مخاوف من أعمال عنف وإرهاب قبل الانتخابات الباكستانية مايو المقبل

مقتل 9 أشخاص في انفجار بحافلة لركاب الضواحي في بيشاور

TT

في ظل استعداد المجتمع الباكستاني لإجراء الانتخابات البرلمانية المقرر عقدها يوم 11 مايو (أيار)، زادت أحداث العنف المتفرقة من حدة المخاوف من أن تشهد هذه الانتخابات موجة أخرى من أعمال العنف والإرهاب.

ومع بلوغ الجانب القانوني للعملية الانتخابية أشده، يتوجب على الحملات الانتخابية التي تقودها الأحزاب السياسية الرئيسية لجذب الناخبين أن تسرع من وتيرتها قليلا، لا سيما أن الحملة الانتخابية الحالية تتصف بالضعف في خضم خوض الأحزاب السياسية وقادتها معارك قانونية تحت أروقة المحاكم لإثبات أهليتهم كمرشحين في نظر القانون.

ووضعت لجنة الانتخابات الباكستانية معايير صارمة، في ضوء القوانين الحالية، للتدقيق في أوراق المرشحين والتأكد من تبرئة ساحتهم لخوض الانتخابات. وقد أفاد مسؤولون داخل لجنة الانتخابات أن اللجنة رفضت أوراق ترشيح أكثر من أربعة آلاف مرشح خلال عملية فحصها للأوراق.

وبرأت محكمة الانتخابات الباكستانية في وقت لاحق ساحة عدد من المرشحين رفيعي المستوى ممن رفض ترشيحهم في وقت سابق باستثناء الطعون المقدمة مثل السياسي والكاتب الصحافي المغمور أياز أمير والوزير الاتحادي السابق فيصل صالح حياة وزعيم المعارضة السابق في الجمعية الوطنية (البرلمان الباكستاني) شودري نزار علي خان.

وتم قبول أوراق ترشيح قادة مركزيين مثل نواز شريف وشقيقه شهباز شريف، بالإضافة إلى قبول ترشيح عمران خان، الذي تحول من لاعب كريكت إلى سياسي، وعالم الدين مولانا فضل الرحمن لخوض الانتخابات البرلمانية.

من ناحية أخرى رفض مسؤولو الانتخابات المحلية أوراق ترشيح رئيس الوزراء السابق رجا برويز أشرف. كما رفضت اللجنة الانتخابية قبول ترشيح عدد هائل من المرشحين على خلفية تأكيدات سابقة تتعلق بتزوير المؤهلات التعليمية لهؤلاء المرشحين وأسباب أخرى ذات صلة بانتقاد القوات المسلحة أو آيديولوجية باكستان الإسلامية.

ولم تكشف الأحزاب السياسية عن لائحة مرشحيها إلى الآن، انتظارا لاكتمال عملية فحص أوراق ترشيحهم. كما لم تبدأ الأحزاب السياسية الرئيسة حملاتها الانتخابية إلى وقتنا الحالي. وبدا حزب الشعب الباكستاني، الحزب الحاكم السابق، مترددا بشأن حملته؛ نظرا لمنع المحاكم الباكستانية الرئيس آصف علي زرداري من قيادة الحملة الانتخابية لحزبه والتي تتعارض مع مهام منصبه، ومن المفترض أن تكون الانتخابات نزيهة سياسيا.

وربما يقود بيلاوال بوتو، نجل رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بي نظير بوتو، الحملة الانتخابية لحزب الشعب الباكستاني. ولكن لا يبدو من المرجح أن يقدم بيلاوال على هذه الخطوة وفقا لتقارير صحافية في وسائل الإعلام المحلية تشير إلى تعرضه لتهديدات من الجماعات المتشددة.

وبالمثل هناك حزب سياسي آخر، وهو حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية بزعامة نواز شريف الذي لا يزال ينتظر عملية اكتمال فحص الأوراق لكي يمكنه إصدار قائمة بمرشحيه ومن ثم البدء في الحملة الانتخابية. وأخبر قيادي بارز في حزب الرابطة الإسلامية صحيفة «الشرق الأوسط» أن الحزب سوف يبدأ الحملة الانتخابية الرسمية خلال الأسبوع الثالث من أبريل (نيسان) الجاري.

ويؤكد خبراء أمنيون أن المخاوف الأمنية هي السبب الرئيسي وراء افتقار الحملة الانتخابية في باكستان للحيوية. وبات هذا أمرا واضحا في ضوء الهجمات المستمرة التي تستهدف مرشحي الانتخابات في باكستان. وقتل مرشح حزب الحركة القومية المتحدة فخر الإسلام، المرشح لمقعد الجمعية الوطنية بإقليم السند، في حيدر آباد يوم الخميس، وقد نجا أرباب أيوب جان، مرشح حزب عوامي الوطني، من هجوم وقع في مدينة بيشاور عند مرور سيارته قبيل لحظات من انفجار عبوة ناسفة زُرعت في دراجة في مكان قريب منها.

ويتوقع محللون استمرار افتقار الحملة الانتخابية للحيوية في جميع أنحاء باكستان، فيما عدا ولاية البنجاب، أكبر مقاطعة بالبلاد، والتي تراجعت فيها التهديدات الإرهابية وأعمال العنف خلال الأشهر الستة الماضية.

الى ذلك ذكر مسؤولون أن قنبلة كانت مخبأة في حافلة لركاب الضواحي انفجرت أمس في بيشاور بشمال غرب باكستان مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة 16 آخرين. وقال المتحدث باسم الشرطة جلال الدين خان لوكالة الأنباء الألمانية: «إن الانفجار وقع عندما كانت الحافلة تسير وسط سوق مزدحمة في ضاحية ماتاني، التي غالبا ما تستهدفها عناصر طالبان التي تنتشر في المنطقة القبلية المجاورة على طول الحدود الأفغانية». وقال عبد الحق وهو خبير تفكيك متفجرات قام بمعاينة الموقع: «جرى تفجير ما يصل إلى خمسة كيلوجرامات من المواد الناسفة باستخدام مؤقت زمني.. وزرعت القنبلة على سطح الحافلة باتجاه الجزء الخلفي».

وأعرب إقبال أفريدي، مدير مستشفى ليدي ريدينج الحكومية في بيشاور عن خوفه من أن ترتفع حصيلة القتلى بسبب حالة الكثيرين الحرجة. ويوجد ثلاث نساء بين الذين دخلوا المستشفى. وهناك تقارير متضاربة بشأن هدف التفجير. وقال مسؤولو الإنقاذ إن رجال الميليشيات المناهضين لطالبان بين الضحايا، ولكن الشرطة لم تؤكد هذا على الفور.

وكانت الحافلة متجهة إلى بلدة في أراضي بيشاور شبه القبلية.

وكانت عناصر طالبان قد هاجمت مركبات الركاب في السابق والتي دائما ما تستهدف أعضاء من ميليشيات قبلية تقاتل الحركة المتمردة المسلحة.