مناضلون في «جبهة التحرير» الجزائرية يناشدون بلخادم العودة إلى قيادتها

الحزب يغيب عن مناقشة أهم الملفات ضمنها تعديل الدستور

TT

ناشد مناضلون في حزب الأغلبية بالجزائر «جبهة التحرير الوطني»، عبد العزيز بلخادم إلى الترشح للأمانة العامة بعد شهرين ونصف من سحب الثقة منه. ويوجد الحزب الأهم في البلاد من دون رأس على أعتاب مواعيد سياسية هامة، ويواجه أطره صعوبة كبيرة في إيجاد خليفة لبلخادم.

ودعا 100 مناضل في الحزب المسمى «عتيدا»، بلخادم إلى الترشح لقيادته من جديد «لتحريك عجلة الحزب المتوقفة، ولمواصلة الإنجازات الباهرة والانتصارات السياسية التي حققها تحت قيادتكم»، في إشارة إلى حصول «جبهة التحرير» على أغلبية الأصوات في انتخابات البرلمان التي جرت في مايو (أيار) الماضي، وانتخابات المجالس البلدية والولائية التي جرت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وذكر هؤلاء المناضلون في رسالة موجهة لبلخادم حملت توقيعاتهم، أنهم «دققوا في الأسماء المرشحة لتولي شرف قيادة الأمانة العامة. وإن كنا لا ننقص من وزنها، فإننا نعتقد بأن حساسية الظرف وثقل المنصب وجسامة المسؤولية وعظم الرهانات التي تنتظر الجزائر، يجعلنا نناشد فيكم حسكم الوطني وغيرتكم على حزبكم وخبرتكم الطويلة ورصيدكم النضالي العميق، وتفانيكم في مهامكم الكثيرة التي توليتموها منذ رئاستكم البرلمان (1992)، وتعيينكم وزيرا للخارجية (2000 - 2005)، ثم رئيسا للحكومة (2006 - 2008)، وأخيرا ممثلا شخصيا لرئيس الجمهورية».

وجمع حزب الأغلبية هيئاته في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، لطرح مسألة سحب الثقة من بلخادم عبر صندوق الانتخاب بسبب اتساع دائرة المطالبين باستقالة الأمين العام السابق، بذريعة أنه «يستعدي الحكومة». وصوت 160 عضوا في «اللجنة المركزية» (أعلى هيئة في الحزب) على سحب الثقة منه، فيما صوت 156 عضوا لصالح بقائه أمينا عاما. وانسحب بلخادم من القيادة، وصرح للصحافة بأن قوانين الحزب لا تمنعه من الترشح من جديد ليعود إلى منصبه. لكن معارضيه ضمن «كتلة الوزراء» الذين يمثلون الحزب في الحكومة، وضمن ما عرف بـ«حركة تقويم وتصحيح جبهة التحرير»، يرفضون الحديث عن عودته، وراهنوا على «حكيمهم» القيادي عبد الرزاق بو حارة، في أعقاب سحب الثقة من بلخادم ليكون قائدا جديدا. غير أن الموت غيب بوحارة، مما أوقعهم في ورطة حقيقية.

وتطرح عدة شخصيات بارزة في الحزب حاليا نفسها بديلا لبلخادم، أهمها عمار سعداني، رئيس البرلمان الأسبق، وعبد العزيز زياري، وزير الصحة، ورشيد حراوبية، وزير التعليم العالي، وعبد الكريم عبادة، رئيس «حركة تقويم الجبهة». ولكن لا أحد من هؤلاء يحقق إجماعا حول ترشيحه، مما أخر انعقاد دورة «اللجنة المركزية» لانتخاب أمين عام جديد إلى أجل غير معلوم.

وغابت إسهامات الحزب في المدة الأخيرة، عن قضايا هامة أبرزها تعديل الدستور، وتكليف خمسة خبراء في القانون لصياغة النص الدستوري الجديد. إذ إن كل الأحزاب تقريبا، أبدت موقفا من الموضوع إلا «جبهة التحرير» التي كانت عام 2007 سباقة إلى رفع مقترحات إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تتعلق بتعديل الدستور. ويعتبر بلخادم من أكثر الشخصيات في البلاد تعاطيا مع الملفات الهامة، واسمه متداول للترشح لانتخابات الرئاسة المنتظرة ربيع العام المقبل.