كوريا الشمالية تبقي العالم في حالة تأهب قبل إطلاق صاروخ

سيول تتوقع عملية بحلول الاثنين.. و«الثماني» تهدد بيونغ يانغ بعقوبات جديدة

جنديات كوريات شماليات يقمن بدورية على ضفاف نهر يالو قرب مدينة سينويجو الحدودية مع الصين أمس (رويترز)
TT

أبقت كوريا الشمالية العالم في حالة تأهب أمس قبل تجربة صاروخ تتوقعها عواصم عدة تزامنا مع الاحتفال بزعمائها الراحلين والأحياء وسط توتر حاد في شبه الجزيرة الكورية.

وحضت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية كوريا الشمالية على الكف عن «اللعب بالنار» والإحجام عن إطلاق الصاروخ الذي تبدو عاقدة العزم عليه على الرغم من العقوبات الدولية. كما أدان وزراء خارجية مجموعة الثماني «بأشد العبارات» موقف كوريا الشمالية وتوعدوا بفرض عقوبات جديدة على نظام بيونغ يانغ في حال أجرت تجربة صاروخية. وأدان وزراء خارجية الدول الثماني الكبرى في بيان ختامي أصدروه إثر اجتماعهم أمس في لندن «التطور المستمر لبرنامج الأسلحة النووية والصواريخ البالستية» لكوريا الشمالية، وخصوصا تخصيب اليورانيوم. وأكدوا أن أعمال كوريا الشمالية «تشكل انتهاكا مباشرا لقرارات مجلس الأمن الدولي». وأشاروا إلى أن سلوك كوريا الشمالية العدائي «لا يؤدي إلا إلى عزلها أكثر» طالبين منها بدء المفاوضات مع المجتمع الدولي حول نزع الأسلحة النووية.

وجددت كوريا الشمالية أمس تهديدها لجارتها الجنوبية، وقالت إنها باتت مستعدة «لإطلاق النار». وتلت مذيعة التلفزيون الحكومي بيانا للجنة إعادة التوحيد السلمي في كوريا الشمالية جاء فيه: «أسلحتنا جاهزة لإطلاق النار. أدخلت الإحداثيات الدقيقة على الرؤوس الحربية. بمجرد أن نضغط على الزر فإنها ستطلق وستتحول معاقل أعدائنا إلى بحر من اللهب».

بدورها، قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أمس إنها قد تسقط صواريخ كوريا الشمالية إذا كانت تمثل خطرا على شعبها. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان إنه «في حال حلقت الصواريخ الكورية الشمالية في مدى صواريخنا باتريوت فإننا قد نسقطها». وأضاف أن من المحتمل بدرجة كبيرة أن تطلق بيونغ يانغ صاروخا بحلول الاثنين المصادف لعيد ميلاد زعيمها الراحل كيم إيل سونغ. وبدورها، أفادت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء أمس نقلا عن مسؤول دفاعي ياباني أن منصة متحركة لإطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية جهزت في وضع الإطلاق وتم توجيه الصواريخ إلى السماء.

وبعد تهديداتها المستمرة منذ أسابيع، كثفت كوريا الشمالية أمس المديح لزعيمها الشاب كيم جونغ - أون بمناسبة الذكرى الأولى لوصوله إلى الحكم. وأشادت صحيفة الحزب الرسمية «رودونغ شينمون» بجونغ أون «رجل القناعة والإرادة الأول» ناسبة إليه نجاح إطلاق صاروخ في ديسمبر (كانون الأول) الماضي وتجربة نووية في فبراير (شباط) الماضي. وأكدت الصحيفة أن «التاريخ لم يشهد زعيما اشتراكيا مثله».

وتستعد كوريا الشمالية للاحتفال الاثنين بالعيد الـ101 لمولد مؤسس البلاد، كيم إيل - سونغ، الذي توفي في 1994، حيث بدأت الوفود الأجنبية بالتوجه إلى العاصمة بيونغ يانغ، بحسب وسائل الإعلام الرسمية. ومنذ فبراير (شباط) 2012، أجرت بيونغ يانغ عمليتي إطلاق لصواريخ حققت أحداها في ديسمبر (كانون الأول) نجاحا، واعتبرها الغرب تجربة لإطلاق صاروخ بالستي، بالإضافة إلى تجربة نووية أدت إلى فرض مجموعة جديدة من العقوبات في مجلس الأمن الدولي. كما أعلنت مؤخرا إعادة تشغيل محطاتها النووية ونصبت بطاريات صواريخ متوسطة المدى على ساحلها الشرقي.

وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل صرح الأربعاء أن «كوريا الشمالية ومن خلال خطابها العدائي، إنما تلعب بالنار ولا تساعد في احتواء وضع غير مستقر»، مضيفا أن الولايات المتحدة «مستعدة لمواجهة أي احتمال». وأضاف هاغل «بلادنا مستعدة تماما لمواجهة أي احتمال، وأي عمل يمكن أن تقوم به كوريا الشمالية، وأي استفزاز يمكن أن تنجر إليه».

في غضون ذلك، رأى محللون غربيون أن التهديد الكوري الشمالي بشن حرب نووية يعد أمرا مبالغا فيها وأنه موجه في الأساس للسكان الكوريين الشماليين الذين يعيشون في ظل هاجس التعرض لضربة أميركية. وقال دانيال بينكستون المحلل في مركز الدراسات الدولية «كرايسيس غروب» إن «الممثل الأميركي في مجلس الأمن الدولي يعلم تماما أن هذه التهديدات لا أساس لها لكن المواطن الذي يشاهد التلفزيون في بيونغ يانغ يشجع نظامه بكل حماس».