اليمن ينفي إعلانه مقتل الشهري سابقا.. ويرفض التعليق على ظهوره من جديد

خبير في شؤون الإرهاب لـ «الشرق الأوسط»: الغارات الجوية الأميركية والعملاء أوجعوا «القاعدة»

سعيد الشهري
TT

رفضت مصادر يمنية رسمية التعليق بصورة رسمية لـ«الشرق الأوسط» على الأنباء المتعلقة بظهور نائب قائد تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، سعيد الشهري، خاصة أنها أعلنت مطلع العام الحالي مقتله في غارة جوية على أحد أوكار التنظيم في محافظة صعدة بشمال البلاد، وأكدت المصادر الحكومية اليمنية أن الحكومة اليمنية لم تعلن رسميا خبر مقتله، وأن العثور على جثة شخص سعودي ضمن ضحايا إحدى الغارات بواسطة الطائرات الأميركية من دون طيار، لم يكن تأكيدا رسميا بمقتل الشهري.

وبثت بعض المواقع المقربة من تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» تسجيلا صوتيا لسعيد الشهري يثبت من خلاله أنه ما زال حيا يرزق ويكذب بطريقة غير مباشرة الأنباء التي نشرتها وزارة الداخلية اليمنية في حينها. وبعيدا عن تفاصيل ومحتوى التسجيل الصوتي الذي كان عبارة عن تحريض واضح على بلاده، فإن المراقبين يؤكدون أن «(القاعدة) تعمل بطريقة تضلل السلطات وأجهزة المخابرات الأميركية على وجه التحديد»، حيث أكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن التنظيم سرب خبر مقتل الشهري في يناير (كانون الثاني) الماضي بعد إصابته في غارة جوية، وأن العميل الخاص اكتشف بعد تسريب تلك المعلومات.

ويرى سعيد عبيد الجمحي، الخبير في شؤون الإرهاب وتنظيم القاعدة، أن تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» يقوم بالترويج لخبر أن الشهري ما زال حيا يرزق منذ نحو أسبوعين، ويؤكد الجمحي لـ«الشرق الأوسط» أن الشهري أصيب فعلا في تلك الغارة، ورجح أن تكون الإصابة في الوجه والعين، «لكنهم (القاعدة) هذه المرة متأكدون، والرجل أصيب وتم إسعافه، وسربوا أنه قتل، واكتشفوا العميل الذي بلغ الأميركيين».

ويؤكد الجمحي أن الصوت الذي بث عبر الإنترنت هو صوت سعيد الشهري، «وأنا على يقين، وربما أصيب في عينه، و(القاعدة) اعتبرت استدراج الجاسوس منجزا».

وحول ما يوحي به ظهور الشهري عبر التسجيل الصوتي، يقول الخبير اليمني إن «(القاعدة) ما زالت تحتفظ بقادتها وتنتهج أساليب إعلامية مضادة وتعمل على تضليل الآخرين بأساليب موازية، وربما تسكت عن بعض الأخبار المنشورة»، ويشير الجمحي إلى أن أساليب وتكتيكات تنظيم القاعدة في الجوانب الإعلامية لها معان كثيرة، إلا أن الغارات الجوية بواسطة الطائرات الأميركية من دون طيار والعملاء الذين اخترقوا التنظيم «أوجعوا (القاعدة) على الأرض، إضافة إلى الذين يسهلون تلك الضربات في الميدان سواء من خلال التسريبات الإعلامية أو إيصال المعلومات، ويجب أن نعلم أنه لم يكن هناك بيان لـ(القاعدة) يتحدث عن مقتل الشهري بشكل رسمي».

ويواجه اليمن مخاطر النشاط المتنامي لتنظيم القاعدة في أرجاء متعددة من البلاد، ويواصل التنظيم تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية ضد المصالح اليمنية والأجنبية، ومؤخرا يعتقد أنه يقف وراء سلسلة الاغتيالات التي تستهدف ضباط أجهزة الأمن والمخابرات المدنية والعسكرية وضباط الجيش في أكثر من مدينة يمنية في شمال البلاد وجنوبها.

إلى ذلك، قال موقع وزارة الدفاع اليمنية إن مصادر قضائية يمنية كشفت أن عام 2012، شهد إحالة أكثر من 200 شخص من عناصر تنظيم القاعدة، أحالتهم نيابة أمن الدولة الجزائية المتخصصة إلى محكمة أمن الدولة المتخصصة، وأن عمليات الإحالة ما زالت متواصلة، إضافة إلى استمرار المحاكمات. وأشارت تلك المصادر إلى أن بين المحالين إلى القضاء إلى جانب اليمنيين، عناصر تحمل الجنسيات: المصرية، والسعودية، والداغستانية، والسورية، والأردنية، ومواطنون أفارقة، وبينهم قياديون في تنظيم القاعدة.

وأضافت المصادر اليمنية أنها تتوقع أن «تتسلم النيابة الجزائية خلال الفترة المقبلة من أجهزة الأمن ملفات أعداد كبيرة لعناصر إرهابية من (القاعدة) لاستكمال التحقيق معهم وإحالتهم إلى المحكمة، وأن أربعة متهمين من التنظيم هم حاليا رهن التحقيق في النيابة الجزائية المتخصصة وستتم إحالتهم إلى المحكمة الأسبوع المقبل».