عائلة ثاتشر: نستعد لأسبوع قاس ومدمع

بعد باريس.. جدل آخر في مدريد حول إطلاق اسم رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة على شارع

كارول ابنة رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة تتحدث للصحافيين أمام منزل العائلة في لندن أمس (أ.ف.ب)
TT

قدمت ابنة رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت ثاتشر، أمس، الشكر للذين قدموا لها الدعم بعد وفاة والدتها الاثنين الماضي، قائلة إن الأسرة تستعد لأسبوع قاس ومدمع، في إشارة إلى الأسبوع المقبل الذي ستنظم فيه جنازة الفقيدة.

وقالت كارول في بيان تلته أمام منزل الأسرة في لندن بينما كان شقيقها مارك يتابع الحديث: «ما أود أن أقوله هو أنني أشعر تماما مثل أي أحد فقد والدته. إنها علامة بالغة الحزن ومثيرة للأفكار في الحياة. والدتي قالت لي ذات مرة كارول أعتقد أن مكاني في التاريخ مضمون». وأضافت: «الإشادات العظيمة التي صدرت الأسبوع الحالي والكلمات الرائعة للرئيس (الأميركي باراك) أوباما وآخرين من الزملاء الذين عملوا بجانبها في وقت من الأوقات أثبتت أنها كانت على حق فيما قالت».

وعبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن حزنه يوم الاثنين الماضي لوفاة ثاتشر قائلا إن بلاده «فقدت صديقا حقيقيا عزز العلاقات الأميركية مع بريطانيا وساعد في كسب الحرب الباردة».

وعبرت كارول عن شكرها لكل الذين قدموا لها إشاداتهم الشخصية ودعمهم. وقالت في البيان قبل أن تقف لالتقاط صور لها: «أتقدم بشكر شخصي كبير لكل من أرسل لي رسائل تعزية ودعم؛ فقد أعطتني هذه الرسائل القوة. لكني أعرف أنه سيكون أسبوعا قاسيا وممتلئا بالدموع حتى بالنسبة لابنة المرأة الحديدية. أشكركم شكرا جزيلا».

وستبدأ جنازة ثاتشر الأربعاء المقبل بموكب عبر شوارع لندن إلى كاتدرائية سان بول.

وبينما يتواصل الجدل في بريطانيا حول الإرث السياسي لـ«المرأة الحديدية»، نشب خلاف بين أعضاء المجلس البلدي لمدينة مدريد بعد مطالبة رئيسة بلدية العاصمة، آنا بوتييا، بإطلاق اسم الفقيدة على أحد شوارع المدينة. وكان مثل هذا الجدل قد أثير أيضا بعد صدور مقترح بإطلاق اسم ثاتشر على شارع بباريس.

ومن المقرر التصويت على مشروع القرار في الجلسة التي ستعقدها بلدية مدريد يوم 24 من الشهر الحالي، ومن المحتمل أن يحصل المشروع على الموافقة؛ لأن الحزب الشعبي صاحب المشروع يسيطر بالأغلبية المطلقة على مقاعد أعضاء البلدية. أما الأحزاب الأخرى، مثل الحزب الاشتراكي وتجمع اليسار المتحد وحزب التجمع من أجل التقدم والديمقراطية، فقد رفضت المشروع. وجاء على لسان خايمي ليسابيتزكي، عن الحزب الاشتراكي، أن عدم الموافقة على هذه الفكرة يأتي من أن ثاتشر «لم تسكن في مدريد».

وأعرب ديفيد أورتيغا، الناطق الرسمي باسم حزب التجمع من أجل التقدم والديمقراطية، عن قلقه لهذا المشروع؛ لأنه «يشكل اتجاها نحو تسييس أسماء الشوارع». وأضاف أن ثاتشر «شخصية ليس لها علاقة على الإطلاق مع مدريد»، ورفض الفكرة أيضا الناطق الرسمي باسم تجمع اليسار المتحد أنخيل بيريث.

وبالمقابل تقدمت هذه الأحزاب بأسماء شخصيات إسبانية بدل اسم مارغريت ثاتشر، مثل الفنانة سارة مونتييل، التي توفيت في يوم وفاة ثاتشر نفسه، وهي فنانة مشهورة داخل إسبانيا وخارجها، أو المفكر خوسيه لويس سامبدرو الذي توفي هو الآخر في اليوم نفسه، أي يوم 8 أبريل (نيسان)، وهو أيضا من الشخصيات الفكرية المعروفة عالميا.

أما رئيسة الحكومة المحلية لإقليم مدريد، آنا بوتييا، المتحمسة لفكرة إطلاق اسم رئيسة الوزراء البريطانية السابقة على أحد الشوارع، فقد أعلنت أن ثاتشر «كانت ذات إرادة واضحة في السياسة بعيدة عن العقد.. وبفوزها في الانتخابات عام 1979 أثبتت أنه، في حالة تكافؤ الفرص، فإن النساء يستطعن أن يصلن بعيدا في المجال السياسي.. وبفضلها فإن كثيرا من النساء عرفن أن لهن مكانا في السياسة». وعلق أحد المعارضين: «يصيبني الخجل أن أقول إنني أقيم في شارع ثاتشر».

وكانت دعوة مماثلة لإطلاق اسم البارونة ثاتشر على شارع بباريس قد أثارت انقساما بين أعضاء المجلس البلدي للعاصمة الفرنسية، وخلافا في الرأي بين ممثلي اليمين واليسار. ووردت الفكرة، الثلاثاء الماضي، على مدونة جيروم دوبوس، المستشار في المجلس البلدي عن حزب تجمع الحركة الشعبية (يمين). وكتب دوبوس أنه سيقترح الفكرة على المجلس في اجتماعه المقبل المقرر في 22 من الشهر الجاري. لكن إيان بروسا، رئيس المجموعة الشيوعية في المجلس الاستشاري لباريس، رد ساخرا بأن اليمين الذي يفتقر إلى شخصية قيادية يريد أن يبحث عن «ساحرته الطيبة» في الماضي، ومن وراء بحر المانش. وأصدر بروسا بيانا ندد فيه بسياسة ثاتشر التي «أضرت بالطبقات الشعبية».