خطباء جمعة المظاهرات يلبسون الأكفان للمرة الأولى

قيادي في «العراقية» يحمل المطلك مسؤولية إنقاذ المالكي

TT

حمل قيادي بالقائمة العراقية، التي يتزعمها إياد علاوي، وأحد أبرز قادة ومنظمي المظاهرات في مدينة سامراء، رئيس جبهة الحوار الوطني المؤتلفة مع «العراقية» ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك، مسؤولية ما اعتبره «إنقاذ حكومة نوري المالكي من الانهيار بعد انسحاب الأكراد والصدريين منها، فضلا عن وزراء القائمة العراقية».

عضو البرلمان العراقي شعلان الكريم الذي انقطع، مثله في ذلك مثل النائب الآخر بالبرلمان والقيادي البارز في مظاهرات الأنبار أحمد العلواني، عن الدوام في البرلمان منذ اندلاع المظاهرات، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «نوري المالكي رئيس الوزراء كان قد صوت داخل مجلس الوزراء على تعديل قانون المساءلة والعدالة مجاملة للدكتور صالح المطلك؛ لأنه (المطلك) هو من أنقذ حكومة المالكي من الانهيار بعودته إليها مع وزرائه ووزير كتلة الحل، وبذلك تحقق النصاب»، مشيرا إلى أن «المالكي جامل المطلك أو رد جميله داخل مجلس الوزراء، بينما هو يعرف تمام المعرفة أن كتلته (دولة القانون) لن تمرر القانون داخل البرلمان». وأضاف الكريم: «إننا نحمل صالح المطلك وطنيا وتاريخيا مهمة إنقاذ حكومة المالكي وشق صف (العراقية)، وكل ما يترتب على ذلك من نتائج».

وعلى صعيد ما بدا كأنه خطوات تصعيدية في مظاهرات الجمعة إلى حد ارتداء الأكفان من قبل بعض الخطباء، قال الكريم إن «المظاهرات سوف تنهي شهرها الرابع بينما لم تحرك الحكومة ساكنا، ولهذا السبب فإن اللجان التنسيقية اتخذت قرارا باتباع خطوات تصعيدية، وهو ما رأيناه اليوم (أمس الجمعة) في ساحة العزة والكرامة في الرمادي»، مشيرا إلى أن «من بين الخيارات المطروحة البدء بإجراءات العصيان المدني أياما معينة؛ لأن الحكومة ضربت عرض الحائط بكل حقوق المعتصمين، بل إنها زادت الطين بلة من خلال أحكام الإعدام، ونحن نعرف أن هناك الكثيرين ممن صدرت بحقهم أحكام إعدام هم أبرياء أو انتزعت اعترافاتهم بالقوة أو نتيجة لتصفية الحسابات».

وأكد الكريم: «إننا لم نستورد المخبر السري، بل هو منا وفينا، ولكن هناك دائما أصحاب نفوس ضعيفة ويمكن شراؤها بالمال وبوسائل أخرى». وكان عشرات الآلاف من أهالي الرمادي تظاهروا أمس الجمعة على الطريق الدولي السريع شمال المدينة، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين و«إلغاء الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن» طبقا لخطبة الجمعة التي لا تختلف كثيرا عن السياق العام لخطب الجمعة في المحافظات الغربية الأخرى.

وأطلق المتظاهرون على الجمعة تسمية «لن نستسلم». وقال إمام جمعة الرمادي قصي الزين الذي لبس كفنا أمام عشرات الآلاف من المصلين: «يا نوري أقول لك ما قال عمر المختار لطاغية إيطاليا عندما احتل ليبيا، قال: نحن لن نستسلم.. ننتصر أو نموت»، مضيفا: «ويا نوري... يا طاغية العراق، يا فرعون بلاد الرافدين، نحن لن نستسلم، ورغما عن أنفك سنسترد حقوقنا أو نرتدي كفننا حتى نثبت أننا رجال في ساحة العزة والكرامة».

وأضاف الزين: «لن نستسلم أبدا ما دامت الدماء في عروقنا والأرواح في أجسادنا، وهذه العمائم كفن لنا يا نوري... وحتى إذا متنا ستقاتلك الأجيال من بعدنا جيلا بعد جيل، فنحن قوم لا نتنازل للمحتل الفارسي». وتابع الزين: «وقفتنا يا نوري باسم ساحة العزة والكرامة، فويحك تصور نفسك إلاها وربا وكل العراقيين لك عبادا، ويا ألف موسى في الأنبار عصيهم وبموت فرعون الزمان حياتنا».

وزاد الزين: «وقفتنا الأخرى هي معكم أيها المعتصمون والمرابطون الأبطال من شيوخ عشائرنا الذين لم يسقط العقال من رؤوسهم، وإلى علمائنا الأفاضل الأجلاء والشباب الذين كلهم نخوة وشهامة وغيرة في سبيل قضيتهم وكرامتهم، ونقول لهم أنتم بقية آل محمد وحاملي لواء سنته والسائرين على طريق الحق».

وشدد قائلا: «نحن قوم لا ترهبهم قوة الظالم، ونحن قوم أهل السنة أرواحنا للمسلمين فداء، وسنضحي من أجل قضيتنا وحرائرنا وهويتنا، ومن أجل الذين يهجرون من ديارهم، فلن نستسلم يا نوري ويا أيتها الحكومة الظالمة».

من جهته أكد عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار أحمد العلواني، وهو أحد قيادات المظاهرات البارزين، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المظاهرات سوف تستمر سلمية، ولكن لدينا خيارات أخرى، وقد بحثنا موضوع العصيان المدني، كما أن العشائر أقامت استعراضا سلميا»، مشيرا إلى أن «عامل الوقت لم يعد مهما بالنسبة لنا، حيث إننا باقون إلى الأبد حتى ننال حقوقنا».

وردا على سؤال بشأن مسألة المفاوضات مع الحكومة قال العلواني: «لقد طرحنا شرطين أمام الحكومة للتفاوض، وهما تسليم قتلة أبناء الفلوجة للمحاكم ذات الاختصاص، وإيقاف عمليات الإعدام، وبعكسه فإن خياراتنا مفتوحة». دون أن يحدد طبيعة الخطوات اللاحقة.