غارات تستهدف قريتين كرديتين بالحسكة.. والمعارضة تحمل النظام مسؤولية استهداف «العمري»

دمشق: سيارة «إرهابية» استهدفت مركزا أمنيا بحلب وأوقعت 18 جريحا بينهم 3 صحافيين

TT

في تطور لافت أمس، شنت القوات السورية النظامية، غارات جوية على قريتين كرديتين متجاورتين في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، وفق ما أعلنه ناشطون معارضون، مما أدى إلى مقتل قرابة 26 شخصا وجرح عشرين آخرين على الأقل.

وذكر ناشطو «شبكة شام» المعارضة أن الغارة أسفرت عن سقوط 17 قتيلا في قرية تل حداد الكردية وإصابة 20 جريحا، بينما قتل 9 آخرون وأصيب عدد من الجرحى، في قرية مجاورة. وتقع البلدتان، جنوب مدينة القحطانية بمحافظة الحسكة.

وفي سياق متصل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 16 شخصا على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال وسيدتان، قتلوا في الغارة التي استهدفت تل حداد.

وفي مدينة حلب، كبرى مدن الشمال السوري، استهدف مقاتلون معارضون أمس حاجزا نظاميا في حي الفرقان، غرب المدينة، وفق ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، مما أدى إلى إصابة 18 شخصا بجروح بينهم ثلاثة صحافيين سوريين. وأعلن التلفزيون السوري الرسمي أن «هجوما انتحاريا» استهدف مركزا أمنيا في مدينة حلب، مما أسفر عن إصابة مراسله في حلب شادي حلوة والمصورين يحيى موصللي وأحمد سليمان في «عمل إرهابي جبان»، قال إنه «كان محاولة هجوم بسيارة مفخخة يقودها إرهابيان انتحاريان على أحد المراكز الأمنية بحلب، وتم قتل الإرهابيين وإصابة 18 بينهم فريق الأخبار».

وأوضحت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن عناصر من القوات النظامية «اعترضوا سيارة الإرهابيين المفخخة قبل نحو 500 متر من المقر الأمني، وتمكنوا من قتل أحد الانتحاريين، بينما قام الآخر بتفجير السيارة»، من دون أن تحدد المركز الأمني المستهدف.

وتزامن هذا الهجوم مع إعلان «الجيش السوري الحر» السيطرة على حاجز استراتيجي في مدينة القصير في حمص، المجاورة للحدود اللبنانية، وذلك بعد اشتباك مع حزب الله. وأكد قياديون في «الجيش الحر» استهداف مواقع تابعة لحزب الله داخل الأراضي السورية في القصير، لا سيما قرى زيتة والعقربية وحاويق والفاضلية ومواقع له خارج سوريا من جهة الحدود اللبنانية، عقب اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وعناصر من قوات النظام وحزب الله وصفها ناشطون بأنها «الأعنف منذ بدء الثورة السورية».

ويواصل «الجيش الحر» اتهام عناصر من حزب الله بالقتال في سوريا إلى جانب القوات النظامية، ويشيع الحزب بين الحين والآخر عناصر حزبية وسط تكتم شديد، يعلن أنهم قضوا خلال أداء «واجبهم الجهادي». وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد برر في وقت سابق مشاركة عناصر من حزبه بالقتال في سوريا بقوله إنهم يدافعون عن القرى الشيعية الحدودية.

إلى ذلك، اتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتدمير مئذنة الجامع العمري، في مدينة درعا، الواقعة جنوب سوريا، وهو ما أثار غضب السوريين نظرا لما يتمتع به الجامع من قيمة دينية وأثرية، حيث يعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع الميلادي، عدا رمزية هذا الجامع، باعتبار أن أولى شرارات الثورة السورية انطلقت منه في منتصف شهر مارس (آذار) 2011.

وبث ناشطون معارضون على الإنترنت أمس أشرطة مصورة تظهر تعرض مئذنة الجامع الأثري للقصف قبل أن تهوي وتتحطم. وأعلن «المجلس الوطني السوري» أن «نظام الهمجية» قصف بالدبابات مئذنة الجامع العمري، ليصيب «مكانا حافلا بالرموز الحضارية والروحية والإنسانية»، موضحا أن المئذنة هي المكان الأول الذي «احتضن الثورة السورية وهي في مهدها، ومن أبوابه خرجت الموجة الأولى من تظاهرات العزة والكرامة، وعلى جدرانه سقط أول الشهداء، وعلى بساطه عولج أول الجرحى».

وشدد المجلس، في بيان صادر عنه، على أن هذه «الجريمة النكراء» تزيد لدى السوريين «العزم على الخلاص من نظام لا يمت إلى الحضارة والإنسانية بصلة»، داعيا «كل عربي ومسلم وكل من ينتمي إلى الحضارة الإنسانية إلى مواجهتها بالغضب والاستنكار الشديد والإدانة الصادقة».

من ناحيتها، وصفت «لجان التنسيق» المحلية في سوريا هذا العمل بـ«الهمجي» لأنه يضيف «جريمة جديدة لقائمة جرائم بشار الأسد الذي لم يدمر أحجارا فقط، إنما دمر تراثا دينيا وتاريخيا يعتز به الشعب السوري». وأشارت إلى أن «الأسد وفريقه الإجرامي باتوا يشكلون خطرا جديا على كل الوجود الحضاري والإنساني على الأرض السورية، ومن حق السوريين الدفاع وبكل الوسائل الممكنة، عن هذا الوجود وجميع ما ينبع عنه من مفاهيم عميقة وقيم كبرى».

ميدانيا، عاودت القوات النظامية أمس قصفها العنيف على أحياء القابون ومخيم اليرموك وجوبر والقدم والحجر الأسود في أطراف دمشق، مستخدمة المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وسط اشتباكات عنيفة، فيما أفاد ناشطون معارضون «استمرار وصول التعزيزات العسكرية إلى مدخل مدينة داريا».

ونجحت القوات النظامية أمس في فك الحصار عن معسكرين كبيرين في محافظة إدلب هما وادي الضيف والحامدية، حيث كان مقاتلو المعارضة يحاصرونهما منذ أشهر. وذكر المرصد السوري أن «القوات النظامية فكت الحصار عن المعسكرين، إثر التفاف جنود القوات النظامية في بلدة صهيان على مقاتلي الكتائب المقاتلة في بلدة بابولين». وأفاد بتوجه شاحنتين عسكريتين «تحملان مواد غذائية وجنودا نظاميين، من صهيان إلى معرحطاط، وذلك للمرة الأولى منذ شهرين». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن قوله إن القوات النظامية «باتت تسيطر على هضبتين على جانبي الطريق الدولي في بابولين وحيش، مما أتاح لها إرسال إمدادات للمعسكرين الواقعين إلى الشمال من البلدتين المذكورتين».