الجيش الحر ينسحب من القامشلي والنظام يقصف المسجد العمري في درعا

الإفراج عن 4 إيطاليين كانوا خطفوا في إدلب

TT

قصفت القوات النظامية أمس، مئذنة الجامع العمري في مدينة درعا، جنوب سوريا، مما أثار موجة من الغضب والاستنكار في صفوف السوريين. ويكتسب المسجد رمزية كبيرة بالنسبة للمعارضة بسبب احتضانه للمتظاهرين المعارضين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في الأيام الأولى للثورة. وإلى جانب صور المئذنة المدمرة، بث ناشطون على مواقع الإنترنت صورا تظهر دمارا كبيرا في بلدة الكرك بعد استهدافها بقذائف مدفعية الجيش النظامي.

ووصف عضو الائتلاف والمجلس الوطني أحمد رمضان قصف مئذنة الجامع العمري بالجريمة التي تضاف إلى جرائم النظام السوري التي ارتكبها في هذا الإطار. وكشف رمضان لـ«الشرق الأوسط» أن القوات النظامية قامت حتى الآن، وفقا لإحصائيات أعدتها المعارضة، «بتدمير 780 مسجدا بشكل جزئي أو كلي» مضيفا أن «معظم هذه المساجد تدمر ما يفوق الثلثين من أجزائها وبعضها يعود تاريخ بنائه إلى 1300 عام»، وأشار إلى أن «النظام قام باستخدام الطائرات والمدفعية والدبابات في ضرب المساجد إما أثناء الصلاة وخصوصا صلاة الجمعة أو بعد تحولها إلى مراكز لاحتضان النازحين ومشاف لمعالجة الجرحى». كما لفت إلى استخدام القوات النظامية لمآذن المساجد لوضع قناصة عليها لقنص الناس وقتلهم».

ووضع رمضان قصف مئذنة الجامع العمري في سياق الضربة التي مني بها النظام بعد تحرير الأحياء المحيطة بالمسجد بأكملها، ما دفعه إلى ارتكاب هذه الجريمة». وطالب منظمة العمل الإسلامي باتخاذ إجراءات فورية لإدانة هذه الجريمة ونزع عضوية النظام السوري من جميع مؤسساتها. وبالتزامن مع استهداف الجامع العمري ذكرت مصادر المعارضة أن القوات النظامية قصفت بالصواريخ بلدة الكرك في مدينة درعا. كما دارت اشتباكات عنيفة قرب بلدة خربة غزالة، حيث تحاول القوات النظامية استعادة أجزاء من الطريق الدولي «دمشق - درعا» كانت فقدتها مؤخرا.

أما في القامشلي، شمال شرق، والتي أعلن الجيش الحر أول من أمس، معركة تحريرها، أكد الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في المدينة ميرال مرادوا انسحاب جميع مقاتلي المعارضة منها حرصا على عدم تعرضها للقصف، وأضاف مرادوا أن «الجيش الحر تمكن من السيطرة على منطقة طرطب، عند مدخل القامشلي، إضافة إلى استيلائه على قرية الدبانة بعد اشتباكات مع القوات النظامية».

وفي حمص، وسط البلاد، والتي تتعرض أحياؤها المحاصرة لضربات يومية بالصواريخ والمدافع، استهدف قصف اليوم مدينتي الحولة وتلبيسة، في حين تواصل القوات النظامية محاولة اقتحام منطقة القصير، المتاخمة للبنان، وتشير مصادر المعارضة إلى وجود عناصر من حزب الله اللبناني يقاتلون إلى جانب قوات النظام السوري في هذه المناطق. ووفقا لشبكة «شام الإخبارية» ألقى الطيران الحربي 6 براميل على مدينة سراقب في محافظة إدلب، شمال سوريا، تبعها قصف مدفعي من معمل القرميد، مما أسفر عن مقتل 20 شخصا، بحسب حصيلة أولية وعشرات الجرحى منها حالات حرجة. وبث ناشطو الثورة شريطا مصورا يظهر أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد من المنطقة المستهدفة بالغارة، في حين يهرع جمع من الأشخاص لإنقاذ المصابين وانتشال الجثث. وعمد بعض الشبان إلى استخدام خراطيم المياه ودلاء صغيرة لإطفاء النيران المشتعلة في محال وسيارات كانت موجودة في عين الحدث. ويمكن في الشريط رؤية رجل يرتدي ملابس سوداء وهو يقول: «لا يوجد مياه، لا يوجد كهرباء، والآن يقصفنا بالصواريخ».

أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي السبت أنه تم الإفراج عن الصحافيين الإيطاليين الأربعة الذين كانوا خطفوا في سوريا. وفي إدلب أيضا، أفرج المقاتلون عن 4 صحافيين إيطاليين خطوا في مطلع هذا الشهر إثر تصويرهم لمعارك دون استئذان، ونقلت وسائل الإعلام الإيطالية عن مصادر تركية أن الصحافيين الأربعة انتقلوا إلى تركيا، وهم بحالة صحية جيدة.

أما في العاصمة دمشق، قال المجلس الأعلى لقيادة الثورة في دمشق وريفها إن القوات النظامية قصفت بالمدفعية الثقيلة حي جوبر في العاصمة دمشق، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري والحر في مدينة زملكا بالغوطة الشرقية في ريف العاصمة.

من جانب آخر أعلن الجيش الحر أنه تمكن من الاستيلاء على حاجز زملكا العسكري بعد قصف مركز بقذائف الهاون.