الحركة الشعبية في شمال السودان تدعو المواطنين لإخلاء عاصمة جنوب كردفان

المتحدث باسم الحركة لـ«الشرق الأوسط»: النظام يستخدم المدنيين دروعا بشرية

TT

دعت الحركة الشعبية في شمال السودان التي تخوض حربا ضد الحكومة السودانية منذ عامين مواطني مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان إلى الخروج منها للحفاظ على أرواحهم، في إشارة إلى إمكانية دخولها، فيما وصف متمردون في دارفور دعوة قيادات المؤتمر الوطني الحاكم لتبني أسلوب تقسيم الغنائم لدعم الجيش الحكومي في حربه ضد المتمردين في دارفور بأنها موجة جديدة لجرائم الإبادة الجماعية تنوي الحكومة القيام بها، وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال للرئيس السوداني عمر البشير لاتهامه بارتكاب جرائم إبادة في دارفور الذي يشهد حربا أهلية منذ عشر سنوات.

وأصدر الرئيس السوداني عمر البشير في وقت متأخر من مساء أول من أمس مرسوما عين آدم محمود جار النبي واليا مكلفا لولاية جنوب دارفور في خطوة مفاجئة لمواجهة الحرب التي تدور في هذا الإقليم المضطرب لأكثر من عشر سنوات، وقد أعلن متمردو حركة تحرير السودان فصيل مني اركو مناوي عن أن قواتهم تبعد أقل من (10) كلم من مدينة نيالا عاصمة الولاية وثاني أكبر مدن إقليم دارفور.

من جهته ناشد المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية في شمال السودان ارنو نقوتلو لودي مواطني مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان للخروج منها، بعد يوم من قصف الجيش الشعبي للمدينة ومقتل ثلاثة مواطنين، وقال إن دعوة حركته للمواطنين جادة حتى لا يستخدمهم المؤتمر الوطني الحاكم دروعا بشرية في الحرب التي تشهدها الولاية منذ أكثر من عامين، نافيا أن يكون هجوم قواته محاولة منها لإفساد زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى جوبا عاصمة دولة جنوب السودان أول من أمس الجمعة، وقال «الجيش الحكومي ظل يقصف المدنيين في مناطق دارفور، النيل الأزرق وجبال النوبة طوال الشهر الماضي وما زال يواصل عمليات القصف الجوي وحرق القرى»، وأضاف «نحن نقوم بالدفاع عن مواطنينا ونرد على القوات الحكومية بقصفها ولكنها تحتمي وسط مساكن المدنيين بتوزيع معسكرات الجيش داخل الأحياء»، وأردف قائلا «لذلك ندعو المواطنين لإخلاء مدينة كادوقلي حتى لا يستخدمهم الجيش رهائن ودروعا بشرية».

وقال لودي لـ«الشرق الأوسط» إن القوات الحكومية ظلت تقصف مواقع قواته طوال يومي الخميس والجمعة الماضيين في جنوب كردفان حيث يوجد الآلاف من النازحين الذين فروا من قراهم بعد قصف الحكومة لهم، وأضاف «يوم الخميس تحركت قوات المؤتمر الوطني من حامية تلودي وتم صدها وتشتيتها بواسطة الجيش الشعبي ويوم الجمعة قامت قوه كبيرة من منطقة الرصيرص وهي إحدى النقاط الخارجية لمدينة كادوقلي بالعدوان ومحاولة الاستيلاء على المناطق التي يسيطر عليها الجيش الشعبي»، مشيرا إلى أن الهجوم الأخير تم في تزامن مع زيارة البشير إلى جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، وقال إن الحكومة كانت تسعى إلى أن تنقل أخبارا سارة للبشير خلال وجوده في جوبا، وتابع «لكن خاب فألهم فقد تمكنت قواتنا من صد الهجوم وتشتيت قوات النظام وقصفت قواتنا المرابطة على مشارف كادوقلي معسكر الجيش»، وقال إن قواته لقنت الجيش الحكومي درسا بليغا في مدينتي كادوقلي وتلودي.

ورحب لودي بإعلان رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت المساهمة في حل القضية السودانية، وقال إن حركته سبق أن رحبت بمساهمة جوبا ولكن الخرطوم رفضت ذلك، مجددا استعداد حركته لوقف العدائيات لفتح ممرات آمنة وتقديم المساعدات الإنسانية وأنها يمكن أن تتوصل إلى اتفاق سياسي شامل وفق قرار مجلس الأمن الدولي (2046) وبإشراف الآلية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي، وأضاف «يجب إشراك القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وعقد مؤتمر دستوري وترتيبات انتقالية جديدة»، وقال «الحرب لم تكن خيارنا وإنما هي خيار المؤتمر الوطني الحاكم وأي عدوان وتحرك عسكري من قواته وميليشياته سيجد الرد في المكان والزمان المناسبين».

إلى ذلك وصف عبد الله مرسال المتحدث باسم حركة تحرير السودان فصيل مني اركو مناوي تصريحات الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية الزبير أحمد حسن في البرلمان التي دعا فيها لتبني سياسة حرب الغنائم لدعم الجيش الحكومي في دارفور بأنها مرحلة جديدة لجرائم الإبادة الجماعية في الإقليم، وقال إن حركته تتوقع أن يقحم النظام مرتزقة من تنظيم القاعدة في الحرب الدائرة في الإقليم.

وكان الأمين العام للحركة الإسلامية عضو البرلمان السوداني الزبير أحمد حسن قد دعا في جلسة مداولات في البرلمان الأسبوع الماضي إلى تبني إعطاء نسبة من غنائم الحرب للجيش من أجل صنع جيش بشروط إسلامية (مجاهدين) ردا على وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين حول إيجاد حلول لضعف مرتبات الجيش.