معارك عنيفة في محيط داريا.. وأنباء عن تصفيات داخل «الجيش الحر»

مواجهات بين الأكراد والعرب في الحسكة

TT

قالت مصادر المعارضة السورية، أمس، إن اشتباكات عنيفة وقعت في أطراف العاصمة دمشق. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن 28 من مقاتلي «الجيش الحر» و13 جنديا نظاميا قتلوا في اشتباكات عنيفة بمحاور بريف دمشق، لا سيما في داريا وحرستا.

يأتي ذلك بعد فترة على قيام النظام السوري حشد قواته في محيط داريا تمهيدا لاقتحامها. وأفاد ناشطون معارضون بأن القوات النظامية أرسلت سيارات إسعاف إلى داريا لنقل قتلاها وجرحاها الذين سقطوا عند أطراف المدينة. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن القوات النظامية تقوم بتفجير المنازل المحيطة بمطار المزة العسكري من جهة داريا كي لا يستخدمها الثوار.

إثر ذلك، كثف الطيران الحربي السوري غاراته على قواعد «الجيش الحر» الخلفية في الغوطتين الشرقية والغربية لحملهم على التراجع بعيدا عن دمشق. وقالت لجان التنسيق، إن اشتباكات وقعت في منطقة العبادة بريف دمشق، كما جرت معارك في السبينة، حيث قتل عنصر من «الجيش الحر»، وفقا للمصدر نفسه. بدوره، أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بأن مواجهات وقعت في جنوب دمشق في بلدة ببيلا.

وفي محافظة الحسكة وقعت مصادمات عنيفة بين مقاتلين أكراد يتبعون لعناصر الحماية الشعبية وبين عناصر من عشيرة البومعيش العربية التي تقاتل مع «الجيش الحر»، وقال أحد الناشطين في المدينة في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» إن «الصدمات وقعت في حي الناصرة بعد دخول قوات الحماية الشعبية إلى الحي فاعترضتهم عناصر من عشيرة البومعيش مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة خلفت أكثر من 14 قتيلا معظمهم من العرب». ولفت الناشط إلى أن «أعيانا ووجهاء من المدينة تدخلوا لإيقاف الصدمات، حيث تم تشكيل مجلس يمثل عشيرة البومعيش للتفاوض مع المقاتلين الكرد». يأتي ذلك بالتزامن مع أنباء تؤكد وقوع تصفيات داخل قيادات «الجيش الحر» راح ضحيتها قائد كتيبة «القعقاع»، علي مطر، الملقب «أبو صدام». وقتل أبو صدام في عملية استهدفت موكبه، في منطقة الميادين، شرق سوريا، التي تخضع تماما لسيطرة «الجيش الحر»، واعتبر المجلس العسكري الثوري في منطقة الميادين، أن حادثة مقتل مطر ما زالت غامضة. وأضاف أن هناك معلومات غير مؤكدة، حول خلافات عائلية أودت بحياته، وأن ابن عم مطر هو من قتله. ونفى المجلس تورط «الجيش الحر» بتصفية قائد كتيبة القعقاع، واعتبر أن النظام السوري هو من يروج لتلك الإشاعات. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن العملية تأتي في سياق الصراع الدائر بين كتائب «الجيش الحر». وأشارت المصادر إلى أن «هذه التصفيات تحصل نتيجة الصراع على المغانم إضافة إلى صراعات خفية على القيادة». وكانت مدينة الميادين قد شهدت قبل فترة عملية اغتيال مماثلة استهدفت قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد، مما أدى إلى بتر ساقه بعد معالجته في أحد المستشفيات التركية.

إلى ذلك، أعلن الجيش السوري الحر البدء بمعركة تحرير «ريف حماه الشرقي». وأكدت كتائب «الفاروق»، في بيان سيطرتها «على قرية سوحا بريف حماه الشرقي»، بعد تدمير الحواجز العسكرية الموجودة فيها. وكانت الكتائب قد سيطرت قبل ذلك على قرية عقيربات القريبة من سوحا. وقال أبو غازي الحموي، عضو تنسيقية حماه للثورة السورية لـ«الشرق الأوسط» إن هذه العملية تأتي بعد تعسر تقدم «الثوار» في الجهتين الغربية والشمالية بسبب التداخل الطائفي ووجود الكثير من الثكنات العسكرية. وأشار الحموي إلى أن مناطق الريف الشرقي هي على تماس مع قرى الرقة التي تعتبر بحكم المحررة، مما يساعد «الثوار» في معركتهم ضد القوات النظامية.

وأكد «امتلاك (الجيش الحر) في ريف حماه صواريخ (غراد) يستخدمها في قصف مواقع الجيش النظامي»، كما لفت إلى أن «الهدف من معركة تحرير ريف حماه الشرقي هو التخفيف عن محافظة حماه نفسها التي تشهد اعتقالات يومية». ويمتد ريف حماه الشرقي من قرية الذرة وصولا إلى القرى الواقعة قرب مدينة الرقة. وتتولى قيادة العمليات العسكرية في هذه المناطق كتائب «الفاروق» و«أحفاد الرسول» وألوية مختلفة تتبع للمجلس العسكري في مدينة حماه.