«ويكيليكس»: صهر الأسد كان ضمن فصيل معتدل «مناصر» للولايات المتحدة

وثائق مسربة تتحدث عن تحالف رجال أعمال مع النظام

TT

أشارت مجموعة من وثائق «ويكيليكس» السرية المسربة والمترجمة في اليومين الأخيرين من قبل أحد مواقع المعارضة السورية، إلى مشاركة عدد من كبار رجال الأعمال السوريين في نقل أموال الرئيس السوري بشار الأسد إلى الخارج. ونقلت إحدى الوثائق وصف أحد رجال الأعمال المسؤولين المقربين من الأسد بأنهم «مناصرون» للولايات المتحدة الأميركية.

وذكرت إحدى وثائق موقع «ويكيليكس» المعنونة «رجل أعمال يعرض خدماته كوسيط سياسي»، تعريف رجل الأعمال السوري لنفسه على أنه جزء من «رباعية» سورية تجتمع بانتظام «لمناقشة الشؤون الدولية»، وتضم إلى جانبه وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ومساعد نائب الرئيس السوري للشؤون الأمنية محمد ناصيف خير بك، ورئيس الاستخبارات العسكرية آصف شوكت، صهر الرئيس السوري بشار الأسد.

ووصف رجل الأعمال، بحسب ما نقلته عنه الوثيقة المؤرخة في 6 أبريل (نيسان) 2009، إثر استقباله في مكتبه في دمشق وفدا من مسؤولي السفارة، أعضاء هذه المجموعة بأنهم «مناصرو أميركا»، خصوصا شوكت وناصيف. وأشار إلى أن «المجموعة تشكل الفصيل المعتدل الذي عارض المتشددين داخل النظام البعثي».

وقالت مصادر سورية معارضة مطلعة إن رجل الأعمال «يعد واحدا من أبرز شركاء الحكومة السورية منذ عقود طويلة، وتجمعه علاقة قديمة بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد»، مؤكدة أنه «يحظى بدعم إيراني بارز، باعتباره أحد أكبر رجال الأعمال الشيعة في سوريا».

ويمتلك السوري المشار إليه في التقرير، وفق المصادر ذاتها، شركات طيران ووكالات سفر، ولديه استثمارات كبرى في قطاع السياحة في سوريا.

وتبدأ وثيقة «ويكيليكس»، التي ترجمها موقع «زمان الوصل» السوري المعارض، بوصف ترحيب «رجل الأعمال الشيعي البارز» بضيوفه، في مكتبه بالبرامكة. وتتابع «كدليل على أنه محاور ووسيط سياسي، مارس رجل الأعمال تأثيره على صانع القرار في كل من دمشق وواشنطن، في أعقاب الهجوم الذي تعرضت له السفارة الأميركية في دمشق خلال سبتمبر (أيلول) 2006. حينذاك رفض سفير سوريا في واشنطن عماد مصطفى إصدار تأشيرات لـ7 ضباط أمن أميركيين للتحقيق في الهجوم، وتقدير الوضع الأمني للسفارة. وأكد رجل الأعمال، وفق الوثيقة المسربة، أنه اتصل بـ«الرباعية»، ومارس تأثيره الذي انتهى بهاتف من الخارجية السورية تأمر مصطفى بإصدار التأشيرات اللازمة.

وكان الموقع الإلكتروني ذاته قد نشر قبل يومين وثيقة أخرى مستقاة من «ويكيليكس»، مؤرخة في 24 يناير (كانون الثاني) 2008، بعنوان «مهاجمة أموال بشار». وتنقل السفارة الأميركية في دمشق في هذه الوثيقة ما فحواه أن نظام الأسد يعتمد في تحريك أمواله وتحقيق مكاسبه غير المشروعة على أربعة أشخاص مقربين منه.

وتشدد مصادر المعارضة السورية على أن «شركاء النظام» كانوا معروفين، لكن في السنوات العشر الأخيرة انحصر النشاط الاقتصادي في يد المقربين من الأسد ومن الطائفة العلوية، في حين أن الآخرين ليسوا إلا واجهة فحسب. وتشير الوثيقة إلى أحدهم بوصفه «أهم رجل في سوق الصرافة السوداء في سوريا».