بعد عقد من «التغيير».. بغداد تتبادل الأدوار بين مناسباتها السعيدة والتعيسة

ذكرى سقوط النظام السابق تمر بصمت باستثناء صوت وحيد طالب بمقاضاة أميركا

عراقية تمر أمام ملصق وسط بغداد يصور سقوط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين الذي مرت ذكراه السنوية العاشرة أمس بصمت (أ.ف.ب)
TT

على مدى الأيام الثلاثة الماضية تعيش العاصمة العراقية بغداد نوعين من الاختناقات.. الأول الاختناقات والزحامات المرورية التي لم يسبق لها مثيل منذ سنوات.. والثاني العواصف الترابية التي كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد بشر العراقيين بها من خلال تقريره نصف السنوي للأمم المتحدة مؤكدا أن هناك نحو 300 عاصفة ترابية سوف تضرب العراق هذا العام.

إحدى هذه العواصف الترابية قررت مشاركة العراق أعيادهم وأحزانهم معا وفي آن واحد في يومي السابع من أبريل (نيسان)، الذي يصادف ذكرى ميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1947، والتاسع من أبريل يوم سقوط بغداد ومعها نظام الرئيس الأسبق صدام حسين بيد القوات الأميركية عام 2003.

ولكن دلالة هذين اليومين مختلفة لدى مختلف الأوساط العراقية السياسية والثقافية والاجتماعية. فالسابع من أبريل لا يزال يحتفل به البعثيون سرا.. ولكن بالنسبة لقيادة عمليات بغداد فإنها ترى أن احتفال البعثيين في ذكرى تأسيس حزبهم الذي سوف يسقط بعد يومين، في التاسع من أبريل، غالبا ما يترجمه البعثيون على شكل تفجيرات دامية. أما التاسع من أبريل فكاد أن يكون عام 2003 عيدا وطنيا ومن ثم أصبح منذ عام 2006 مجرد عطلة رسمية ليتم في عام 2008 إلغاء حتى هذه العطلة ما عدا في إقليم كردستان الذي كرسه منذ عام يوما للتحرير وعطلة رسمية.

وعلى الرغم من أن التاسع من أبريل مر بصمت في بغداد فإن قيادة عمليات بغداد قررت قبل ثلاثة أيام غلق الطرق وتكثيف السيطرات في مختلف التقاطع والشوارع في العاصمة. حاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالمتحدث الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد لسؤاله عن سبب الفوضى المرورية التي جعلت قطع 5 كيلومترات بالسيارة تستغرق ثلاث ساعات تقريبا، فكانت الإجابة أنه مريض.. لم يعد أمامها سوى لجنة الأمن والدفاع البرلمانية وبالاتصال بعضو البرلمان عن العراقية وعضو اللجنة حامد المطلك لسؤاله أولا عن مشاعره في يوم التاسع من أبريل وثانيا عن ظاهرة الزحامات خلال هذه الأيام، أجاب «إن هذا اليوم أسود في كل شيء ومن كل النواحي.. هو يوم احتلال العراق بإرادة أميركية»، مضيفا أن «الأميركيين اعترفوا بأنه احتلال، إنهم لم يخجلوا من تسميته احتلالا لكن الذي لم يخجل هو من لا يزال يحتفل به بوصفه يوما للتحرير بينما نشاهد المآسي التي خلفها هذا اليوم علينا». وردا على سؤال بشأن ما علاقة هذا كله بهذه الازدحامات وما دور لجنة الأمن والدفاع في الأمر، قال المطلك «لا أحد يسمع، حتى رئيس الوزراء لم يحضر إلى البرلمان أما بالنسبة للقادة الأمنيين فإن هذه المظاهر المأساوية في الشارع تدل دلالة عميقة على فشلهم المدوي في كل شيء».

وفي مؤتمر صحافي، دعا المطلك الحكومة العراقية والقادة السياسيين إلى «المطالبة بحقوق العراقيين وتعويض ممتلكاتهم وأرواحهم التي زهقت نتيجة الاحتلال الأميركي»، مطالبا بـ«رفع دعاوى ضد الولايات المتحدة الأميركية في المحافل الدولية لقيامها باحتلال العراق».