وكالة حكومية أميركية تثير الهلع بشأن «نووي» كوريا الشمالية

بيونغ يانغ تواصل التهديد وكيري يحذرها وسويسرا تقترح استضافة مفاوضات

الرئيسة الكورية الجنوبية بارك خلال اجتماعها مع وزير الخارجية الأميركي كيري في سيول أمس (أ.ف.ب)
TT

أثارت معلومات صادرة عن وكالة حكومة أميركية بشأن قدرة كوريا الشمالية على وضع سلاح نووي على صاروخ، الهلع أمس، بينما واصلت بيونغ يانغ تهديداتها ضد خصومها، وخصوصا اليابان. وجاء هذا تزامنا مع تحذير وجهه وزير الخارجية الأميركي جون كيري من سيول إلى بيونغ يانغ.

ودق عضو مجلس النواب الأميركي دوغ لامبرن ناقوس الخطر عندما قرأ جزءا صغيرا من تقرير وكالة استخبارات الدفاع عن كوريا الشمالية في جلسة استماع بلجنة القوات المسلحة في مجلس النواب أول من أمس. وجاء في تلك الفقرة التي قرأها أن الوكالة لديها «قدر معقول من الثقة» في أن كوريا الشمالية لديها أسلحة نووية يمكن أن تحملها صواريخ باليستية. وتعليقا على تلك المعلومات، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني مساء أمس إن «كوريا الشمالية لم تظهر قدرة على نشر صواريخ تحمل رؤوسا نووية»، مشيرا إلى أنه «لا شك في أن هذا وضع يتطلب من الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات حكيمة وهذا ما فعلناه».

وقللت سيول هي الأخرى من فحوى التقرير، إذ قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن «كوريا الشمالية أجرت ثلاث تجارب ذرية، لكن ما زال الغموض قائما حول إمكانية صنعها رأسا نوويا صغيرا وخفيفا بما فيه الكفاية لتركيبه على صاروخ».

وفي غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، كوريا الشمالية أمس من إطلاق صاروخ، مؤكدا أن ذلك سيكون «خطأ فادحا». وقال كيري في مؤتمر صحافي في سيول، أول مرحلة في جولة آسيوية تدوم ثلاثة أيام «إذا قرر كيم جونغ أون إطلاق صاروخ سواء كان في بحر اليابان أو اتجاه آخر فإنه يختار عمدا تجاهل المجتمع الدولي برمته». وأضاف «سيكون خطأ فادحا يرتكبه، لأن ذلك سيزيد أكثر من عزلة بلاده»، مؤكدا أن لهجة بيونغ يانغ العدائية «غير مقبولة».

وفي افتتاحية نشرتها وكالة الأنباء الكورية الشمالية مساء أمس، هددت بيونغ يانغ اليابان «باللهيب الذري»، واعتبرت تصريحات طوكيو «استفزازية» بشأن نيتها رصد صاروخ قد تطلقه بيونغ يانغ ويهدد أراضي اليابان. وحذر النظام الكوري الشمالي من أن «اليابان ما زالت هدفا لجيشنا الثوري». ولم تشأ وزارة الدفاع اليابانية التعليق على ذلك، لكنها قالت إنها «ستتخذ كل الإجراءات الممكنة للرد على كل السيناريوهات المحتملة». وتحسبا لاحتمال إطلاق صاروخ أو عدة صواريخ متوسط المدى قريبا، وربما الاثنين، ذكرى ميلاد مؤسس كوريا الشمالية، أعطت طوكيو تعليمات للجيش الياباني كي يدمر أي صاروخ كوري شمالي يهدد الأراضي اليابانية.

ودعا كيري مجددا بكين، التي سيزورها اليوم (السبت)، إلى استعمال نفوذها على حليفتها الكورية الشمالية. وقال كيري: «يجب أن يستعد قادة كوريا الشمالية للعيش طبقا للالتزامات والمعايير الدولية التي وافقوا عليها»، مؤكدا أن للصين «قدرة هائلة على إنجاز الفارق في هذا الشأن».

من جانبه، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، عن تأييده مفاوضات سداسية حول كوريا الشمالية في سويسرا، كما اقترحت برن. وصرح لافروف للصحافيين عقب اجتماع مع نظيره السويسري ديدييه بورخالتر: «حسب فهمي فإن سويسرا مستعدة لاستضافة المفاوضات السداسية.. نحن لسنا ضد هذه الفكرة». وقد دارت ست جولات سداسية بين الكوريتين والصين وروسيا والولايات المتحدة واليابان بين 2003 و2007، لكن في 2009 أعلنت بيونغ يانغ انسحابها من هذا الإطار التفاوضي احتجاجا على العقوبات التي فرضتها عليها الأمم المتحدة بسبب برنامجها النووي.

من جهة أخرى، شدد الوزير الأميركي تشاك هاغل على أن الولايات المتحدة تدعم «وجهة نظر» الحكومة الكورية الجنوبية المؤيدة لإقامة علاقة ثقة مع الشمال. وخلال الحملة الانتخابية نأت رئيسة كوريا الجنوبية بارك جيون هاي بنفسها عن الموقف المتشدد الذي كان ينتهجه الرئيس السابق لي ميونغ باك في سياسته إزاء كوريا الشمالية، والذي علق المساعدة الإنسانية لبيونغ يانغ. لكن تولي بارك الرئاسة في كوريا الجنوبية تزامن في نهاية فبراير (شباط) الماضي مع التصاعد المفاجئ لغضب بيونغ يانغ بسبب صدور عقوبات الأمم المتحدة.