الوفد الكردي إلى واشنطن دعا إدارة أوباما إلى التزام الحياد في الأزمة بين أربيل وبغداد

يواصل لقاءاته مع كبار مسؤولي الإدارة والكونغرس

TT

واصل الوفد الكردي الذي يرأسه الدكتور فؤاد حسين ممثلا عن رئاسة إقليم كردستان لقاءاته مع قادة الإدارة الأميركية والتقى أمس توني بلينكن، مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأميركي، والسيناتور جون ماكين المعروف بصداقته للشعب الكردي. ودعا الوفد إدارة الرئيس باراك أوباما إلى التزام الحياد في الأزمة الحالية بين أربيل وبغداد.

ونقل مصدر مرافق للوفد في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن الوفد، الذي يضم أشتي هورامي وزير الموارد الطبيعية وفلاح مصطفى رئيس دائرة العلاقات الخارجية، أكد للجانب الأميركي خلال سلسلة اللقاءات التي جرت بالعاصمة الأميركية أن قيادة الإقليم لم تغلق باب الحوار مع بغداد رغم تعقيدات الأزمة السياسية الحالية، وأن رئيس الإقليم مسعود بارزاني تحديدا لم يرفض مبدأ الحوار إيمانا منه بأن الحوار المستند على الدستور ومبادئه الأساسية بالتوافق والشراكة والتوازن هو السبيل الوحيدة للتغلب على القضايا الخلافية في العراق، ولهذا أرسل هذا الوفد الكردي إلى أميركا لنقل وجهة نظر القيادة الكردية إلى الإدارة الأميركية، متطلعا إلى أن تقوم تلك الإدارة بدورها في المساهمة بإيجاد حلول للأزمة السياسية المستفحلة بالعراق ».

وأوضح رئيس الوفد للجانب الأميركي أنه إلى جانب الكثير من القضايا العالقة بين بغداد وأربيل والتي لا تريد الحكومة الاتحادية معالجتها، برزت قضايا أخرى في مناطق متعددة من العراق، فالمكون السني يتعرض إلى التهميش ولا يستطيع المشاركة في القرار السياسي، ومنذ ما يقرب من عدة أشهر والتظاهرات والاحتجاجات مستمرة ضد الحكومة الاتحادية في بغداد، وبعض الأطراف الشيعية تنتقد أداء الحكومة بصورة دائمة وتريد أن تمثل الحكومة كل المكونات في البلاد، ولذلك يجب على الحكومة الاتحادية عدم اللجوء إلى التكتيك والمراوغة في معالجة القضايا، بل يجب أن تكون لديها برامج واستراتيجيات لإنهاء الأزمات، وأن إقليم كردستان يريد معالجة المشكلات والقضايا مع بغداد عن طريق الحوار ووفقا للأسس الدستورية، خصوصا وأن هناك حالة تثير القلق من توسع موجة الاحتجاجات لتشمل غالبية مناطق العراق وتعقد الأزمات أكثر مما هو عليه. وأكد وفد الإقليم في اجتماعاته مع المسؤولين الأميركيين على أن بغداد لا يجوز أن تشكل تهديدا ضد أي طرف، بل يجب أن تكون مصدر اطمئنان وضمان للحقوق.

من جهته، نقل توني بلنكن تحيات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بارزاني وقال، كان من المفروض أن يشارك السيد جو بايدن اجتماعنا هذا، ولكن نظرا لانشغاله بمهام أخرى لم يتسن له الحضور. وأعرب بلنكن والمسؤولون الأميركيون الآخرون عن سعادتهم لتعرفهم على موقف إقليم كردستان عن كثب بخصوص القضايا المطروحة، وأكد التزام بلاده بدعم ومساندة عراق ديمقراطي وفيدرالي متحد وقال: «نتطلع إلى أن يلتزم جميع الأطراف بالدستور كمعالجة مناسبة للمشكلات الموجودة».

وفي اجتماع الوفد مع السيناتور جون ماكين، أكد الجانبان على ضرورة مواصلة العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين الطرفين. وبين ماكين أنه يشعر بوجود إرادة قوية لدى شعب كردستان للتقدم والتطور في كل زيارة له إلى أربيل، وقال: «أريد أن أطمئنكم بأن لديكم أصدقاء كثيرين داخل الكونغرس ومجلس الشيوخ، وإن الوضع المستقر والمتقدم لإقليم كردستان يحفزنا كي ندعمكم ونساندكم أكثر».

بدوره، دعا هورامي الحكومة الأميركية إلى التزام الحياد في تعاملها مع القضايا الخلافية بين بغداد وأربيل خاصة في ما يتعلق بتوجه الإقليم لتصدير النفط مباشرة عبر تركيا. وتعارض الولايات المتحدة العقود النفطية التي أبرمتها حكومة الإقليم مع تركيا. وقبل لقاء أعضاء الوفد مع مسؤولي الإدارة الأميركية دعا هورامي في تصريحات أوردتها وكالة «أسوشييتد برس» إدارة الرئيس باراك أوباما إلى عدم الانحياز لطرف ضد آخر وقال، إن «نصيحتنا لهم (المسؤولين الأميركيين) كانت دائما ألا يتدخلوا في تفسير الدستور (العراقي) الذي تصر أربيل على أنه يجيز لها الدخول في تعاقدات خارجية».

وفي لقاء آخر اجتمع وفد إقليم كردستان بسفير جمهورية تركيا لدى الولايات المتحدة الأميركية نامق تان. وفي اللقاء جرى بحث العلاقات القائمة بين الجانبين وآليات تمتين وتعزيز هذه العلاقات أكثر في المجالين الاقتصادي والتجاري من أجل خدمة مصالح الشعبين الحالين. كما تم التطرق إلى الوضع السياسي العراقي والوضع الراهن في سوريا ووضع اللاجئين السوريين في إقليم كردستان وموقف المجتمع الدولي إزاء هذه القضية.