الشورى المصري: مشادات بين نواب أقباط ومسلمين أثناء مناقشة «الأحداث الطائفية»

المسيحيون رفضوا رواية مساعد رئيس الجمهورية عن أحداث الكاتدرائية

محتجون إسلاميون وناشطون في «حركة الأحرار» يعلقون ملصقا لمعتقل من انصارهم أمام مبنى محكمة النقض أمس (رويترز)
TT

وقعت مشادات أمس بين نواب أقباط ومسلمين في مجلس الشورى أثناء مناقشة «الأحداث الطائفية» التي راح ضحيتها ثمانية قتلى بينهم مسلم واحد، وعشرات المصابين، في حين رفض المسيحيون أمس رواية عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية، عن أحداث الفتنة الطائفية، أشار فيها إلى مسؤولية المسيحيين عن المصادمات التي حدثت أمام الكاتدرائية. ولقي رجل مسيحي أمس مصرعه متأثرا بحروق أصيب بها عندما أشعل فيه مجهولون النار أثناء أحداث طائفية مطلع هذا الأسبوع.

ووقعت مشادات حادة أمس بين عدد من النواب الأقباط بمجلس الشورى واللواء عبد الفتاح عثمان ممثل وزارة الداخلية حيث تبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن الأحداث التي وقعت في محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بالقاهرة يومي السبت والأحد الماضيين، فيما دارت مشادات أخرى بين النواب الأقباط والمسلمين، بالتزامن مع عقد مؤتمر للوحدة الوطنية في منطقة «الخصوص» شمال العاصمة والتي شهدت بداية الأحداث الطائفية.

وشن نواب مجلس الشورى هجوما حادا على وزارة الداخلية محملين إياها المسؤولية عن الأحداث، منتقدين غياب وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم عن الجلسة. وقال النائب ممدوح رمزي إن كاميرات الكاتدرائية صورت عددا من الملثمين فوق مدرعات الشرطة. كما وقعت مشادات بين عدد من النواب الأقباط والمسلمين بسبب عرض تسجيلات مصورة في الجلسة تظهر بعض الشبان الذين يعتقدون أنهم مسيحيون وهم يحملون أسلحة نارية.

ومن جانبه انتقد اتحاد شباب ماسبيرو (تكتل قبطي) بيان عصام الحداد عن أحداث الخصوص والكاتدرائية، معتبرا أن الحداد «ألقى الاتهامات جزافا هنا وهناك دون انتظار لانتهاء التحقيقات».

وأصدر الحداد بيانا باللغة الإنجليزية قبل يومين اتهم فيه مشيعي جنازة الضحايا الأقباط بالاعتداء على السيارات، وقال إن ذلك أدى إلى قيام بعض الناس بجوار كاتدرائية العباسية بإلقاء الطوب وإطلاق النار، وأن هذا أدى، حسب قول الحداد، إلى مزيد من التصعيد وتبادل إطلاق النار، مضيفا أن كاميرات المراقبة أثبتت أيضا وجود أشخاص يحملون أسلحة وزجاجات مولوتوف على سطح الكاتدرائية وأيضا خارجها وداخلها، مما دعا الشرطة إلى التدخل لتفريق المتجمهرين باستخدام قنابل الغاز.

واعتبر الأقباط أن بيان مساعد الرئيس المصري استبق التحقيقات وأصدر حكما بإدانة الأقباط، وطالبوا الرئاسة بالاعتذار عن البيان وسحبه. ونفى القمص مكاري حبيب سكرتير البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية ما تردد عن وجود أسلحة بالكنائس، قائلا إنه لا يوجد في أي كنيسة أو دير سلاح واحد منذ ما يقرب من 20 قرنا. وقال مكاري في تصريح له أمس «إنها تهم ملفقة لتشويه وتضليل الحقائق».

من جانبه، قال اللواء نبيل رياض، مدير أمن الكاتدرائية المرقسية، إن الاشتباكات التي حدثت منذ أيام «مدبرة»، مشيرا إلى أن «الكاتدرائية تملك تسجيلات مصورة توضح الأشخاص الذين شاركوا في الأحداث الطائفية الأخيرة، وأن النيابة العامة التي تولت التحقيق في تلك الأحداث تسلمت كافة الأدلة الموجودة».

وفي الخصوص، بمحافظة القليوبية، لقي شاب مسيحي مصرعه متأثرا بجراحه التي أصيب بها بعد أن أشعل مجهولون النار في جسده قبل يومين. وقالت مصادر بقرية الخصوص إن المواطن القبطي هلال صابر هو مسيحي من محافظة أسيوط تصادف مروره بالقرب من موقع الأحداث، وأنه لم يكن طرفا في الاشتباكات التي وقعت بالقرية.

وتابعت المصادر أن «مجهولين استوقفوا صابر واستجوبوه بشأن ديانته، وفور علمهم أنه مسيحي الديانة أوسعوه ضربا قبل أن يسكبوا عليه بنزينا ويشعلوا فيه النار»، مما تسبب في إصابته بحروق وصلت نسبتها بحسب المصادر الطبية إلى 85 في المائة.

وأشارت المصادر إلى أن هلال الذي شيع أمس في قرية مسرع التابعة لمركز أسيوط بصعيد البلاد وسط إجراءات أمنية مشددة، توفي أمس متأثرا بجروحه في مستشفى السلام الدولي.

لكن مصادر أخرى قالت إن صابر كان عائدا بصحبة خطيبته وأنه اشتبك مع مجهولين حاولوا الاعتداء عليها، ولم يتضح وفق هذه الرواية ما إذا كانت ديانة صابر سببا في الاعتداء عليه أم لا. إلا أن الروايتين اتفقتا في أن الواقعة حدثت فيما كانت قوات الأمن تفرض كردونا أمنيا في محيط كنيسة ماري جرجس في الخصوص أثناء الاشتباكات التي شهدتها القرية بين مسيحيين ومسلمين. ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» الحصول على معلومات عن واقعة الاعتداء على صابر من طرف مستقل.

وعلى صعيد متصل عقد رجال دين مسيحيون ومسلمون مؤتمرا للوحدة الوطنية حضره مستشار رئيس الجمهورية عماد عبد الغفور وقيادات مسيحية وأزهرية. وشهد محيط المؤتمر تأمينات مشددة داخل المؤتمر، بينما تجمع المئات داخل المجمع رافعين أعلام مصر، ولافتات تدعو للقضاء على الفتنة الطائفية.