عالم إسرائيلي: المفاعل النووي في الستين من العمر وأخطاره كبيرة

ليبرمان: العالم سلم بأن تكون إيران نووية

TT

بينما طالب البروفسور عوزي أيبن، بإغلاق المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة، الذي يبلغ من العمر ستين عاما في هذه الأيام. وقال، إن «هذا المفاعل يعتبر قديما جدا ويشكل خطرا على سكان المنطقة (النقب الإسرائيلي والأردني».

وردت لجنة الطاقة النووية الإسرائيلية على ذلك ببيان رسمي تؤكد فيه أن المفاعل آمن ويستوفي شروط الأمان الدولية، علما بأن البروفسور أيبن شغل في الماضي منصب عضو في هذه اللجنة نفسها. وقال أيبن، إنه «بعد الانفجارات في المفاعل اليابانية تغيرت مقاييس الأمان». وأصبح هناك خطر من كل مفاعل يمر على عمله 40 سنة وأكثر، بينما المفاعل النووي الإسرائيلي يعمل منذ ما يزيد على ستين عاما. وأضاف: «المفاعل الإسرائيلي مخصص للأبحاث النووية، ولذلك فإن خطر تسرب إشعاعات نووية منه تقل عن خطر الإشعاعات التي صدرت عن مفاعل فوكوشيما في اليابان، ومع ذلك فإن الخطر قائم وكبير ويستحق أن يتوقف العمل فيه دفاعا عن أرواح المواطنين وعن البيئة».

يذكر أن إسرائيل بنت هذا المفاعل بدعم من فرنسا، في سنة 1957، بمبادرة من الرئيس الإسرائيلي الحالي شيمعون بيريس، الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب نائب وزير الدفاع، وحظي بدعم كامل من وزير الدفاع ورئيس الوزراء، ديفيد بن غوريون. وتمت العملية بسرية بالغة، وعندما كشف أمرها الأميركيون سنة 1960، تراجع الرئيس الفرنسي شارل ديغول عن تقديم الخبرات الفرنسية لإتمامه، ولكن الخبراء الإسرائيليون تمكنوا من إكماله بقواهم الذاتية. وساهم في بنائه 1500 عامل، وبات ينتج اليوم 24 – 75 ميغاواط من الطاقة، وفقا لمنشورات أجنبية، وبهذه الكمية يمكن إنتاج 30 كيلوغراما من البلوتونيوم. وهو يستقطب اهتماما دوليا واسعا، إذ إن إسرائيل أحاطت عمله بسرية بالغة، وفي حينه أبلغ بن غوريون الولايات المتحدة بأنه ينتج الطاقة النووية فقط للأغراض السلمية وتعهد لاحقا للرئيس الأميركي، جون كندي، بألا تنتج قنبلة نووية، ولكن تقارير أجنبية تؤكد أنه أنتجها، وراحت واشنطن تغض الطرف عنها. وترفض إسرائيل إخضاع هذا المفاعل للرقابة الدولية وتحافظ على موقف ضبابي منه، فلا تنفي ولا تؤكد وجوده وما ينشر عن إنتاجه.

وفي أواسط الثمانينات، تمكن أحد العاملين الإسرائيليين في المفاعل، مردخاي فعنونو، من إخراج أسرار المفاعل إلى الخارج وسلم وثائقه إلى صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية. فاختطفت المخابرات الإسرائيلية فعنونو، عن طريق إغرائه بالسفر إلى إيطاليا، ومن هناك نقلوه إلى إسرائيل وحاكموه بتهمة الخيانة وحكم عليه بالسجن 20 سنة وحرم من مغادرة إسرائيل حتى بعد انتهاء الحكم وخروجه من السجن، وهو يعيش اليوم في دير تابع لإحدى الكنائس في القدس الشرقية المحتلة، حيث ترك اليهودية واعتنق المسيحية.

وإثر ذلك، انتشرت في الغرب تقديرات تقول إن هناك 100 – 200 قنبلة نووية في إسرائيل، وأنها تنتج كميات كبيرة جدا من البلوتونيوم، بالمقارنة مع مساحة الأرض الصغيرة التي تمتلكها، وبناء عليه وفي سبيل صد التحذيرات العالمية، أقدمت إسرائيل على إحداث تغييرات كثيرة على المفاعل، حتى تشوه الصورة التي سربها فعنونو. وتمكنوا بهذه الطريقة من إخفاء معلومات عن المراقبين الأميركيين الذين سمح لهم بدخوله.

وكانت مجموعة كبيرة من العاملين في السابقين في مفاعل ديمونة النووية، قد أقاموا دعاوى ضد الحكومة الإسرائيلية وإدارة المفاعل، يطالبون بتعويضات كبيرة بسبب إصابتهم بأمراض سرطانية، يعتقدون أنها مرتبطة بعملهم فيه. ومع بداية المحكمة، بدا أنها ستتحول إلى فضيحة عالمية تكشف المزيد من الأسرار الحساسة. ولذلك سارعت إلى إبرام اتفاقات معهم تمنحهم بموجبها تعويضات كبيرة وغير معلنة مقابل سحب الدعوى. وقد تم الاتفاق في مطلع هذا الشهر.

تجدر الإشارة إلى أن رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، الذي اجتمع مع وزير الخارجية الكندي، جون بيرد، اعتبر المحادثات الفاشلة للدول الكبرى مع إيران، وعدم الرد الغربي كما يجب، على التهرب الإيراني بمثابة تسليم للعالم بإيران نووية. وشبه أفيغدور ليبرمان هذا التسليم، برضوخ الغرب لواقع تطور كوريا الشمالية كدولة نووية والرضوخ للاحتلال الألماني لتشيكوسلوفاكيا عشية الحرب العالمية الثانية. وأضاف ليبرمان أن إيران ستصبح قادرة على إنتاج قنبلة نووية في نهاية السنة الحالية.