مرسي يجتمع بالجيش.. ويعرض برنامجه الرئاسي للمحاسبة

مرشد جماعة الإخوان حذر من استخدام الحرية في تدمير مقدرات الوطن

TT

عرض الرئيس المصري محمد مرسي برنامجه الذي خاض به انتخابات الرئاسة تحت اسم «مشروع النهضة» للمحاسبة، قبل ساعات من اجتماعه بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة مساء أمس. وقال مرسي الذي يتعرض لانتقادات من جماعات المعارضة ومصاعب اقتصادية واضطرابات أمنية، بعد نحو 10 أشهر من انتخابه، إن برنامجه الرئاسي «موجود ومعلن وإنه جاهز للمحاسبة»، في وقت حذر فيه محمد بديع مرشد جماعة الإخوان التي ينتمي إليها الرئيس مرسي من استخدام البعض للحرية في تدمير مقدرات الوطن، في إشارة على ما يبدو لحالة الاحتقان والتربص بين التيارات السياسية والتي نتج عنها مصادمات دامية في الفترة الأخيرة.

وأكد الرئيس مرسي أن برنامجه الرئاسي «موجود ومعلن وأنه جاهز للمحاسبة»، داعيا المواطنين إلى «التفاؤل حتى يجدوا الخير»، وشدد على أن لديه من الشجاعة ما يجعله يعترف بالخطأ إن وقع فيه، مشيرا في رده على تساؤلات المواطنين ضمن مبادرة «اسأل الرئيس مرسي» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إلى أن المليارات الممنوحة من بعض الدول العربية والأجنبية من شأنها أن تنعش الاقتصاد المصري، لكنه قال إن ما ينعش اقتصاد بلاده أكثر «هو جهد وعرق أبناء مصر».

وقررت كل من قطر وليبيا هذا الأسبوع تقديم مساعدات لمصر تبلغ نحو 5 مليارات دولار، بينما تنتظر البلاد التوقيع على اتفاق مع صندوق النقد الدولي قيمته نحو 4.8 مليار دولار. ويعتبر خيار فرض حالة تقشف أو تخفيض الدعم في الإنفاق على السلع والخدمات، من أكبر التحديات التي تواجه الرئيس مرسي، خاصة إذا ما تم اللجوء إلى هذه الإجراءات قبل موعد الانتخابات النيابية التي ستجري في وقت لاحق من صيف هذا العام. وردا على سؤال لأحد المتابعين لحواره على «تويتر» بشأن ما تعانيه البلاد في الوقت الحالي من حالة استقطاب بين القوى السياسية رغم شعار الحملة الانتخابية التي أدت لفوزه في الانتخابات، قال الرئيس إنه يسعى للاستعانة بالكفاءات في مختلف المجالات من أجل بناء الوطن في مصر ما بعد الثورة. وأضاف، فيما يتعلق بالاستعانة بالشباب والاستماع لما لديهم من مقترحات وأفكار: «إن التواصل مع الشباب والاستفادة منهم من أولويات المرحلة». وأضاف أنه «يعمل على وضع آليات لذلك».

وقال إنه يسعى للاستعانة بالكفاءات في مختلف المجالات، ويسعى إلى تجاوز الواقع «الذي نعيشه جميعا» وأن لديه من الشجاعة ما يجعله يعترف بالخطأ إن وقع فيه. وحول قضية السماح للضباط الملتحين بالعمل في وزارة الداخلية، قال الرئيس مرسي: «لا يسعنا جميعا إلا الالتزام بالقانون والسعي لتطبيقه».

وفي مداخلة لإحدى السيدات التي طلبت الحصول على وظيفة ثابتة تساعدها على الحياة هي وأبناءها، طلب الرئيس مرسي أن ترسل بياناتها إلى ديوان المظالم التابع لرئاسة الجمهورية، الذي وجه مرسي بإنشائه بعد توليه الرئاسة العام الماضي. وقال لهذه السيدة على «تويتر»: «لن نقصر في مساعدتك».

إلى ذلك، قالت رئاسة الجمهورية في تصريح صحافي مساء أمس إن الرئيس مرسي يجتمع مساء بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع، وذلك في إطار متابعة مستجدات الوضع داخليا وخارجيا.

وألقى الرئيس المصري أمس كلمة بمناسبة الاحتفال بعيد العلم الذي نظمته وزارة البحث العلمي بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات، أكد فيها على الحاجة لتنمية هيئة الطاقة الذرية واستخدامها والوقود النووي في التطبيقات العصرية. وقال: «نريد أن ننمي هيئة الطاقة الذرية واستخدامها والوقود النووي في التطبيقات العصرية والصناعية وتوليد الكهرباء».

وأوضح الرئيس مرسي أنه على يقين من أن الباحثين والعلماء والأساتذة لديهم الإمكانية الحقيقية للطاقة العقلية والعلمية والمعرفية والإخلاص وحب الوطن والرغبة في العطاء والتضحية ما يمكن أن ينقل مصر في وقت قصير إلى مجال النهضة الحقيقية.

من جانبه، حذر الدكتور محمد بديع في رسالة وجهها لـ«الشباب» أمس من «استخدام الحرية للنيل من الأشخاص والهيئات أو لتدمير مقدرات الوطن». وقال المرشد العام لجماعة الإخوان إن «كل حق ينتهي عند إساءة استعماله وعند تماسه مع حريات الآخرين». وأضاف: «لا تضيقوا على أنفسكم واسعا.. والحذر كذلك من الطموح القاتل الذي يجنح بصاحبه عن جادة الصواب ويبرر له سوء عمله ويضله عن سواء السبيل». وتابع بديع قائلا في رسالته: «إياكم من النقد الهدام الذي يسعى لتدمير الغير، فهناك ضوابط أخلاقية وقيمية لا خلاف عليها في عرض الرأي والاختلاف فيه يجب أن تتحلوا بها وألا تحيدوا عنها».