كردستان: كشف نتائج التحقيق في فقدان عشرات المرضى البصر بعد إعطائهم دواء فاسدا

رئاسة الإقليم ترسل 30 مريضا متضررا إلى تركيا لتلقي العلاج

TT

كشف وزير الصحة في حكومة إقليم كردستان الدكتور ريكه وت محمد رشيد النتائج الأولية للتحقيق الذي أجرته الوزارة في ملابسات إصابة عشرات المرضى في الإقليم بالعمى جراء استخدام المستشفيات الحكومية لدواء منتهي الصلاحية، وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس: إن «اللجنة تحققت من مصدر أبر (أفاستين) التي دخلت إلى مستشفيات أربيل، وتبين أن أحد التجار الأتراك أدخلها من منفذ إبراهيم الخليل الحدودي بمحافظة دهوك المحاذية لتركيا، وأن اللجنة أوصت بإقامة الدعوى القضائية ضد مورد الدواء، وهو الآن قيد الاعتقال والتحقيق لدى السلطات القضائية في أربيل».

وأوضح وزير الصحة، أن «هذا التاجر التركي أدخل الدواء إلى الإقليم بشكل غير قانوني، وقامت شركة (هوز) بشرائه منه خارج ضوابط وزارة الصحة، وقامت مديرية صحة محافظة أربيل بدورها بشراء الدواء (73 إبرة) من الشركة المذكورة أيضا خارج إطار الضوابط والتعليمات ومن دون إجراء أي فحوصات مخبرية عليها، ووزعتها على مستشفيات المحافظة ومنها مستشفى رزكاري الحكومي». وأضاف: «بعد إبلاغنا بوجود مشكلة لدى المرضى الذين يتعاطون هذا الدواء أوقفنا على الفور صرفه من الصيدليات والمستشفيات، وأرسلنا عينة منه إلى بريطانيا لإجراء الفحوصات عليه، وننتظر نتائج الفحص لنقرر على ضوئه الإجراءات اللاحقة».

وأشار وزير الصحة إلى، أنه «تم إرسال جميع المرضى المصابين بفقدان البصر إلى تركيا والبالغ عددهم 30 مريضا مع مرافق لكل واحد منهم على نفقة رئاسة حكومة الإقليم». وختم وزير الصحة تصريحاته، «بأنه سيجتمع مع رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني للتداول معه حول اتخاذ إجراءات رادعة ضد تزايد توريد الأدوية الفاسدة والمنتهية الصلاحية وتلك التي لا تتطابق مع المعايير الطبية، خصوصا وأنه جرى خلال العام الماضي إتلاف أكثر من 750 طنا من الأدوية الفاسدة والمنتهية الصلاحية التي أدخلت إلى أسواق كردستان».

وفي لقاء لـ«الشرق الأوسط» مع الدكتور ماهر هرمز دنحا الطبيب الإخصائي بأمراض العيون بمستشفى رزكاري الذي وقع فيه الحادث أكد أن هذا الدواء يوصف لمرضى السكر من المسنين الذين يعانون من مضاعفات مرضية، وقد تم استخدامه لفترة طويلة في السابق دون حدوث أي مشكلة (...) ولكن المشكلة أن هناك من يجهل طريقة خزنه فيعرضه للتلف، فخزن هذا الدواء له طريقة خاصة وضوابط محددة، كأن يكون ضمن علب معينة وتحت درجة حرارة مناسبة، وتختلف طريقة تخزينه عن الأدوية الأخرى، ويبدو أن مورد الدواء قد جهل ذلك وهذا ما أدى إلى فساد الدواء وبالتالي تسببه بظهور عوارض خطيرة على المرضى. وأكد الدكتور دنحا، أنه في الحالة التي نحن بصددها، فمن الصعب جدا على المرضى استعادة بصرهم كما كان في السابق، قد تنجح العلاجات التي يتلقونها في مستشفيات تركيا باستعادة جزء بسيط من النظر، ولكن الالتهاب الذي يسببه هذا الدواء الفاسد من الصعب معالجته. وبرأ الطبيب الإخصائي بمستشفى رزكاري الحكومي ساحة زملائه الأطباء، وقال: «الطبيب يثق بقسم التجهيزات بالمستشفى الذي يتولى شراء الأدوية، وهو بدوره يعتمد على دائرة التجهيزات بمديريات الصحة، والأطباء وصفوا هذا الدواء من دون أي مشكلة في السابق، ولكن للأسف ما حصل كان بسبب سوء التخزين». وأضاف، أن هذا الدواء باهظ التكاليف وليس بمقدور المرضى شرائه في الخارج، ولذلك نسعى نحن الأطباء المتخصصين بجمع عدد من المرضى معا لزرقهم بتلك الإبر كمجموعات، لأن جرعة صغيرة من الدواء تكفي لحالات المرضى، وزرق الإبر يحتاج بدوره إلى خبرة طبيب ممارس ولا يجوز لأي شخص كان أن يمارس ذلك، وكما أكدت آنفا فإن هذه الإبر استخدمناها في السابق ولم تكن هناك أي مشكلة، والمسؤولية يتحملها مورد الدواء أو الشركة التي أوردته.