بقائمة مماثلة تضمنت أسماء من أدرجتهم ضمن الشخصيات المحظور دخولها إلى الأراضي الروسية، ردت موسكو على القائمة التي أعلنتها الولايات المتحدة وتضمنت أسماء 18 من كبار رجال الدولة الروسية الذين تحظر الولايات المتحدة دخولهم الأراضي الأميركية إلى جانب تجميد حساباتهم في البنوك الأميركية.
وقالت مصادر الخارجية الروسية إن القائمة تضم 18 اسما أميركيا، شأن القائمة الأميركية، وإن أشارت إلى وجود قائمة سرية تتضمن أسماء أخرى ترد بها موسكو على القائمة السرية نفسها التي أشارت المصادر الأميركية إلى وجودها. وكشفت المصادر في موسكو أن القائمة الروسية تضم 14 من القضاة ورجال النيابة العامة الأميركيين من المسؤولين عن محاكمات مواطنيها الذين جرى اختطافهم ونقلهم إلى الولايات المتحدة، مثل تاجر السلاح فيكتور بوت الذي حكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاما بتهمة محاولة تهريب الأسلحة إلى ثوار أميركا اللاتينية، إلى جانب عدد من الشخصيات المشتبه في تورطها في انتهاكات لحقوق الإنسان في معسكر غوانتانامو ومنهم ديفيد ادينغتون مدير مكتب نائب الرئيس الأميركي خلال الفترة 2005 – 2008، وجون يو المستشار القانوني خلال الفترة 2001 - 2003، واثنان من القيادات العسكرية للقاعدة.
وفي بيانه الذي أعلنه أمس تعليقا على إصدار «قائمة ماغنيتسكي» قال ألكسندر لوكاشيفيتش، الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية، إنه من الملاحظ وللأسف أن الجانب الأميركي، الذي وصفه بـ«السخيف»، نشر أسماء مواطنين روس قال إنه وبموجب «قانون ماغنيتسكي» يطبق عليهم العديد من القيود المالية إلى جانب حظر دخولهم إلى الأراضي الأميركية. وأضاف لوكاشيفيتش أن موقف روسيا المبدئي من هذه الخطوة غير الودية معروف جديا، مشيرا إلى أن «موسكو تعتبر مثل هذا الإجراء موجها ضد العلاقات الثنائية والثقة المتبادلة، وهذا بضغط من جانب بعض أعضاء الكونغرس ممن يكنون الكراهية لروسيا».
وكشف المتحدث باسم الخارجية الروسية عن نشر قائمة مماثلة بأسماء المواطنين الأميركيين الذين قال إنهم متورطون في انتهاك حقوق وحريات المواطنين الروس بموجب القانون الصادر عن مجلس الدوما الروسي ردا على «قانون ماغنيتسكي». ولفت المتحدث باسم الخارجية الأنظار إلى أن القائمة الروسية تضم بالدرجة الأولى أشخاصا متورطين في ما وصفه بمحاولة إضفاء الشرعية على عمليات التعذيب في معسكرات غوانتانامو والاعتقال غير المحدد الأجل للسجناء هناك، إضافة إلى المتورطين في اعتقالات واختطاف مواطنين روس في دول ثالثة والعبث بحياتهم وصحتهم. وشدد لوكاشيفيتش على أن «حرب القوائم» ليست خيارا روسيا، لكن موسكو ليس أمامها سوى أن ترد على الابتزاز الصريح. ودعا المتحدث الروسي في بيانه السياسيين في واشنطن إلى إدراك أنه لا مستقبل لمحاولات بناء العلاقات مع روسيا انطلاقا من الضغوط وتقديم النصائح.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية أعلنت الجمعة أنها فرضت عقوبات اقتصادية على 16 روسيا - مدعين ومحققين ومفتشي ضرائب - لتورطهم المفترض في وفاة المحامي ماغنيتسكي واثنين من الشيشانيين بسبب انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان. وقد فرضت هذه العقوبات بموجب قانون أميركي صادر في ديسمبر (كانون الأول) 2012 يستهدف الأشخاص المتورطين في وفاة سيرغي ماغنيتسكي وكذلك كل شخص مسؤول عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في روسيا. وبموجب «لائحة ماغنيتسكي»، تجمد الأرصدة التي يملكها هؤلاء الأشخاص على الأراضي الأميركية، وأرصدة كل مواطن أميركي يقيم علاقات تجارية معهم، وتفرض عليهم عقوبات جزائية. وسيمنع الأشخاص المستهدفون من الحصول أيضا على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة. وقد توفي المحامي المعروف بمحاربة الفساد في روسيا سيرغي ماغنيتسكي عن 37 عاما بأحد سجون موسكو في 2009 بعد تعرضه للتعذيب.