الرئيس الإيراني يلتقي رئيس «الشورى» العماني ويحذر من «مؤامرات الأعداء»

لاريجاني يحث على تنفيذ مشروع نقل الغاز الإيراني إلى السلطنة

TT

يواصل رئيس مجلس الشورى العماني خالد بن هلال بن ناصر المعولي زيارته إلى طهران التي بدأها ظهر أول من أمس لبحث العلاقات بين البلدين ومناقشة أوضاع المنطقة. والتقى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مساء المسؤول العماني وقال خلال اللقاء إن التعاون الثنائي بين مسقط وطهران بإمكانه أن يؤدي إلى «تعزز السلام والأمن ف المنطقة».

وأشار الرئس الإيراني إلى ما سماه «العلاقات العمقة والتارخة بن البلدن والشعبن الإيراني والعماني»، وقال: «بما أن العلاقات بن البلدن مبنة عل أسس عقائدة ودنة وقلبة فإنها راسخة ومستحكمة وإن هذه العلاقات تترسخ وتتوسع وما بعد وم».

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن الرئيس الإيراني قوله إن «التعاون بن البلدن ف الظروف الحالة الت صر الأعداء على أن فصلوا بن الشعوب من خلال إثارة الصراعات والخلافات، أمر ضروري أکثر من السابق وأن البلدن بإمکانهما إحباط مؤامرات الأعداء في المنطقة عبر التعاون المشترك»، مضيفا أن «الإمکانات والطاقات الموجودة ف البلدن تؤکد أن إران وعمان بإمکانهما أن تترکا تأثرات مفدة وفاعلة لإحباط هذه المؤامرات».

ويتمتع البلدان بعلاقات طيبة بخلاف العلاقات بين طهران ومعظم دول مجلس التعاون الخليجي التي تتسم بالتوتر. كما كانت سلطنة عمان قد توسطت لإطلاق سراح ثلاثة سياح أميركيين عام 2011 كانوا قد دخلوا الأراضي الإيرانية عن طريق إقليم كردستان العراق بالخطأ واتهمتهم طهران بالتجسس.

وكان مجلس التعاون أعرب في بيان في ختام قمته الأخيرة التي عقدت في البحرين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن رفضه «واستنكاره لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون».

وطالب قادة دول المجلس إيران «بالكف فورا ونهائيا عن هذه الممارسات، وعن كل السياسات والإجراءات التي من شأنها زيادة التوتر، وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة». وجدد القادة التأكيد على المواقف الثابتة الرافضة «لاستمرار احتلال جمهورية إيران الإسلامية للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة».

ورأى أحمدي نجاد خلال لقائه المسؤول العماني أن وتيرة العلاقات الإيرانية العمانية «متنامية»، وأكد ضرورة تطوير العلاقات والتعاون بين طهران ومسقط «أكثر فأكثر».

وبدوره، وصف رئيس مجلس الشورى العماني، العلاقات بين إيران وسلطنة عمان بأن «عريقة وتاريخية»، ونقلت وكالة مهر الإيرانية قوله إن «سلطنة عمان ترى أن مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن القضايا الإقليمية والدولية، تنطلق من نيات حسنة، وهي ترحب بها وتدعمها، مؤكدا أن بلاده بصدد تعزيز وترسيخ علاقاتها مع إيران».

وأكد ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين أكثر فأكثر، وأضاف أن «موقع إيران المميز في المنطقة والخليج، يحدونا دوما إلى أن ننظر إلى إيران نظرة احترام، وأن نمضي قدما نحو التقارب في علاقاتنا مع طهران». وكان المعولي استأنف مباحثاته مع المسؤولين الإيرانيين بلقاء نظيره الإيراني علي لاريجاني الذي وصف زيارة الوفد العماني لطهران بـ«المهمة». وأضاف أن بلاده «تولي نظرة إيجابية إلى تنمية العلاقات الودية والأخوية مع سلطنة عمان في جميع المجالات، بهدف إنشاء علاقات دائمة تصب في مصلحة شعوب المنطقة». وأضاف أن «القواسم المشتركة التاريخية الكثيرة بين الشعبين، والمواقف المنطقية المصحوبة بالحكمة لبلادنا تجاه التطورات الحساسة المعقدة في المنطقة في الأعوام الأخيرة، هي من العوامل المؤثرة في تعزيز وتمتين العلاقات الأخوية بين البلدين».

وأشار لاريجاني أيضا إلى المستوى الجيد للغاية لتبادل مختلف الوفود الزيارات بين البلدين، معربا عن أمله بأن يكتسب التعاون الاقتصادي بين الجانبين وتيرة متسارعة في مختلف القطاعات، مؤكدا بالخصوص أهمية تنفيذ مشروع نقل الغاز الإيراني إلى سلطنة عمان.

وتحدث عن «محاولات القوى العالمية لإثارة الخلافات الطائفية بين الشعوب المسلمة»، وقال إن «الخلافات بين المذاهب الإسلامية ليست في الأصول، وإن السياسة المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية قائمة على تعزيز الوحدة والانسجام والأخوة بين الدول الإسلامية».

ومن المتوقع أن يلتقي المعولي في وقت لاحق وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي.