلات الاقتصادية التي وافق نتنياهو على القيام بها تجاه الفلسطينيين، إذ قال: «تحدثنا عن عدة مبادرات اقتصادية مهمة».

وأضاف أنه اتفق مع الزعيمين، نتنياهو وعباس، على اتخاذ خطوات معينة لدفع التنمية الاقتصادية في الضفة الغربية، وإزالة بعض الحواجز والقيود التي تعرقل الأعمال التجارية في الأراضي الفلسطينية.

وأوضح الوزير الأميركي أنه سيكشف عن كامل تفاصيل الخطة الاقتصادية في الأسبوع المقبل. فتدخل نتنياهو قائلا: «أرجو أن يكون واضحا أن أي مبادرة اقتصادية لن تكون بديلا عن الضمانات الأمنية، بل تكون مكملة للمسيرة السياسية. فالمسار السياسي هو الأول والأهم، وكل شيء آخر يأتي لاحقا». وفهم كلامه على أنه يشترط أولا التقدم في المسار السياسي واستئناف المفاوضات، وبعد ذلك فقط يقدم على خطوات اقتصادية لصالح السلطة الفلسطينية.

وإثر ذلك ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في موقعها الإلكتروني، أمس، أن كيري أعرب عن أمله في رؤية إسرائيل والفلسطينيين يجلسون معا في محادثات رباعية في عمان بمشاركة الولايات المتحدة والأردن.

وقال رئيس كتلة حزب العمل المعارض، إسحق هيرتسوغ، في حديث إذاعي، إن «كل من التقى مع كيري في جولتيه الأخيرتين، شعر بأنه جاد في إحداث اختراق حقيقي في عملية السلام». ودعا نتنياهو إلى أن لا يضيع فرصة نادرة كهذه. وطالبه بالتجاوب مع المطالب الفلسطينية في تجميد البناء الاستيطاني، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، والتنازل عن مطلب الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية.. في سبيل تحريك المفاوضات.

وكان نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، زئيف ألكين، قد صرح لـ«إذاعة إسرائيل» بالعبرية بأن استئناف المفاوضات لن يتم وفقا للشروط الفلسطينية بأي حال من الأحوال. وأن «مفاوضات السلام بيننا هي مصلحة مشتركة، لا بل إنها مصلحة فلسطينية أكثر مما هي مصلحة إسرائيلية. فالفلسطينيون يحتاجون إلى التغيير الجذري في أوضاعهم، إذا كانوا معنيين بهذا التغيير، وعليهم أن يأتوا إلى المفاوضات بنوايا صادقة وبلا شروط، وبعدها يمكن لإسرائيل أن تقدم على خطوات كثيرة لصالحهم، مقابل خطوات منهم لصالحنا».

وكان نتنياهو وكيري قد تطرقا إلى محادثتهما حول الوضع في سوريا وإيران. فاتفقا على موقف موحد ضد السماح لأي طرف بتسريب أسلحة ثقيلة من سوريا لأوساط معادية، مثل حزب الله في لبنان، أو تنظيم القاعدة.

وأشار كيري إلى أنه سيلتقي ممثلين عن المعارضة السورية في لندن في وقت لاحق من هذا الأسبوع، ليبحث معهم تطورات الأحداث في سوريا. وأكد الوزير الأميركي أن إمكانية زيادة الضغوط الممارسة على نظام بشار الأسد هي الآن في صلب المداولات الجارية في واشنطن، وأن البيت الأبيض هو الذي سيعلن عن أي إجراءات جديدة بهذا الخصوص في حال اتخاذ قرار بشأنها.

وفي الموضوع الإيراني، قال نتنياهو إن تجربة كوريا الشمالية وتحديها العالم بتهديداتها النووية يجب أن تكون درسا يستفاد منه في الغرب في الموضوع الإيراني.

وقال إن واجب الغرب أن يجعل الإيرانيين يفهمون أن جميع الخيارات مطروحة وبقوة على الطاولة، وأن الوقت لا يعمل لصالحهم. ورد كيري بالتأكيد على جدية تعهد الرئيس باراك أوباما بمنع إيران من تطوير سلاح نووي.

يذكر أن كيري غادر إلى لندن ليجري محادثات ثنائية مع عدد من المسؤولين، بالإضافة إلى مشاركته في قمة مجموعة الثماني. وبعد ذلك سيتوجه كيري إلى سيول وبكين وطوكيو من 12 إلى 15 الجاري لإجراء محادثات حول أزمة كوريا الشمالية.