توقعات باستمرار النزاع الطائفي لعام أو أكثر بعد سقوط الأسد

الائتلاف الوطني قد يستعين بقوات عربية أو تركية لضبط الوضع

TT

تتخذ المعارك في حي السيدة زينب (جنوب دمشق) بعدا طائفيا، إذ تشير معلومات معارضة إلى أن مقاتلين شيعة، ضمن ما بات يعرف بـ«لواء أبي الفضل عباس» يخوضون اشتباكات شرسة ضد الجيش السوري الحر، «دفاعا عن المقامات المقدسة»، كما يقولون.

وينسحب الصراع الطائفي في حي السيدة زينب على عدة مناطق سورية، ما يطرح الكثير من الأسئلة حول تمدد هذا الصراع واستمراره لمرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. وفي حين تقلل المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري من مخاطر الصدامات الطائفية وتضعها في سياق الحوادث الفردية، تؤكد جهات غربية أن الصراع الطائفي سيمتد لمرحلة ما بعد سقوط النظام.

ويؤكد عضو الائتلاف الوطني المعارض وممثله لدى أميركا، نجيب الغضبان لـ«الشرق الأوسط»، أن أجهزة الاستخبارات، ومنها الأميركية، تضع أسوأ السيناريوهات لمرحلة ما بعد الأسد؛ بهدف وضع تصورات ورؤى لحلها، مشيرا إلى أن «ملف ما بعد سقوط النظام هو أكثر الملفات اهتماما من قبل المعارضة السورية، حيث عقدت مؤتمرات ونوقشت أفكار ووضعت اقتراحات؛ لكي تكون العدالة الانتقالية موجهة ضد كل من ارتكب جرائم، وليس على أساس طائفي».

وأوضح الغضبان أن الغرب يبالغ في موضوع حماية الأقليات، مؤكدا أن العمل يجب أن ينصب على حماية الشعب السوري كله.

وعن الصدامات الطائفية التي تحصل في سوريا، قال: «معظمها فردية وليست اتجاها عاما، والدليل أن الجيش الحر يتمركز في مناطق تقطن فيها أقليات، ومنها موالية للنظام، رغم ذلك لم يعمد إلى استهدافها، ما يؤكد أن هنالك مبالغات بالمعلومات التي تتحدث عن حرب طائفية في سوريا».

وشدد على أن «قيادات المعارضة السياسية وقيادة أركان الجيش الحر ستسعى بعد سقوط النظام إلى منع حصول عمليات ثأر طائفي». وكشف الغضبان عن أن «جميع الخيارات مفتوحة في مرحلة سقوط النظام، ومنها الاستعانة بقوات عربية أو تركية لضبط الوضع في حال لم تتمكن كتائب الجيش الحر من تغطية جميع المدن السورية».

وفي ظل المناخ الطائفي المتوتر داخل الأراضي السورية تسعى إيران وحلفاؤها الحزبيون إلى تعميق الصراع المذهبي ودفعه إلى حالاته القصوى لتحقيق مصالح سياسية، بحسب ما يؤكد المحلل السياسي اللبناني علي الأمين لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «إيران باتت تسلم بأن نظام الأسد راحل لا محالة، لكنها تسعى إلى الحصول على دور في المرحلة اللاحقة، وسلوكها في هذا الاتجاه يعتمد على كل الوسائل، ومنها العنوان المذهبي والطائفي فيما يسمونه حماية (المقامات الدينية) داخل سوريا، وشد العصب المذهبي، واستقطاب مجموعات شيعية من كافة الأماكن للقتال مع النظام»، مؤكدا أن هذا الأمر يعكس ضعفا أكثر مما يعكس قوة؛ لأنه يستخدم مشاعر الناس الدينية في سبيل مصالح سياسية لا تصب في هدف الشعب السوري وغاياته في تحقيق الحرية.

وكانت تقارير صحافية قد ذكرت الأسبوع الماضي أن الحكومة الإيرانية تقيم داخل أراضيها معسكرات لتدريب شبان سوريين ينتمون إلى الأقليات لمساعدة النظام في حربه ضد المعارضة السورية، ما سيفاقم الصراع الطائفي.