كيري يعد بحماية اليابان.. مع توقع إطلاق كوريا الشمالية صاروخا جديدا

بيونغ يانغ ترفض عرض جارتها الجنوبية للحوار

كيري يلتقي بشباب ساهموا في تطوير سيارة تسير على الطاقة الشمسية في السفارة الأميركية بطوكيو أمس (أ.ف.ب)
TT

وعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في طوكيو أمس بأن تدافع بلاده عن اليابان المهددة بـ«اللهب النووي» الكوري الشمالي، وذلك بعدما ضمن الحصول على دعم بكين للتشاور بهدف احتواء الأزمة. وجاء وعد كيري وسط تصاعد التكهنات بشأن قرب إطلاق كوريا الشمالية صاروخا متوسط المدى تزامنا مع الاحتفال بالذكرى الـ101 لميلاد مؤسس الدولة كيم إيل سونغ اليوم. وبث التلفزيون الكوري الشمالي صورا لجمع من القادة العسكريين والاستعراضات العسكرية بهذه المناسبة أمس. وهناك ترقب لإطلاق الصاروخ مع احتفالات شعبية وعسكرية في بيونغ يانغ هذا الأسبوع. وعلى الرغم من أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون لم يظهر أمام وسائل الإعلام منذ أسبوعين، فإنه من المتوقع أن يظهر زعيم كوريا الشمالية اليوم خلال احتفالات عيد ميلاد مؤسس البلاد.

وصرح كيري في مؤتمر صحافي إلى جانب نظيره الياباني فوميو كيشيدا عقب محادثات معه، أن «الولايات المتحدة مصممة تماما على الدفاع عن اليابان». وبدأ الوزير الأميركي في طوكيو صباح أمس المحطة الثالثة والأخيرة من جولته في آسيا بعد سيول وبكين.

وقد حذر النظام الكوري الشمالي يوم الجمعة الماضي اليابان من «اللهب النووي» بعد أن نشرت طوكيو بطاريات مضادة للصواريخ وأمرت الجيش بتدمير أي صاروخ كوري شمالي قد يهدد الأراضي اليابانية. وصرح كيري بأن «على الشمال أن يفهم، واعتقد أنه فهم الآن، أن تهديداته لن تؤدي إلا إلى مزيد من العزلة والفقر لشعبه»، مؤكدا أن الولايات المتحدة تريد «العودة إلى طاولة (المفاوضات) وإيجاد حل سلمي» للأزمة. وكان كيري دق ناقوس الخطر السبت الماضي من بكين أمام الرئيس الصيني تشي جينبينغ، مشددا على أن «المرحلة حساسة جدا مع تحديات بالغة الصعوبة لتجاوزها، وبينها المشكلات في شبه الجزيرة الكورية».

والصين هي الحليف الوحيد الكبير لكوريا الشمالية. وتعتبر السلطات في بكين الأكثر تأثيرا على سلوك النظام في بيونغ يانغ التي توقع الخبراء أن تقوم بإطلاق صاروخ اليوم؛ إذ يصادف 15 أبريل (نيسان) تاريخ مولد مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ. ونبه كيري إلى أن إطلاق هذا الصاروخ سيكون «خطأ هائلا» من جانب كوريا الشمالية، واصفا زيارته للصين بأنها كانت «إيجابية وبناءة جدا».

والتزمت بكين أمس التعاون لتهدئة التوتر و«التصدي للمشكلة النووية في كوريا» مع دول أخرى بينها الولايات المتحدة.

وأوضح كيري في طوكيو أن «الصين أعلنت بوضوح أنه لا يمكن الاكتفاء بسياسة الخطابات». وفي السياق نفسه، دعا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أمس المجتمع الدولي إلى «التوحد لتدرك كوريا الشمالية أن استفزازاتها لن تجلب لها شيئا وستزيد الوضع تدهورا». وقد أجرت بيونغ يانغ خلال سنة تجربتين صاروخيتين؛ إحداهما في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، اعتبرهما الغرب تجارب لصواريخ باليستية، وتجربة نووية في 12 فبراير (شباط) الماضي مما أدى إلى فرض عقوبات دولية جديدة عليها.

وفي الآونة الأخيرة، قامت كوريا الشمالية التي بدأت تصعيدا لم يوقفه على ما يبدو أي شيء حتى الآن متجاهلة تحذيرات جارها الصيني العملاق، بنشر صاروخين «موسودان» يصل مداهما نظريا إلى أربعة آلاف كيلومتر مربع، وقادرين على بلوغ كوريا الجنوبية واليابان وحتى جزيرة غوام الأميركية، على ساحلها الشرقي. ويتوقع الخبراء أن تعمد بيونغ يانغ إلى اختبار هذا النوع من الصواريخ المتوسطة المدى وربما صواريخ أخرى قصيرة المدى.

من جانبها، رفضت كوريا الشمالية أمس عرض الحوار من جانب كوريا الجنوبية في شأن مستقبل موقع كايسونغ الصناعي بين الكوريتين المهدد بإغلاق أبوابه بسبب النقص في الإمدادات والعمال.

ومنعت كوريا الشمالية الكوريين الجنوبيين من دخول المجمع الذي يقع على مسافة عشرة كلم من الحدود داخل أراضيها منذ الثالث من أبريل الحالي، وسحبت منه موظفيها الـ53 ألفا الثلاثاء الماضي. وقال تلفزيون كوريا الشمالية أمس إن الحكومة وصفت عرض كوريا الجنوبية إجراء محادثات مع بيونغ يانغ بأنه «خدعة ماكرة». وقالت قارئة نشرة إخبارية بتلفزيون كوريا الشمالية: «لا نعتبرها سوى خدعة ماكرة لتغطية جرائمهم بتحويل منطقة كايسونغ الصناعية إلى أزمة وتغطية طبيعتهم القائمة على المواجهة بتضليل الرأي العام».