مصر: بابا الأقباط ينهي اعتكافه اليوم ويتلقى غدا العزاء في ضحايا الأحداث الطائفية

مجلس الشورى شكل لجنة لدراسة ملف الاحتقان في البلاد

TT

يعود البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية إلى المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية في العاصمة المصرية اليوم (الاثنين) بعد أن أنهى اعتكافه في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون (100 كيلومتر شمال غربي القاهرة)، فيما وافقت لجنة الدفاع والأمن القومي، بمجلس الشورى، على تشكيل لجنة لدراسة ملف الاحتقان الطائفي في مصر، على أن تضم في تشكيلها عناصر تمثل كل التيارات، دون إعلان عنها «حتى تعمل دون ضغوط».

وقالت مصادر كنسية بالمقر البابوي لـ«الشرق الأوسط» إن «البابا تواضروس الثاني سيزور عائلات ضحايا ومصابي الأحداث الطائفية التي وقعت الأسبوع الماضي بمنطقة الخصوص بالقليوبية ومحيط الكاتدرائية المرقسية، كما ستقيم الكاتدرائية عزاء رسميا للضحايا يوم غد الثلاثاء».

ولقي ثمانية أشخاص، بينهم مسلم واحد، مصرعهم وأُصيب العشرات في اشتباكات طائفية شهدتها منطقة الخصوص بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة) وامتدت إلى محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية مطلع الأسبوع الماضي.

وأشارت المصادر إلى أن وفدا يضم عددا من مستشاري الرئيس المصري محمد مرسي سيزور الكاتدرائية للقاء عدد من الأساقفة لبحث سبل حل الأزمة الأخيرة والعمل على منع تكرار الحوادث الطائفية، قائلة إنه «من المستبعد أن يلتقي البابا تواضروس الثاني بوفد الرئاسة.. غالبا سيعهد بتلك المهمة لعدد من الأساقفة من كبار معاونيه».

وأكدت المصادر أن البابا تواضروس سيلقي عظته الأسبوعية في موعدها المعتاد يوم بعد غد (الأربعاء)، بعد أن تم إلغاؤها الأسبوع الماضي بسبب الأحداث الطائفية.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن المجلس الملي بالكنيسة الأرثوذكسية، وهو ثاني أعلى هيئة بها، بعد المجمع المقدس، ويعنى بالشؤون الإدارية، سيجتمع اليوم الاثنين برئاسة البابا تواضروس الثاني لمتابعة آخر تطورات أحداث العنف الطائفي بالخصوص والكاتدرائية، مشيرا إلى أن أعضاء الشؤون القانونية بالمجلس يتابعون تطورات القضية، وقدموا بلاغات للسلطات القضائية بشأن الاعتداء على الكاتدرائية.

وكان البابا تواضروس الثاني، قد انتقد في تصريحات له الأسبوع الماضي، تعامل الحكومة مع الوضع الأمني خلال أحداث الخصوص والاعتداء على الكاتدرائية المرقسية، قائلا إن الموضوع بالنسبة له «مؤلم جدا، وغريب على المجتمع»، كما انتقد بابا الأقباط الأرثوذكس الجهات الأمنية معتبرا أنها لم تقم بدورها، وقال إن هناك «شبهة تقصير، وإن الوضع كان يمكن السيطرة عليه لو كان هناك قرار صائب في توقيت صائب، لكن هناك حالة عدم استقرار وتسيب بسبب رخاوة القانون».

إلى ذلك، قرر قاضي المعارضات بمحكمة شمال القاهرة بالعباسية أمس تجديد حبس 10 متهمين من المقبوض عليهم في أحداث الكاتدرائية لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات. ووجهت النيابة الاتهام لهم بقتل شخصين والشروع في قتل العشرات وإحداث تلفيات بالكاتدرائية، لكن المتهمين العشرة (بينهم 4 أقباط) أنكروا ارتكابهم الواقعة. وقال المتهمون الأقباط إنه أثناء تشييع جثامين ضحايا أحداث الخصوص فوجئوا بمجهولين يطلقون قنابل مولوتوف وخرطوشا تجاه الجنازة مما دفعهم إلى الاحتماء داخل الكاتدرائية، بينما قال المتهمون المسلمون، إنهم تدخلوا لحماية الأقباط أثناء تلك الواقعة.

ومن جانبها، وافقت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى أمس على تشكيل لجنة لدراسة ملف الاحتقان الطائفي في مصر، على أن تشكل من عناصر تمثل كل التيارات، وتكون من أسماء غير معلنة في التلفزيون، ووسائل الإعلام حتى تعمل دون ضغوط.

وقال الدكتور سعد عمارة، وكيل اللجنة، إن اللجنة المصغرة ستتولى بحث المشاكل والحلول ووضع جدول زمني لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وعرض ما تم التوصل إليه على لجنة الأمن القومي وحقوق الإنسان، ثم يتم رفع المشروع الذي يتم التوصل إليه لرئيس المجلس لرفعه للرئاسة.